&تركي عبدالله السديري


للأسف لاتزال حماقات مَنْ هم ليسوا أقلية فقط، بل هم أصحاب خلل عقلي يؤدي بهم إلى ما هم فيه من سوء وضياع، أفراد الفئة الجاهلة يمتهنون المساجد لتكون هدفاً للأعمال الفردية الإرهابية ظناً أن مثل هذه الجرائم سوف تزرع الهلع وتفكّك الأمن وتشق الصف.. أولاً لماذا في المسجد؟.. أين الدين؟.. وما هي مشروعية قتل المسلم.. أي مسلم؟..

إن ما سوف يحدث هو غير ذلك تماماً، حيث الدولة وعلى رأسها خادم الحرمين الملك سلمان ومن خلفه من رجالات الدولة وكذلك المجتمع بكل أطيافه.. الجميع يقفون ضد هذه المهازل التي لا يقرها الدين ولا العقل ولا الأخلاق.. المملكة قوية وهذا أمر لا يحتاج لبرهان.. لكن المؤلم أن نرى ضحية من الإرهاب ويكون المسجد هو موقع الهدف..

لقد قدم خادم الحرمين قبل أيام كلمة بعد حادثة مسجد القديح تثبت للجميع حرص الدولة وصرامتها على سلامة أبنائها.. وتسابق السعوديون من كل المناطق لتقديم واجب العزاء لإخوانهم بالقطيف، حيث قُدّر الحضور بالآلاف.. لذلك عندما ترى هذا التلاحم لا يشوبك شك بأن المواطنين في الوعي والتحضر ما يفوق محاولات أفراد الأقلية المؤمنين بالتكفير وجزالة الضلال وتعدّد الجهل.. كان على رأس المعزين ولي العهد الأمير محمد بن نايف الذي قدم العزاء دون الإحاطة بحراسة عالية ليرى العالم مستوى الأمن والاستقرار في المملكة..

هذه المحاولة العبثية من الأقلية التكفيرية -التي أجزم أن عددها قليل جداً- سوف تقل أكثر مع هذه الحماقات الضالة وسيكون مصيرها مزبلة التاريخ..

علينا أن نتكاتف جميعاً ضد هذا الفكر الخبيث؛ خصوصاً مع ما قامت به دولتنا الكريمة بتشكيل لجان مناصحة لأي شباب مخدوعين لم يُجرموا.. كذلك الأسرة هي خط الدفاع الأول، وعلى كل أب يكره أن يرى مصير ابنه مثلما حدث لمن قذف نفسه كجمرة في سبيل الإرهاب ألا يتهاون، وأن يتعاون مع لجان المناصحة.. فكلنا جنود من أجل هذا الوطن.. وعلى خطباء الجوامع وأساتذة الجامعات والمدارس ونشطاء التواصل الاجتماعي تكثيف الوعي ضد كل من يشجع الإرهاب أو التكفير..

المملكة أقوى من سخافاتهم، وبيوت الله والنفوس سوف تُصان في هذا البلد الخيّر والذي لا يشغل قائده سوى خير ورفاهية المواطن.
&