سليمان العيدي

نعم كان الرد من وزير الداخلية واضحا وصريحا أنه لا تهاون بعد اليوم في التعامل مع المخربين وخفافيش الظلام الذين يريدون وبكل أسف زعزعة أمن هذا البلد المبارك، لقد كانت رسالة واضحة للقاصي قبل القريب أن أمن الوطن في أيد أمينة

&


لما نَكْد نلُملم جِراحْ الدالوة في أحبائنا وإخوتنا في الأحساء حتى يبزغ جرح آخر اسمه القديح، تولى كبره وخطط له من ليس في قلبه رحمة ولا ذرة إيمان، عندما فجر نفسه داخل مسجد تقام فيه الصلاة.. أقلها.. أن كل مسلم من بين هؤلاء كان يردد حينها لا إله إلا الله محمد رسول الله، فكيف سيصنع بها هذا المجرم الغِّر عندما تحاجه يوم القيامة وهي تدافع عن هؤلاء الذين حضروا لأداء ركن من أركان الإسلام، وما هو جوابه أمام الملك العلام إذا جاء يقطر دماً، اللون لون الدم، والريح ريح المسك (فهم شهداء عند ربهم).. سيكون جزاؤه جهنم وبئس المصير..
لأن إراقة دم المسلم في أفضل الأيام عند الله وهو يوم الجمعة وفي غيره بل في مسجد آمن حرام بكل التعاليم السماوية، وقتل العمد معلوم جزاؤه، لكن خفافيش الظلام لا يعنيهم المكان أو الزمان، ودماء المسلمين كلها سوف تحاجه عند الله يوم القيامة عند محكمة عدل، وليس واحداً بل تجاوز العشرين شهيداً حصيلة هذا التفجير الآثم البغيض الذي حدث داخل هذا المكان المقدس، ولئن سألت عن مصلحة هذا التصرف الإجرامي، لوجدت وراءه أمور عريضة تأتي في مقدمتها ضربُ الوحدة الوطنية في المجتمع السعودي، فقد أغاظهم هذا الالتفاف حول القيادة، والناس من حولنا تتخطف ليلاً ونهاراً، فهذا لم يغمض لهم عينا حتى يثيروا القلاقل والفتن ويزرعوا القلاقل هنا وهناك، وبكل أسف وما إن انكشفت الغمة.. حتى رأينا رسائل التطمين ومراقبة أجهزة الدولة، وانكشاف الأدلة وتقديم التعازي وضرب القوة على المفسدين والأخذ على أيديهم حتى لا تتكرّر أمثال هذا الاختراق الفوضوي الذي تعمل فيه أيادٍ خفية.


أطلقنا عليها خفافيش الظلام حتى جاءت صاعقة القوة أيضاً على لسان وزير الداخلية نفسه عندما طبطب على كتف أحد أبناء المنطقة قائلاً: أقدر انفعالك ولكن لن نسمح لأحد أن يقوم بدور الدولة، فنحن ولله الحمد نقوم بواجبنا تجاه الوطن وسنحاسب المقصرين والمغرضين والمندسين بيننا، ولا مكان لأمثال هؤلاء في مجتمع الوحدة والألفة في كل شبر من أصقاع الوطن الآمن.


نعم كان الرد واضحاً وصريحاً أنه لا تهاون بعد اليوم في التعامل مع المخربين وخفافيش الظلام الذين يريدون وبكل أسف زعزعة أمن هذا البلد المبارك، لقد كانت رسالة واضحة للقاصي قبل القريب أن أمن الوطن في أيدٍ أمينة لن يعُجزنا المحافظة عليه، ومهما حاول السفهاء وصغار السن أن يعبثوا فيه، فهناك قوة ضاربة لهم بالمرصاد بحول الله وقوته.


لقد أعجبني الوضوح في الرد والوضوح في الموقف وقوة الإرادة وسرعة التصرف إلى جانب هذا الموقف، فهذا جزء من وطننا سنحافظ عليه مثلما حافظنا على كل رقعة في هذا الوطن.. وقد شاهدنا أمثاله على مر السنوات كثيرة كان الموقف حازماً وسيقف رجال الأمن لكل غادر بالمرصاد مهما كلفنا ذلك حتى يشعر المواطن ومن يقيم معنا أن بلاد الحرمين آمنة بحفظ الله ورعايته وأن الأعين الساهرة ستظل تطارد المخربين على مختلف أحقادهم.
&