& عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع


مرت عقود من الزمن على قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية شهدت الساحة الخليجية خلالها على اختلاف قطاعاتها العديد من إنجازات المجلس التي تحولت إلى واقع ملموس عاد بالنفع والخير العميم على أبناء المنطقة. صحيح أنه لا تزال هناك نواح خدمية كثيرة تحتاج إلى تسريع في القرار والتنفيذ ولكننا بدأنا نسافر بالبطاقة الموحدة، ورأينا التنسيق الجمركي والربط الكهربائي يدخلان حيز التنفيذ وغير ذلك من أنشطة وقوانين أخرى لا يتسع المجال لسرد تفاصيلها.

الإعلام الخليجي، وخاصة المرئي والمسموع، لا يزال يراوح مكانه ويحتاج إلى إعادة نظر ووقفة تأمل في الواقع وتحديات المستقبل.

لقد نجحت دول الجلس في القرار وفي التنفيذ حينما اشترك الجميع بقيادة المملكة في عاصفة الحزم وإعادة الأمل ونالوا التأييد من الجميع.

إذا كان النجاح قد تحقق في النواحي العسكرية والمواقف السياسية الموحدة، وهي الأصعب، فما بال هذا النجاح لا يمتد ليشمل النواحي الإعلامية؟

الإعلام الخليجي، وخاصة المرئي والمسموع، لا يزال يراوح مكانه في تحقيق التعاون. نحتاج إلى جهة فاعلة تمسك بالزمام وتتولى التنسيق والتفعيل لهذا الإعلام. هناك مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك، وهناك جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج، وهناك الإدارة الإعلامية في مجلس التعاون، ولكن كل هذه الجهات ذات مسؤوليات ومهام محدودة وهي لم تترك أي بصمات مؤثرة على الساحة الإنتاجية الإعلامية واكتفت بنواح إنتاجية وتنسيقية محدودة واجتماعات دورية لمجالس الإدارة.

في ظل هذه المعطيات تبرز الحاجة إلى جهة إعلامية خليجية تنظر إلى وقعنا الإذاعي والتلفزيوني وتمسك بزمام الأمور نحو مستقبل أفضل، نحتاج إلى جهة تنظر إلى المواطن الخليجي الذي أصبح مستهدفا وصيدا ثمينا لكل حاقد ومعتد.

نحتاج إلى جهة تنظر إلى الصراع المحموم والتنافس غير الشريف في إهدار الملايين مقابل إنتاج إذاعي وتلفزيوني لا يرقى إلى مستوى التطلعات والطموحات. وأخيرا، وليس آخرا، نحتاج إلى جهة تنظر في أمر كوادر شابة متحفزة لديها الكثير لتعطي ولكنها في حاجة لمن يمسك بيدها ويدربها ويعلمها كي تقوم بما هو مطلوب منها على أرقى مستوى.

قنواتنا التلفزيونية وإذاعاتنا في دول المجلس كل واحدة منها تعمل وكأنها الوحيدة في الساحة من حيث التخطيط والتنفيذ. الطريق أمام الجميع واضح لتحقيق أفضل النتائج، ولكن هناك حاجة لأكثر من اجتماع لكبار المسؤولين في الإذاعة والتلفزيون بعيدا عن البيروقراطية المميتة وذلك للنظر في كل أنواع التعاون والانتاج المشترك وإنشاء الشركات ذات الاختصاص وكسر الاحتكار القائم الآن في سوق الانتاج والإعلان.

رمضان على الأبواب وقد بدأت كل قناة التسويق لمنتجاتها. كل ذلك بجهود فردية وتنافس وارتفاع في الاسعار وكان بالإمكان التخفيف من ذلك أو التغلب عليه لو ارتفعت مستويات التنسيق والتواصل بين المسؤولين التنفيذيين في المؤسسات الإعلامية الخليجية.

هناك الكثير والكثير مما يمكن القيام به نحو إعلام خليجي مرئي ومسموع قوي أفضل مما نعيشه اليوم، وذلك لن يتأتى في ظل نظرة أحادية من كل جهة، ومؤسسات إعلامية خليجية مشتركة غير قادرة على العطاء وتطالعنا كل عام بمنتج أو اثنين بعد اجتماعات دورية لمجالس إداراتها.

الحاجة تزداد والمنافسة تقوى يوما بعد آخر ومن هنا تشتد حاجتنا لإشراقة إعادة أمل إعلامية جديدة في عالمنا الخليجي، وما ذلك على الله بعزيز.
&