محمد صالح المسفر

&نحن في سباق مع الزمن من أجل إنهاء المهمة القتالية في اليمن بتحقيق النصر الذي لا لبس فيه، ضد قوى البغي، الانقلابيين في صنعاء (الحوثي، وعبدالله صالح).إن معركة الحزم لم تقم لتجريد البغاة من سلاحهم الاستراتيجي الذي يهدد أمن المملكة العربية السعودية فقط، وإنما لتجريد هذه القوى الباغية من سلاحها الذي يهدد أمن وسلامة واستقرا ر الشعب اليمني الشقيق الذي لم يحظ بالأمن والاستقرار لأكثر من ثلاثين عاما عاشها تحت حكم علي عبد الله صالح.
(2)
تنعقد اليوم في الرياض قمة تشاورية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي هذا اللقاء يسبق لقاء قمة الجمعة القادمة (8 مايو) كما يسبق الاجتماع التحضيري في باريس بين وزراء خارجية المجلس وجون كيري وزير الخارجية الأمريكية للتحضير لمؤتمر القمة الخليجية ــ الأمريكية في كامب ديفيد المقرر انعقاده في 13 مايو الجاري مع الرئيس الأمريكي باراك أو باما، وحتما سيكون موضوع القمة المذكورة هو الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي أو (5 +1) وأحداث الشرق الأوسط خاصة العراق وسوريا ولبنان واليمن، وحتما ستجري طمأنة دول مجلس التعاون من مخاطر الاتفاق النووي. لكني أنبه المؤتمِرين في الرياض وباريس بأن تصريحات الرئيس أوباما وقيادات أمريكية لا تبشر أهل الخليج خاصة والعرب عامة بخير إذ أن التصريحات القائلة بأن إيران قوة إقليمية يجب الاعتراف لها بذلك، وتصريح أمريكي آخر يقول إن الخطر على دول الخليج ليس مصدره إيران وإنما الداخل الخليجي، ولن أجادل في هذا القول، لكني، أؤكد القول، أن التهديد الداخلي هو بدعامة وتحريض إيراني لا ينكره إلا حاقد على هذه المنطقة المهمة من العالم. أن المدلول السياسي للاعتراف لإيران بقوتها الإقليمية يترتب عليه خطورة وأعظم بلاء على الدول العربية الشرقية والدول الخليجية خاصة،وعلى ذلك يتنازع هذا الحيز الجغرافي من الوطن العربي قوتين إيرانية وإسرائيلية والعرب هنا لن يتمتعون بالأمن والاستقرار لآجال قادمة ومن هنا يجب التنبه لهذا المنزلق الخطير.
(3)
في الشأن اليمني، تجري اتصالات يمنية بين جميع الأطراف السياسية الرافضة لهيمنة البغاة على اليمن (الحوثي، وعبدالله صالح) لعقد اجتماع تشاوري في الرياض لتقييم الموقف العسكري والسياسي والإنساني وعلى ضوئه تتخذ التدابير اللازمة لانتقال القيادات إلى داخل اليمن، لقيادة المرحلة القادمة، وأتمنى على أهل اليمن المؤتمرين في الرياض في الأيام القادمة ألا ينشغلوا بقضايا جانبية ليس هذا وقتها، كالقول بالانفصال، ورفع أعلامه في ميادين القتال، وغير ذلك من القضايا التي تُفرق الجمع وتزرع الضغائن، ليعترف المجتمعين في الرياض بأن القيادات التاريخية كبر سنها وأنها لم تعد قادرة على متاعب المستقبل، لكن لا غنى عنهم فهم القوة التي يستوحي منها شباب اليمن القوة والدافعية لتحقيق النصر وبناء يمن سعيد.إن من مهام الاجتماع (قوى الثورة اليمنية ضد الحوثي والنفوذ الإيراني وعلي صالح) المزمع انعقاده في الرياض يجب أن يركز على إعلان التعبئة العامة لكل قوى المجتمع اليمني المعادي لهيمنة " الانقلابيين على السلطة الشرعية " وحشد إعلامي يتناسب والمعارك الدائرة على الساحة اليمنية.
