محمد صالح المسفر

&انتهى مؤتمر الرياض اليمني وصدر عنه قرارات وتوصيات وكلام كثير، دولة اتحادية، دولة الوحدة، يقول الرئيس هادي "سيرفع علم الجمهورية على جبال مران" بمحافظة صعدة، إشارة إلى العمل على إلحاق الهزيمة بالحوثي وميليشياته، في نفس الوقت رد الحوثي على كلام الرئيس عبد ربه هادي بالقول: "إن علم الجمهورية مرفوع في صعدة، لكن أعلام القاعدة ترفع في عدن، وآخرون يقولون أعلام الانفصال ترفع في مدن جنوب اليمن.


في مؤتمر الرياض تم الإعلان عن وعود بتقديم تعويضات لكل المتضررين على قدم المساواة، نتيجة للحرب الدائرة في اليمن، والحديث عن الإسراع بعودة الإدارة المدنية إلى الداخل لتأدية واجبها الوطني هناك.
والحق، أنه كلام جميل، وخطابات مصاغة بعناية، لكن، السؤال الجوهري الذي لم نجد إجابة عنه هو، كيف ستتم التعويضات والحرب دائرة رحاها على معظم أراضي الدولة اليمنية، وما مقدار تلك التعويضات والخراب ما برح يفتك بكل إنجازات الدولة سواء إنجازات مواطنين أو جهات رسمية، وجميع أموال اليمن النقدية منهوبة من البنك المركزي اليمني وفروعه كما تقول التحقيقات الواردة من اليمن، كنت أتمنى أن يركز مؤتمر الرياض على ثلاثة بنود، الأول، عودة جميع القيادات العسكرية اليمنية، وشيوخ القبائل إلى مواقع آمنة على صعيد اليمن، ليقودوا المعركة.
الأمر الثاني، رفض أي مساعدات إيرانية تصل إلى اليمن بأي طريقة كانت، وعلى الدول العربية والدول المشاركة أو المتضامنة مع "عاصفة الحزم" أن تتولى إرسال مساعدات إلى الشعب اليمني.
الأمر الثالث، اتخاذ قرار بتلغيم جميع المياه الإقليمية للحيلولة دون تهريب أي إمدادات إلى الحوثي وعبد الله صالح.
فيما يتعلق بالمساعدات الأجنبية، أرست سلطنة عمان سابقة في تاريخ المنطقة، بعدم قبول أي مساعدات بأي شكل كان عندما تعرضت عمان لكوارث طبيعية، أعني العواصف البحرية التي ألحقت بعمان خسائر فادحة وكذلك السيول الجارفة، ومن هنا أؤكد أن من حق السلطات اليمنية رفض أي مساعدة تقدم من إيران تحت أي ذريعة، وذلك يعتبر موقفا يشرف اليمن وقادته الميامين.
( 2 )
إن قبول القيادة الشرعية اليمنية بالمشاركة في مؤتمر "جنيف" الذي دعا له الأمين العام للأمم المتحدة في 28 مايو الحالي يعني فشل مؤتمر الرياض أنف الذكر، وهذا ينافي البيانات والتصريحات اليمنية القائلة إن المؤتمر كان ناجحا. إن مشاركة إيران في أي حوار يمني رسمي أو غير رسمي أمر يجب أن يكون مرفوضا من اليمنيين أولا ومن دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والصديقة المشاطئة لمياه البحر الأحمر، إيران ليس لها حدود جغرافية مع اليمن ولا تربطها مصالح، أيا كان نوعها مع الشعب اليمني، وعلاقتها مع طائفة تعتبر أقلية في اليمن لا يبرر لها التدخل في الشأن اليمني أو البحر الأحمر إنه يعتبر مياها عربية مغلقة. البحر الأحمر شواطئه الشرقية الممتدة من خليج العقبة شمالا إلى باب المندب جنوبا كلها لدول عربية، ومن السويس شمالا تمتد الشواطئ وحتى باب المندب جنوبا عربية أيضا، وفي هذه الحالة يكون لإيران حق المرور في المياه الدولية كما هو حال الدول الأخرى.
إن القيادة الشرعية برئاسة عبدربه هادي، لا يجوز لها أن تجتمع لحوارمع من يحمل السلاح في وجه الشعب والدولة، تلك الفئة الباغية التي نهبت كل معسكرات الجيش اليمني، واحتلت العاصمة بقوة السلاح واعتقلت القيادة السياسية العليا للبلاد، رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وأعضاء حكومته، وتمدد في جميع أرجاء الدولة وتدمر مدن جنوب اليمن ووسطه بكل حقد، فعلى أي أساس يتم الحوار مع الغاصبين، لم يعد هناك مجال لحوار مع الغاصبين قبل إلقاء السلاح والانسحاب من جميع المدن والأرياف التي احتلوها والاعتراف بالحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي.
الذرائع الأمريكية العلنية والسرية لفرض حوار بين القيادة الشرعية في اليمن الحوثي ورهط عبد الله صالح خشية من تمدد تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية "داعش" في المنطقة، ذرائع واهية ولا يجب الالتفات إليها.
وعلى ذلك، من حقنا أن نذكر الإدارة الأمريكية وقادتنا في الوطن العربي وخاصة دول مجلس التعاون ما قاله هنري كيسنجر عن إيران في الشهر الحالي، يقول: "إن إيران تشكل تحديا أكبر وأخطر مما تمثله داعش والقاعدة"إذا كنا نحارب القاعدة في اليمن وكذلك طلائع داعش فلا بد من رفض التواجد الإيراني في اليمن والجزيرة العربية.
( 3 )
من واجب الرئيس اليمني، أو نائب الرئيس رئيس الوزراء، السيد خالد بحاح، القيام بزيارات رسمية إلى الدول التي أيدت عاصفة الحزم ، مصحوبا بنخبة من العسكريين والسياسيين للتعبير عن شكر الشعب اليمني وقيادته لتأييدهم في معركتهم من أجل استرداد السيادة اليمنية المختطفة من قبل الحوثيين وأنصارهم، إنه لا بد من التوجه إلى عواصم العالم لشرح الحالة اليمنية ومطالبة تلك الدول بالتضامن مع الشعب اليمني وحكومته الشرعية. قد نتفهم الأسباب التي تحد من حركة الرئيس عبد ربه هادي إلى الخارج، لكننا لا نفهم لماذا لا يكلف نائب الرئيس رئيس الوزراء بتلك المهمة.
آخر القول: لا مكان لإيران على تراب جزيرة العرب، وخاصة اليمن، في أي جهد، حتى ولو كان إنسانيا، أعمالها ليست بريئة، ولا تفاوض ولا حوار مع من يشهر السلاح في وجه الشعب اليمني وحكومته الشرعية التي تم التوافق عليها من كل الأحزاب اليمنية.
&