تركي عبدالله السديري


لقد أظهرت المملكة حكومة وشعباً استياءها مما حدث في القطيف من عمل إرهابي سواء عبر الزيارات الرسمية من المسؤولين والبيانات الرسمية والصحف والتلفاز والموقف العام في مواقع التواصل الاجتماعي.. كل هذا يضع دليلاً قاطعاً لا يترك مجالاً للشك بأن المواطن السعودي يمتلك من الوعي ما هو أقوى من المؤامرات الطائفية ومحاولات شق الصف وزرع الفتنة.. اليوم المملكة العربية السعودية تكشف للعالم قوتها بفضل وعي قيادتها وشعبها الذي يظهر كل صورة حضارية تغيض الأعداء..

من ناحية ثانية، يحزنني تفشي - بين القلة - الفكر الإرهابي والتكفير والقناعة - للأسف - بأن الإسلام يجيز القتل والغدر.. أقول لهؤلاء: هل سمعتم عن رجل اسمه عمر بن الخطاب، ذلك الخليفة العظيم الذي أسس مبادئ الدولة الإسلامية واهتم بغير المسلمين من رعيته وكان عدله وحكمه من أسباب إعجاب الكثيرين بالإسلام، وهو من استلم القدس بنفسه من راهب كنيسة القيامة، وأصل وصية أبوبكر الصديق عدم المساس بالرهبان في صوامعهم..

الإسلام عبادة وأخلاق وعدالة وأمن وفكر، وأشد من يحارب الإسلام هو هذا الفكر الإرهابي المتخلف الذي يريد أن يضيق الآفاق ويعيدنا إلى الوراء.. واليوم نحن محاطون بقلاقل سياسية سواء داعش في العراق، أو الحوثيين في اليمن، وحرب أهلية في سوريا، ولبنان يمضي عاماً بلا رئيس، وليبيا تتسابق المنظمات الإرهابية على تدمير استقرارها، ولا يحفظنا نحن - بعد الله- سوى هذا الوطن الذي تصدى لكل باطل، فقذف به بعيداً عن مجتمعنا الذي هو في سلام وأمن ونزاهة واتصالات ثروة بما هو عموماً ليس لدى كل الآخرين..

إن هذا الوطن بما هو فيه من قدرات وإمكانيات هو فخرنا دائماً بمواصلة توجّهنا نحو الأمام عكس ما هم فيه الآخرون من مهازل..
&