سعيد السريحي

إيران لا تجهل أنظمة الطيران المدني والاشتراطات التي ينبغي توفرها تحقيقا لسلامة الركاب الذين تنقلهم طائراتها إلى مختلف دول العالم، وهي تعلم علم اليقين أنه يجب على المشغل لأي شركة طيران التقدم للجهات المعنية في أي بلد يعتزم طيرانها التوجه إليه بطلب مسبق يحدد فيه نوع الطائرة وعلامة تسجيلها الخاصة وشهادة الصلاحية وغير ذلك من وثائق وأوراق تتضمن الأمور الإجرائية المتبعة في رحلات الطيران بين الدول.


إيران لا تجهل ذلك، ورغم ذلك فقد تعمدت أن توجه طائرة من طائراتها إلى المملكة وعلى متنها ٢٦٠ معتمرا مضحية باتباع الإجراءات التي ينبغي اتخاذها من أجل ضمان سلامتهم، كما أن إيران تعرف ــ في الوقت نفسه ــ أن المملكة لن تقبل استقبال طائرة تجاهل المشغلون لها الإجراءات النظامية، سواء كانت طائرة إيرانية أو غير إيرانية، ولذلك فإن إيران كانت تعرف أن المملكة سوف تأمر الطائرة بالعودة هي ومن عليها من حيث أتت.
إيران تعمدت ذلك، تعمدت أن تقوم طائرتها بتلك الرحلة كي يتم رفضها ولها في ذلك غايات لا نشك أن على رأسها إيهام الشعب الإيراني بأن السعودية رفضت استقبال زوار إيرانيين وحالت بينهم وبين الوصول إلى المدينة المنورة، وهي بزعمها ذلك تهدف إلى تأجيج مشاعر العداء بين مواطنيها والمملكة وتبرر لشعبها المغلوب على أمره مواقفها العدائية من المملكة وسعيها الدؤوب للتدخل في شؤون المنطقة.
وربما عنّ لإيران وأغراها ذلك بأن توظف رفض المملكة استقبال طائرة الزوار دوليا، بحيث تظهر أمام العالم باعتبارها الدولة التي تعاني من منع مواطنيها من أداء شعائرهم الدينية والحيلولة دون وصولهم للأراضي المقدسة، ومن ثم تجد لها ذريعة تتحجج بها عند مواصلتها سياستها العدوانية تجاه المملكة.


لذلك كله، لا ينبغي أن يتوقف الأمر عند تصريح هيئة الطيران المدني بإعلان رفض استقبال طائرة إيرانية أهملت الإجراءات النظامية، بل ينبغي عمل مختلف الجهات المسؤولة على إفشال هدف إيران من وراء ما عملت كي يتضح للشعب الإيراني وللعالم أجمع ما يتخفى وراء هذه العملية.