&&عماد المرزوقي


• في حال تجرّأت نساء وذهبن إلى ميدان التحرير لخلع حجابهن فإن ثورة قيم وهوية قد تهدّد المجتمع المصري والعربي مستقبلاً

• الغرب يريد أن تلبس المرأة المسلمة حجابها في البيت وتخلعه في الأماكن العامة

• لمواجهة الإسلام السياسي... أطراف في دول عربية تدعم خلع حجاب المرأة

• تقرير يدّعي أن لبس الحجاب في بعض مناطق العالم بما فيها دول عربية أصبح يشكل تهديداً لحياة المرأة

• تزايد أعمال العنف والقتل في الدول العربية استغله البعض للترويج إلى أن حجاب المرأة لباس للتستر على الإرهاب والتخلّف والخضوع

• هناك دور أزياء طوّرت الحجاب فجعلته ديكوراً للمرأة وليس لباساً شرعياً ففقد قيمته الإسلامية

• منظمات حقوقية غربية تدعم خلع الحجاب بصفة غير مباشرة تحت غطاء دعم تحرر المرأة وحقوق الإنسان
فيما يتم الترويج لمليونية «خلع الحجاب» في مصر يزيد الهجوم الغربي والداخلي وأعمال التمييز ضد المراة المحجبة في العالم. مركز دراسات أوكسفورد الاسلامية «أوكسفورد إسلامك ستادييز» نشر تقريرا مطولا بعنوان «الإرهاب والحجاب الاسلامي».

وذكر التقرير ان «أعمال عنف علنية وأشكالا ماكرة من التمييز الاقتصادي تمارس ضد بعض النساء المحجبات من أجل تقييد حرية المرأة في اختيار ممارسة دينها».

وأضاف التقرير أن «الحجاب في بعض مناطق العالم بما فيها دول عربية أصبح لباسه يشكل تهديدا لحياة المرأة. حيث إن المحجبة تكافح من أجل الحق في العمل وحرمانها من العمل بسبب الحجاب على سبيل المثال يترك آثاراً نفسية في المرأة قد تزعزع ثقتها بنفسها واستقلالها الذاتي». وكشف التقرير أيضا عن«عدم قدرة المرأة المحجبة بالشعور بالأمان في بعض المناطق وأن لها حقا أساسيا للتعبير الديني بشكل مسالم من خلال لبس حجابها».

تزايد أعمال العنف والقتل في الدول العربية استغله البعض للترويج إلى أن حجاب المرأة المسلمة هو لباس للتستر على الإرهاب والتخلف والخضوع، وأن الحجاب مرتبط بالإرهاب والتطرف وأنه شكل للمرأة غير لائق. هذه الأفكار تروج فعلا عبر مواقع للتواصل الاجتماعي كما تروجها مواقع غربية تريد تنفير النساء العربيات المتعلمات من لبس الحجاب.

آخر الشخصيات الغربية التي دعت إلى خلع الحجاب هي وزيرة التعليم العالي في فرنسا باسكال بويستارد التي أعلنت دعمها لخلع الفتيات للحجاب في الجامعات الفرنسية، وصرحت أن لباس الحجاب في الجامعات الفرنسية في طريقه ليكون غير قانوني.

يضاف إلى الوزيرة الفرنسية رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون الذي أعلن سابقا عن دعمه لحظر لباس الحجاب في المدارس والمحاكم البريطانية، إلى ذلك أعلنت إحدى المحاكم الكندية أخيرا اشتراطها حضور امراة مسلمة للتقاضي بخلعها للحجاب.

مدارس وجامعات ومحاكم وهيئات حكومية وغير حكومية تشجع بصفة غير مباشرة على خلع الحجاب بداية من دول غربية تعيش فيها جاليات مسلمة.

الحجاب كلباس طورت من شكله وتصميمه بعض دور الأزياء الغربية حتى جعلته ديكورا فقط للمرأة وليس لباسا شرعيا وأفقدته قيمته الإسلامية الشرعية إلى درجة أن بعض العربيات يرتدين حجابا أقرب منه إلى إكسسوار للزينة بدل غطاء للرأس، كما أن بعض العربيات حسب تصريحات لهن في مواقع على الإنترنت لا يجدن بدا في خلعه لأنه يكبل حريتهن حسب زعمهن. من بعض الفتيات اللاتي تحدثن إلى مواقع تواصل على الانترنت عن قصص خلعهن للحجاب،فتاة عربية ذكرت على موقع «ثوغت كاتلوغ» انها «أدركت هناك من يرتدين الحجاب كمنظر جمالي وليس كقيمة إسلامية»، مضيفة «إنها تريد خلع حجابها لإعادة اكتشاف-الوجه الحقيقي للدين الإسلامي من دون أي مشاعر للاختناق».

قصة هذه الفتاة مثلها الكثير وهذا يجري في غياب إدراك الدعاة أهمية هذه الظاهرة والمقصود بها عدم إدراك الفتاة لقيمة الحجاب كلباس للسترة وليس للزينة وأهميته الدينية وفضل لباسه والاهتمام بقيمة فكر الفتاة المحجبة أكثر من لباسها.

ومن بين الشخصيات المثيرة لجدل خلع الحجاب في الدول العربية الصحافية والكاتبة المصرية منى طحاوي التي كتبت كتابا مستفزا عن علاقة الحجاب بأمور جنسية وتعتبر حسب الصحافة الأميركية من أكثر العربيات الناشطات لخلع الحجاب في مصر والدول العربية، وتسعى إلى التحريض عبر كتاباتها لتحرر المرأة كما تزعم من خلال خلع حجابها.

