&مطلق بن سعود المطيري


الحوار اليمني الذي انطلق امس الاحد في العاصمة الرياض، حدث جديد في ظروفه وإمكاناته السياسية والاقتصادية والشرعية، فالساسة اليمنيون المجتمعون في الرياض يحظون بقبول مجتمعي وإقليمي غير مسبوق، وربما هو الاجتماع الاول في التاريخ السياسي للمنطقة الذي يجد هذا التأييد خارج وطنه، تأييداا سياسيا وماليا وإغاثيا وانسانيا.

فالتحرك بهذه الامكانات على الارض عمل يجب ان يكون الهدف الاول والثاني.. للحوار، يبدأ التحرك بصناعة القرار التكتيكي المحدود في زمن الازمة وليس زمن ينشد واقعا بعد الازمة، اول هذه التكتيكات إلحاق جميع الثوار اليمنيين بالجيش الوطني اليمني، بمسميات ورتب ورواتب، فقد اجتاز هؤلاء الثوار اختبار الدفاع بالنفس عن الوطن والشرعية، اعطاء صلاحيات واسعة للقادة السياسيين الموجودين في اليمن لتنظيم العمل الاغاثي والاشراف عليه، فلا بد ان يكون هناك قادة شرعيون يلجأ لهم المنكوب على الارض، وإجبار الامم المتحدة على تأمين المستشفيات من هجوم المخربين، والاتفاق مع المنظمات الاغاثية التابعة للامم المتحدة على حث المواطنين والمواطنات في الاشتراك بالعمل الانساني والإسعافات الطبية وتدريبهم على ذلك، فالظروف على الارض تتطلب تهيئة المناخ لانجاح العمل الاغاثي، والدولة اليمنية هي المسؤولة الاولى عن ذلك.

الشعب اليوم يتطلع الى انقاذه من الازمة وليس الى صراعات الخطب السياسية، التى تسعى الى تحقيق مكاسب حزبية وتبادل مراكز النفوذ والقوة، فالخطاب في هذه المرحلة يفترض ان يكون خطابا اغاثيا وليس خطابا سياسيا يشيد بفريق ويلعن فريقا آخر.

أزمة الشعب اليمني الانسانية ترسخت منذ سيطرة الحوثي بالسلاح على الدولة ومنع المواطن من الوصول الى حاجته الانسانية، من علاج وتعليم وامن، التلميذ اليمني يتطلع الى مدرسته التي اصبحت مقرا لجماعة الحوثي بحسرة وضياع، وهذا يتطلب من المتحاورين صناعة بيئة مدرسية تعوض الطالب ما خسره ولا تطلب منه التضحية والصبر.

فليكن العنوان الرئيسي للحوار في الرياض عنوانا انسانيا اغاثيا ووطنيا، الشعب اليمني عندما يرى ان امكانية العودة الى الحياة الطبيعة امر تسعى حكومته الى تحقيقه قبل ان تحصن شرعيتها السياسية من الاختراقات، سوف يلبي نداءها في المشاركة والعمل، فالاغاثة في اليمن اليوم اصبحت عملا بطوليا وطنيا لا يتجاوزه العمل السياسي او العسكري، فوطنية الحكومة وشرعيتها تكمنان وتثبتان بقدرتها على النجاح في اغاثة الشعب اليمني المنكوب، ونجاح العمل الاغاثي سوف يتبعه نجاح العمل السياسي، وعلى ذلك لا بد من اعداد برنامج اغاثي وطني لكل الشعب اليمني، مع انتاج خطاب اعلامي انساني وطني يركز على مشهد الدواء والمريض، ويغيب السياسي وصراخه المهدد لنسف الخصوم وابادتهم مثلما يعمل الحوثي في خطبه الابادية، التي نتج عنها ابادة جميع الخيارات الوطنية، "الوطني اليمني يغيث ولا يبيد".
&