إن المقاومة الباسلة في إقليم تهامة لا تجد من يذكرها في وسائل الإعلام الخليجي المناصر لعاصفة العزم والمناصر للثورة اليمنية الوطنية. أن إقليم تهامة له أهمية استراتيجية بالغة الخطورة، إذ أنه يشرف على الحديدة والصليف وميدي والمخا وبيت الفقيه. هذه المواقع كما تقول أدق المعلومات وأصدقها تنبهت لها إيران ومنها يصل الدعم للميليشيات الحوثية ومنها إلى حدود المملكة العربية السعودية في حرض وحجة.
القيادة اليمنية المقيمة في الرياض هي المسؤولة عن هذا التجاهل لإقليم تهامة، أن الرئيس عبد ربه منصور لم يُسمع له صوت منذ خروجه من عدن وكأن بلاده لا تحترق بنيران إيران وشياطينها في المنطقة. أنه إذا كان غير قادر لتحمل مسؤولية تحرير اليمن من ربقة الحوثيين وأنصارهم والإيرانيين فعليه أن يتنحى ليتسلم القيادة من هو أكثر كفاءة وأقدر على النزول إلى ميدان المعركة.
(4)
الإدارة الأمريكية، استدعت في الجمعة الماضية " المندوب السامي الجديد للأمم المتحدة " السيد إسماعيل ولد الشيخ المكلف بالملف اليمني وأبلغته بأنها تفضل أن تكون جميع المفاوضات السياسية تحت الرعاية الدولية، وبمشاركة إقليمية.
معنى ذلك، دخول إيران طرف في الحالة اليمنية، وإلغاء الرغبة اليمنية في أن يعقد أي مؤتمر مصالحة تحت مظلة مجلس التعاون، أي الرياض ولا بديلا عنها. وفي هذا المجال فإني أتمنى على الحكومة اليمنية الحالية أن تعلن توحيد القيادة العسكرية والاقتصادية والإعلامية مع المملكة العربية السعودية، وأن تشكل "هيئة سياسية موحدة بين اليمن والسعودية "لتدير الشأن السياسي حتى تحرير صنعاء والعودة إلى العاصمة. يجب رفض تدويل الشأن اليمني تحت أي ظرف كان، لأن ذلك يعني خسارة فادحة وانتهاء السيادة اليمنية على أراضيها.
إن التخوف الأمريكي من القاعدة في اليمن ووصول السلاح المتطور إلى أيدي أفراد ذلك التنظيم يحد من تزويد المقاومة الشعبية اليمنية المناوئة للهيمنة الحوثية وتسليح الجيش المنتمي للسلطة الشرعية المناوئ للحوثيين بالسلاح الفعال، أن هذا التخوف يجب أن يزول من العقلية الأمريكية. ولكي تقضي على القاعدة في جميع أرجاء الشرق الأوسط فعلى الولايات المتحدة الأمريكية أن تعمل مع القوى الوطنية في هذا الشرق على اجتثاث الحكومات الظالمة في العراق وسورية واقتلاع الحوثيين وجحافل عبد الله صالح من جذورهم كي لا يهيمنوا على اليمن فتعشعش القاعدة وغيرها من الحركات الإرهابية في المنطقة، أن الإرهاب ينشأ في براثن الفساد السياسي والمالي والظلم وهدر كرامة الإنسان وعدم المشاركة السياسية الحقيقية وتغول الطائفية، وعلى ذلك يجب أن تتضافر الجهود للتخلص وردم البيئة التي يترعرع فيها الإرهاب.
آخر القول: لا تفاوض مع الغاصبين، لا تفاوض قبل تسليم السلاح والانسحاب من كل المحافظات، لا تفاوض ولا مساومة مع الخونة والعملاء ولا مع أسيادهم في الداخل والخارج. الشعب اليمني جدير بأن يصنع التاريخ. وللتأكيد تنظيم القاعدة في اليمن صناعة عبد الله صالح وإيران وعملائها في الداخل اليمني.
&