عبدالله مغرم


حلفاء إيران في وضع لا يحسدون عليه، فالحليف اللبناني حسن نصر الله يشرح في خطابه الأخير أهمية الليموناضة ويوصي بها لكل من يتحدث لفترة طويلة، ويعتقد أن توصيفه كان مقنعاً ولا يعبر عن مأزق معركة القلمون.

بينما حليفها في اليمن الذي احتار في مذهبه وابتكر مذهبا زيديا إماميا لم يبق أمامه سوى تسليح الأطفال للقتال، ولم تستطع إيران دعمه ومده بالسلاح براً وبحراً فتركته يواجه مصيراً قاسياً، واكتفت بالتصريحات الدعائية والشجب والاستنكار وتحولت إلى ظاهرة صوتية بعد أن كانت صفة عربية لفترة طويلة.

حليفها الأخير في سوري في وضع أسوأ من الحليفين في لبنان واليمن، فطائفته باتت تتمرد عليه فبدأت معركة النظام بتصفية أركانه.

هذا هو واقع إيران مع حلفائها في العالم العربي فلم يتمكنوا من النصر ولم تتمكن من حمايتهم وتقديم مزيد من الدعم لهم، لذلك لم يبق لها سوى "داعش" حليفها الإستراتيجي الذين تصفهم في العلن بالتكفيريين وفي الباطن تقدم لهم الدعم، وهو أمر ليس بجديد فقادة (القاعدة) كانوا يقيمون في إيران، ولم تنشط سوى في ترويع السنة في المناطق التي تسيطر عليها ومهاجمة الدول السنية، وإلا أيعقل ألا تحدث أي مواجهات بين داعش وحزب الله في سورية؟ أو مع حاضنة الإرهاب ذاتها إيران!

إيران بممارساتها ودعمها للإرهاب تعتقد أنها سترغم السعودية ودول التحالف على تسليم اليمن لحليفها الحوثي، والحقيقة أنها بدأت تكتوي بنار الإرهاب الذي رعته وما يحدث من انتفاضات للأقليات في الداخل سيضعها على المحك.

داعش رضيت لنفسها أن تكون على رقعة الشطرنج تحركها إيران كما شاءت لتحقيق مصالحها، ولعل ما حدث في القطيف لخيرُ شاهد أن إيران لا يهمها العرب سنة كانوا أم شيعة، بينما داعش يمكن أن تقوم بأي عمل وبأي تحالف في سبيل تحقيق أهدافها، وليس أمامنا سوى مواجهتها أمنياً وتعزيز الوحدة الوطنية وتجريم خطاب الكراهية والعنصرية والطائفية، فدم أي مواطن سعودي سنياً كان أم شيعياً هو أثمن وأغلى وأنفس من مريدي الدم والدمار.

&

&


&

&