العفو الدولية: ميليشيا إيزيدية أعدمت أطفالا ومعاقين في قرى عربية شمال العراق


أمير العبيدي

&كشفت منظمة العفو الدولية عن توثيقها لمجزرة ارتكبتها ميليشيا إيزيدية في قرى عربية شمال العراق، وأسفرت عن مقتل 21 شخصاً نصفهم من النساء والأطفال والمعاقين الذين أعدموا بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر، فيما أكدت المنظمة أن أي مجهود لم يجر للتحقيق في هذه المجزرة.


وقالت المنظمة في تقرير صدر عنها مؤخراً إن أفرادا في ميليشيا إيزيدية هاجموا قريتين عربيتين، هما الجري والسيباية، وقتلوا 21 شخصاً من سكانهما ونهبوا المنازل وأحرقوها، ولم يسْلم منزل واحد في القرية، مشيرةً إلى أن أكثر من نصف عدد القتلى من المسنين أو الرجال العجزة أو النساء أو الأطفال.
ووثقت المنظمة اختطاف 40 من تلك القرى، ولا يزال 17 منهم في عداد المفقودين، بينما نقلت عن السكان أن بعض أفراد البشمركة وقوات الأمن «أسايش» التابعة لحكومة كردستان العراق كانوا حاضرين في المكان في وقت الهجوم، ولكنهم لم يحاولوا منعهم.


وسجلت المنظمة شهادة والد ضحيتين وهما صبي عمره 15 عاماً، وشقيقه البالغ من العمر 20 عاماً من قرية الجري، وقال لمنظمة العفو الدولية إن ولديه قتيلا بالرصاص، وأُلقي بجثتيهما بالقرب من قرية إيزيدية، بينما تحدثت نهلة، البالغة من العمر 34 عاماً، وهي أم لخمسة أطفال من قرية الجري، كيف قتل زوجها ونجلها بالرصاص بدم بارد.
وقدمت المنظمة تسجيلات ومشاهدات من قرية السيباية المجاورة، مؤكدةً ان معظم الذين قُتلوا من المسنين أو الرجال والنساء ذوي الإعاقات وغير القادرين على الهرب، مبينةً أن أحد الرجال كان يبلغ من العمر 66 عاماً ويجلس على كرسي متحرك وتم قتله.
وطالبت دوناتيلا روفيرا، وهي كبيرة مستشاري منظمة العفو الدولية، السلطات العراقية بأن تبذل كل ما في وسعها من أجل نزع فتيل التوترات الطائفية، مشددةً على تقديم الجناة إلى ساحة العدالة بلا تمييز. وأوضحت أن أهالي الضحايا يجب ان يعرفوا أن الأشخاص الذين يرتكبون جرائم حرب وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان،وستتم مساءلتهم كأفراد- بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو منصبهم، وشدت المسؤولة في المنظمة الحقوقية على أن يتم وضع حد لحالات الإفلات من العقاب وبخلاف ذلك فإن المدنيين العراقيين سيظلون عالقين في حلقة مميتة من العنف الطائفي.
وكان العديد من الشخصيات العربية قد طالبت في وقت سابق بتقديم مسؤولي الميليشيات الإيزيدية إلى القضاء للاقتصاص منهم على خلفية الأحداث التي تحصل في المناطق العربية المحاذية لإقليم كردستان، في وقت استبعد المراقبون أن يتم الإقدام على هذه الخطوة في ظل حجم الدعم الذي تتلقاه هذه الميليشيات من التحالف العسكري الذي تتزعمه الولايات المتحدة من جهة، والجناح العسكري في حزب العمال الكردستاني من جهة أخرى.

&
&