حسين شبكشي

منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تحولت العاصمة السعودية إلى خلية نحل دبلوماسية من الطراز الاستثنائي. قادة مهمون من كل أنحاء العالم جاءوا للسعودية للقاء العاهل السعودي، من كل مكان، من نيوزيلندا إلى جيبوتي، من الولايات المتحدة إلى تركيا، من أذربيجان إلى المغرب.


السعودية تنفتح دبلوماسيا بكل ثقة على العالم، لتؤكد للجميع أنها رمانة ميزان الاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. السياسة والدبلوماسية السعودية تأخذ حراكا أكثر جرأة وانفتاحا لتخرج من دائرة التحفظ والحذر الذي كانت معروفة به، وهذا يأتي انعكاسا لشخصية الملك سلمان نفسه لمن يعرف الرجل عن قرب.


الانفتاح على قارة أميركا الجنوبية بتكتلاتها المعروفة والتي تشمل البرازيل والأرجنتين وتشيلي وأوروغواي وبيرو وغيرها، وأيضا على أميركا الوسطى ودول مثل نيكاراغوا وهندوراس والسلفادور وحتى كوبا، لأنها مناطق ربما كانت خارج دائرة الاهتمام الدبلوماسي السعودي في الماضي، ولكن اليوم بات لها من الوزن السياسي والاقتصادي مكانة لا يمكن إنكارها ولا حتى إغفالها. وهناك القارة الأفريقية التي لا بد من إعادة التوسع فيها والاهتمام بالتواصل مع جنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا وتنزانيا والسنغال، والانفتاح على الكتلة الفرنكفونية والتي تشمل ساحل العاج والكاميرون وغيرهما من الدول أيضا.


المهم جدا وجود البعثات الدبلوماسية السعودية في مناطق سياسية ترغب السعودية في الانفتاح عليها سياسيا واقتصاديا. ودعمها بكوادر شابة ومدربة تدريبا جيدا.


من خلال السفارات الدبلوماسية السعودية قد أن يكون وجود مكتب للدعم السعودي في البلاد التي تهدف السعودية إلى تطبيق سياسة معونات معها أمر جيدا، بحيث يكون هذا المكتب مشرفا على الدعم، وأن يكون الدعم لمؤسسات في تلك البلاد لا لأشخاص، وأن يكون مرتبطا بمشاريع تنفذها شركات سعودية حتى تعم الفائدة كل الأطراف، فتستفيد البلاد المعنية بالمعونة وتستفيد السعودية اقتصاديا بإفادة شركاتها من القطاع الخاص.


الدبلوماسية السعودية مقبلة على مرحلة مهمة من التغيير والتطوير والنظر إلى حراك شمولي أعم وأشمل يشمل مناطق من العالم كانت لا تصل إليها ومن المطلوب أن تصل إليها، وهذا لن يتأتى إلا بتأهيل كوادر وإطلاقها بثقة لمواقع مهمة حول العالم تعكس فيها المرحلة الجديدة التي تعيشها السعودية، ومن المهم أن تنعكس دبلوماسيا ليراها العالم كله بلا استثناء.