&عبدالمحسن سلامة

&

&

&

أعتقد أن التأخر فى الحرب البرية يعنى خسارة الحرب التى تشنها قوات التحالف على الحوثيين وأنصار عليّ عبدالله صالح فى اليمن فمهما كانت قوة الضربات الجوية لن تستطيع هذه الضربات أن تكسب الحرب هناك.

&

&


ربما تكون هناك وجهة نظر تتعلق بضرورة إجهاد ميلشيات الحوثى وصالح قبل الدخول، وهى وجهة نظر لا تأخذ فى اعتبارها حال الشعب اليمنى الذى يعانى شظف العيش، وبالتالى فإن اطالة أمد الحرب تعنى فى جزء منها «تململى» الشعب اليمنى وتغيير وجهة نظر البعض منهم تحت ضغط الظروف المعيشية لصالح من يسيرون على الأرض هناك وأقصد الحوثيين وقوات عليّ عبدالله صالح.

&

فى كل الأحوال أعتقد ان الاقتحام البرى بات ضرورة ملحة فى ظل عدم وجود قيادة مشتركة لقوات الرئيس عبدربه منصور هادى وغرفة عمليات لهذه القوات للتنسيق بينها وبين اللجان الشعبية التى تحارب معها، وبالتالى فالهجوم البرى لابد أن يتم فى أقرب فرصة للسيطرة على المناطق المحررة وتشكيل قيادة مشتركة لقوات التحالف وقوات الرئيس عبدربه منصور هادى واللجان الشعبية لإدارة هذه المناطق وتلبية احتياجات سكانها وتوفير الأمن لهم ثم الانطلاق بعد ذلك لتحرير باقى المناطق وتطهيرها تماما من مقاتلى عبدالملك الحوثى وعليّ عبدالله صالح والقاء القبض على قيادات هذه القوات، بمن فيهم عبدالملك الحوثى وعليّ عبدالله صالح، وتقديمهم لمحاكمة عادلة علنية وشفافة، سواء داخل اليمن أو أمام محكمة جنايات الحرب الدولية فى لاهاى حتى يعرف الشعب العربى كله حقيقة أفعالهم الإجرامية والدنيئة وتآمرهم على مصلحة وطنهم.

&

التخوف الثانى من الحرب يخص طبيعة جغرافية اليمن ومناطقها الجبلية الوعرة، بالإضافة إلى طبيعة سكانها القبلية، وأصحاب هذا الرأى يستندون فى ذلك إلى تجربة القوات المصرية هناك فى الستينيات حينما بدأ الأمر بتدخل عسكرى محدود لمصر لمساندة عبدالله السلال ضد حكم أسرة حميد الدين وما كان يعرف وقتها بحكم الإمام ثم تحول الأمر إلى ورطة للقوات المصرية هناك بعد أن تم حصار الكتيبة المصرية مما استدعى الأمر إلى زيادة عدد قوات الجيش المصرى إلى أكثر من 150 ألف مقاتل.

&

الأستاذ مكرم محمد أحمد الكاتب الكبير وصاحب التجربة الميدانية فى حرب اليمن نشر مقالا مهما فى الأهرام يوم الأربعاء الماضى على الصفحة السابعة أكد فيه أن هذا الأمر غير قابل للتكرار هذه المرة لأسباب كثيرة ذكرها فى المقال وأهمها سبب رئيسى مهم داخل اليمن وهو أن الحوثيين أقلية ضئيلة فى اليمن وباقى القبائل ضدهم وترفض القتال إلى جانبهم، اضافة إلى سبب خارجى يتعلق بموقف المملكة العربية السعودية فهى هذه المرة التى تقود الحرب على عكس المرة السابقة التى كانت ضد الحرب، كما أن قبائل كثيرة وأهمها قبيلتا حاشد وبكيل لهم علاقات وطيدة ومتشعبة بالمملكة وبالتالى فالموقف مختلف تماما ولا يجوز مقارنته بما حدث فى الستينيات حينما كانت القوات المصرية تقوم بمفردها بالعمليات داخل اليمن.

&

لقد تابعت مناشدة وزير الخارجية اليمنى لقوات التحالف بضرورة سرعة التدخل البرى كما تابعت تدهور الأحوال المعيشية والطبية فى كل مناطق اليمن بلا استثناء، سواء فى صنعاء أو عدن أو غيرهما وأعتقد أن الموقف أصبح يقتضى سرعة التدخل البرى لانقاذ شعب اليمن مما يعانى منه من تدهور معيشى حاد على جميع الأصعدة، وحتى لا تفتر عزيمتهم ويتغير موقفهم، فكلما كان التدخل البرى سريعا كانت فاتورته أقل على الشعب اليمنى أو على قوات التحالف.

&

&

بعد صلاة الفجر

&

منتهى الخسة والحقارة أن يتم اغتيال أمين الشرطة خالد شوقى علام عقب خروجه من صلاة الفجر بأحد مساجد شبين الكوم، وهل يمكن أن يكون للجناة علاقة بالدين الإسلامى أو بأى دين أو حتى بالإنسانية فالرجل خارج للتو من صلاة الفجر أى أنه مسلم مؤمن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا رأيتم أحدكم يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يخرج من صلاة الفجر الأكثر مشقة بين الصلوات الخمس المفروضة على المسلمين، ومع ذلك يقتلونه. بئس هؤلاء القتلة المنحرفون «المنحطين» الذين لا علاج لهم سوى اقتلاعهم من جذورهم وتطهير المجتمع منهم، وسلام على الشهيد خالد شوقى علام وكل الشهداء من جنود وضباط القوات المسلحة والشرطة الأبطال فى كل ربوع مصر والنصر حليفهم إن شاء الله.

&



&