أيمـن الـحـمـاد


"إن أنظمة الدولة تتكامل في صيانة الحقوق، وتحقيق العدل، وكفالة حرية التعبير والتصدي لأسباب التفرقة ودواعيها، وعدم التمييز، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى، فأبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات"، هذا الاقتباس من كلمة وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قبل يومين في لقاء جمعه بمسؤولين حقوقيين في المملكة.

يحاول العابثون من أصحاب الأفكار الضالة المنحرفة، ومن خلفهم من أيادي السوء من دولٍ وجماعات العبث بأمن هذه البلاد، من خلال أعمال تخريبية طائفية مقيتة مكشوفة مُورست في دول الجوار، ظناً منهم أن من شأن استهداف المدنيين الآمنين من أي طائفة أو مكون في مجتمعنا سيؤلب المجتمع على بعضه، دون أن يعرفوا أن المجتمع أصبح أكثر نضجاً ووعياً وإدراكاً بعواقب الانجرار نحو دعاة الفتنة وأساليبهم النتنة في زعزعة أمن المجتمعات واستقرارها، وهم في ذات الوقت -أي المواطنون- مدركون وعلى يقين تام بقدرة أجهزة الأمن في المملكة، التي استطاعت بتوفيق من الله كشف مَنْ كان وراء الاعتداء الذي ارتكب في "الدالوة" بمنطقة الأحساء، وأظهرت نتائج تحقيقه أن من يقف وراءه هو ذات التنظيم المسمى ب"داعش" والذي تلاحق المؤسسة الأمنية في المملكة أتباعه في الداخل والخارج عبر التحالف الدولي الذي تق صف الطائرات السعودية أوكاره دون كلل أو ملل أو تراخٍ، عازمة على القضاء عليهم ومن على شاكلتهم من التنظيمات المتطرفة. وكان التلاحم الكبير الذي أظهره المواطنون في كل أنحاء المملكة بعد تلك الحادثة الآثمة في "الدالوة" من تكاتف وتلاحم كبيرين ووقفة واعية، في مشهد مهيب شُيع ضحايا ذلك الاعتداء، وأغاظوا بذلك النفوس المريضة المسكونة بالشر والحقد التي رأت في ذلك فشلاً ذريعاً لمخططها الشيطاني.

يجب أن يدرك مواطنو المملكة أن الحادث الذي وقع أمس بمسجد في قرية القديح بالقطيف، إنما كان يستهدف زرع الفتنة وشق الصف وزرع الشقاق بين أبناء المملكة الآمنين المستقريّن في وطنهم، دون أن يدرك أولئك "المجرمون" أن المجتمع سيخرج من هذه الحادثة وهو أكثر حصانة وتكاتفاً ووعياً.
&