حمود العنزي: «أنا وُلدت في عشة، ولكني أعتز بأسرتي الفقيرة»!

هكذا اعترف الفنان الكبير داود حسين، معطياً للفنانين الشباب درساً في قيمتي الكفاح والتواضع، لكن ليس من فوق خشبة المسرح هذه المرة، بل عبر ميكروفون الإذاعة!

ففي حلقة خاصة من البرنامج الإذاعي «القايلة» الذي يُبث عبر أثير محطة كويت «أف. أم».. حل الفنان داود حسين ضيفا على فريق البرنامج الذين كرموه تقديراً للإنجازات الفنية التي حفل بها مشواره الطويل.

تطرق داود حسين إلى مواضيع عدة، تتعلق بمسيرته على الصعيدين الفني والإنساني، وأجاب عن أسئلة فريق البرنامج، متخذا من التواضع والصراحة مجدافين أبحر بهما في خضم حديث ذي شجون، لم تنقصه الكاريزما الكوميدية التي يتعودها الجمهور للفنان الكبير.

كان طبيعياً أن يبدأ الحديث مع داود حسين عن فنون الدراما، ليقول الفنان بنبرة قاطعة: «إن التراجيديا أسهل بكثير من الكوميديا»، معبراً عن حبه لشخصية الدكتور شرقان التي قدمها في العام 1987 في مسلسل «على الدنيا السلام».

وفي تعليقه على مطالبة الكثيرين له بالعودة مجدداً إلى تقديم أعمال مع الفنانين حسن البلام وعبدالناصر درويش، امتداداً لنشاطهم السابق، قال حسين: «البلام ودرويش حبايبي وإخواني، وإن توافر النص المناسب فلن أتردد في المشاركة، وهذا طبعي، إن رأيت صديقي ناجحاً أعتبر هذا نجاحاً لي».

وعن ابنيه حسين وعلي أوضح: «إنهما اختارا تخصصيهما بنفسيهما، فهما يحبان تخصص الطيران، والمشكلة أنني عندما أجلس إلى جوارهما في السيارة أراقبهما في قلق وتوتر، فكيف إذا كانا يقودان طيارة».

وبشأن النصيحة التي يحب أن يوجهها إليهما قال: «أُحذرهما من أصدقاء السوء، كما أعلمهما بعض تجاربي في الحياة، وهما صديقان لي من الدرجة الأولى، نجلس في القهوة أو نطلب عشاء ونجلس نتناقش، وقد أتعلم منهما أيضاً وأستفيد من تجاربهما».

وكشف بوحسين عن سر حنينه إلى منطقة الخالدية بقوله: «الفقر مو عيب... وأعتز بانتمائي إلى عائلة فقيرة، إلى حد أنني ولدتُ في عشة في الخالدية».

واسترجع ذكريات كرة القدم عندما كان لاعباً في النادي العربي في العام 1976 وعشقه للقميص الأخضر. وتحدث عن الاختلاف بين الكويت في الماضي والحاضر، منحازاً إلى الكويت القديمة، ومردفاً: «الكويت جميلة بكل شيء»، وإن استدرك «أن للماضي سلبياته أيضا، حتى على مستوى الفن».

وعن أبرز أعماله القديمة، «عتاوية الفريج» ومسرحية «باي باي لندن» أوضح: «فرصة ذهبية مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا... وفي درس خصوصي كان لي مشهد واحد فقط، وكان اختباراً كما قال بشار ابن عبدالحسين، إن غرتني الشهرة، ولكني نجحت لأنني لم أرفض مشهداً واحداً في حلقة واحدة».

وقدم بوحسين نصيحة للممثلين الشباب: «ألا يفكروا أنهم بعد عدة أعمال سيصيرون نجوماً، والفنان الحقيقي عندما يتسلم النص يتعامل معه كأنه أول نص يقدمه، ويعطيه كل اهتمامه»، وأفصح حسين عن أن فنانه الهندي المفضل هو دريب كومار.

كما تلقى البرنامج مداخلات هاتفية من كل من الكاتبة القطرية وداد الكواري والفنانتين منى شداد وعبير الجندي والفنان المصري أشرف عبدالباقي والإعلامي القطري تيسير عبدالله، وكان البرنامج زاخراً بالكثير من القفشات والطرائف غير المستغربة من كوميديان بحجم بوحسين.

يذكر أن برنامج «القايلة» إعداد صالح الدويخ ونايف النعمة وتقديم مايك مبلتع وعمر العثمان، متابعة وتنسيق خالد المزيني، وهندسة إذاعية فاطمة القلاف وتعليق تقارير حنان المهدي، وإخراج جاسم محمد وخالد ملك.