الطحاوي تحصلت على الجنسية الأميركية في 2011 وهي صحافية وناشطة حقوق المرأة مصرية-أميركية مقيمة بنيويورك، وتكتب مقالات رأي في صحف من بينها «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» و«جيروزليم بوست»، وهى «بطلة الثورة» كما أسمتها صحيفة «إندبندنت» البريطانية، وهى واحدة من أقوى 150 امرأة في العالم للعام 2012 حسب تصنيف «نيوزويك» الأميركية، وليس هذا فحسب بل هى أيضاً ضمن أقوى 100 امرأة عربية للعام 2011 و 2012 حسب قائمة «أريبيان بزنس».

وفي دراسة حول المرأة الشرق الأوسطية العصرية ذكرت جامعة «أركانساس» إن «موجة من الأفكار تستهدف تحرير المرأة وصولا إلى تركها للحجاب»، وهذه الموجة قد تبرر ما حدث في مصر من دعوات لمليونية امرأة تخلع حجابها.أمر استفز المسلمات في العالم إلا أنه قد يكون مبعث تمرد البعض اللاتي اقتنعن بأفكار تروج عبر مواقع التواصل والتي تصور أن المرأة المحجبة هي رمز للتخلف وأن المرأة المتحررة هي غير المتحجبة، لكن قد تكون من صدقت ربط الحجاب بعدم التحرر أن مسلمات محجبات كثيرات في العالم حققن نجاحات ولم يخلعن حجابهن وأن التحرر هو تحرر العقل وليس التحرر من اللباس.

منظمات حقوقية غربية تدعم خلع الحجاب بصفة غير مباشرة وذلك تحت غطاء دعم تحرر المرأة وحقوق الإنسان وعدم إجبار المرأة على لبس الحجاب، ما دفع أخيرا في مصر إلى دعوة غير مسبوقة إلى مليونية خلع الحجاب، وفي تونس أيضا تحت مبرر الدفاع عن حق المرأة وعدم احتكار الرجال للسياسة خرجت دعوات كثيرة سابقا تدعم خلع الحجاب. حيث نشرت الكاتبة أمال القرامي على أحد المواقع أن «عدداً من النساء بادرن بخلع الحجاب على أساس أنّه فعل تصحيح للمسار بعدما انتبهت بعضهن إلى البعد التوظيفي للحجاب، واقترانه بالإسلام السياسي، وهيمنة المصالح السياسية على المنظومة الأخلاقية الدينية فإذا بهن يردن ألا يقع الحكم عليهن مرة أخرى من خلال اللباس.

لكن الكاتب المصري شريف الشوباشي كان أكثر جرأة بالدعوة صراحة إلى مليونية خلع الحجاب تنديدا بالتوظيف السياسي للمحجبات في مصر قائلا»يفرض الحجاب على الكثير من النساء والفتيات قسرا ويتم ترهيبهن وضربهن وحرمانهن من الجامعة، وقيام الكثير من الرجال بغصب زوجاتهم على ارتدائه ثم يتحدثون عن الحريات«.

لكن الشوباشي أراد من خلال دعوته ضرب الداعمين للإسلام السياسي والذي وصفهم بتجار الدين في مصر.

لكن دعوته حسب الشوباشي نفسه في تصريح لصحيفة»اليوم السابع«المصرية لاقت قبولا من البعض فيما وجدت رفضا واسعا. وفي حال تجرأت مصريات إلى الذهاب في الأول من مايو إلى ميدان التحرير تلبية لدعوة الشوباشي بخلع حجابهن فإن ثورة قيم وهوية قد تهدد المجتمع المصري والعربي بصفة عامة مستقبلا.

وتمحورت أهم الانتقادات إلى دعوة الشوباشي أن المرأة يمكن أن تمتلك شخصية حرة ومستقلة وهي محجبة، وان الحجاب فريضة إسلامية لا يجب التشكيك فيها. لكن التشجيع على خلعه أمر قديم جديد تروج له مواقع ومنظمات وشخصيات ليبرالية ومتأدلجة والشعار الموحد هو دعم حق حرية المرأة وعدم خضوعها.

يصف بعض الإسرائيليين على موقع»هارتس«مثلا أن»لباس الحجاب يفقد بصيرة المرأة ويقلل من أهمية شخصيتها في المجتمع«، وفي أوروبا هناك حملة واسعة تدفع للتشجيع على خلع الحجاب. حيث اشتكى مصري رفض جامعة فرنسية تسجيل ابنته بسبب اشتراطها خلع حجابها.

حملة تسويق عالمية عبر وسائل الإعلام والتواصل تصور أن المراة المنفتحة المتحضرة عليها خلع حجابها، وهذا النموذج للمرأة التي يروجها لها البعض أصبح شيئا فشيئا يكتسح عقول نسبة من العربيات اللاتي يجمعن بين مؤشر التعليم والتحرر ومسألة الحجاب.

التغيير الذي يريده البعض للمرأة العربية يبدأ من ضرورة خلعها للحجاب. حيث ذكرموقع أبحاث»بيو» الأميركية أن نصف المسلمات في أميركا يلبسن الحجاب، وأن التغيير المقبل قد يحفز على زيادة خلعه

. ظاهرة وجب التوقف عندها من خلال توضيح أهمية الحجاب ليس كلباس ولكن كقيمة إسلامية لسترة المرأة.

&