القاهرة ـ أحمد عبدالعظيم وأحمد إمبابي وعادل حسين: كشفت مصادر مصرية، أن اللجنة المشتركة التي تم الاتفاق عليها خلال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، ليل أول من أمس، في القاهرة، والخاصة ببحث تنفيذ مناورة استراتيجية كبرى على أراضي السعودية وبمشاركة قوة عربية مشتركة، «ستضم قوات من مصر والسعودية ودول الخليج، وتبدأ عملها خلال الساعات القليلة المقبلة بعد الانتهاء من تشكيل أعضائها».
&
ولفتت في تصريحات لـ«الراي»، إلى أن «اللجنة ستتشكل من عدد من قادة الجيوش والتشكيلات العسكرية في المجالات المختلفة، سواء البحرية أو الجوية أو البرية وغير ذلك، للتنسيق ووضع الخطة الخاصة بالمناورة الاستراتيجية الكبرى، التي ستشمل تدريبا مشتركا على مستوى البحرية والجوية والعمل البري أيضا، وأن تلك المناورة لها أهمية كبيرة، وذلك للتدريب على العمل المشترك والتنسيق بين القوات المختلفة».
&
وأشارت، إلى إن «المناورة المشتركة ستكون نواة لتشكيل القوة العربية المشتركة والتدريب على التدخل البري في اليمن، في حال صدور قرار بذلك مستقبلا، خصوصا أن قرار التدخل البري في اليمن لم يتم اتخاذه حتى الآن، ويتم العمل في نطاق القوات البحرية والجوية فقط». وأضافت إن «المناورة ستشكل كيفية السيطرة على المجال البحري، خصوصا البحر الأحمر، وأيضا على المنافذ المائية الاستراتيجية وتأمينها، مثل باب المندب وغيرها من الموانئ الموجودة على ساحل البحر الاحمر، وسيشمل التدريب على كيفية العمل المشترك لحماية المجالات الجوية للبلاد العربية، علاوة على كيفية التحرك المتناسق على الأرض من خلال العمل المشترك بين القوات البرية».
&
وكان السيسي استقبل، ليل أول من أمس، وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بحضور وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري الفريق أول صدقي صبحي، ووزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفي، ومديريّ جهازيّ المخابرات العامة في البلدين.
&
وذكرت الرئاسة المصرية، إن وزير الدفاع السعودي «نقل تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الى السيسي، مشيدا بالمواقف المصرية المساندة والداعمة للمملكة العربية السعودية وأمن منطقة الخليج العربي، مثنيًا على دورها العربي الفاعل لتعزيز العمل العربي المشترك على كل الأصعدة».
&
ورحب السيسي «بضيف مصر العزيز، وطلب نقل تحياته وتقديره للملك سلمان بن عبدالعزيز»، مؤكدا أن «مصر كانت وستظل دوما عونا لأشقائها مدافعة عن الحقوق العربية، وأن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر بالنسبة لمصر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي، حيث يرتبط أمن تلك المنطقة بشكل مباشر بالمصالح الحيوية المصرية، لا سيما في البحر الأحمر ومضيق باب المندب».
&
وقال الناطق الرئاسي علاء يوسف، إن «اللقاء تناول آخر المستجدات وتطورات العمليات العسكرية التي تتم في إطار عملية عاصفة الحزم، التي تستهدف إرساء الاستقرار والأمن في اليمن والحفاظ على هويته العربية، ومساعدته على تجاوز تلك المرحلة الدقيقة في تاريخه صونا لمقدرات الشعب اليمني وحفاظا على حقوقه».
&
كما تناول اللقاء، «دور الثقافة والإعلام كوسائل للتوعية والتنوير وزيادة درجة الوعي لدى المواطنين، ونقل الحقائق المتعلقة بكل القضايا التي تشهدها المنطقة العربية، فضلاً عن أهمية الثقافة والتعليم كأدوات فاعلة وداعمة للخطاب الديني لدحر الإرهاب والفكر المتطرف».
&
وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لبحث تنفيذ مناورة استراتيجية كبرى على أراضي السعودية وبمشاركة قوة عربية مشتركة تضم قوات من «مصر والسعودية ودول الخليج».
&
وكان صبحي استقبل الأمير محمد بن سلمان، والوفد المرافق له في مطار القاهرة الدولي.
&
وأجريت له مراسم الاستقبال وعزفت الموسيقى السلام الوطني لكلا البلدين.
&
وأعرب الأمير محمد بن سلمان، عن «اعتزازه بالروابط والعلاقات القوية التي تربط القوات المسلحة لكلا البلدين الشقيقين والمواقف السعودية الداعمة للشعب المصري»، مؤكدا أن «مصر تمثل إحدى القوى الرئيسة والفاعلة في تحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط».
&
في المقابل، استقبل السيسي، أمس، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة «سيمنس» الألمانية غوسيف كيسر.
&
واكد الناطق الرئاسي إن «كلا من وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر محمد شاكر، وعضو المجلس الاستشاري لعلماء مصر هاني عازر حضرا اللقاء، الذي دار حول سبل التعاون بين القاهرة والشركة العالمية خلال الفترة المقبلة، لتوفير الطاقة، من أجل سد الفجوة الحالية في الكهرباء».