&&جويس كرم

&

&

&

&

&


&

&

في خطاب دشن انطلاقة انتخابية شعبوية لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، تبنت المرشحة الديموقراطية أجندة داخلية تغازل الطبقة العمالية والنساء والأقليات، وتعهدت خارجياً بمواجهة «تهديدات من روسيا وكوريا الشمالية وإيران» من دون أن تنتقد الرئيس باراك أوباما وقراراته في مواجهة «داعش».

كلينتون ومن «جزيرة روزفلت» النيويوركية المطلة على مانهاتن وبرج التجارة العالمي، ألقت خطابها الانتخابي الأول أمام آلاف من مناصريها، مدشنة فعلياً حملتها الانتخابية ليل السبت لتعزز صدارتها في الاستطلاعات لمعركة الرئاسة بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري.

وفي خطاب استغرق ٤٥ دقيقة وفي حضور زوجها بيل، رسمت كلينتون استراتيجية انتخابية ليبرالية مؤيدة لأفكار الحزب الديموقراطي. وجاءت لهجة هيلاري أكثر تشدداً من أوباما في القضايا الخارجية. وقالت: «ما من دولة أخرى (غير الولايات المتحدة) قادرة على مواجهة التهديدات التقليدية مِن دول مثل روسيا وكوريا الشمالية وإيران وقادرة على التعامل مع صعود قوى جديدة مثل الصين».

وأضافت: «ما من دولة قادرة كما نحن على التعاطي مع تهديدات الفضاء الالكتروني، وشبكات إرهابية عابرة للدول مثل «داعش» وأوبئة تنتشر عبر المحيطات والقارات».

وذكرت كلينتون ببعض إنجازاتها في الخارجية الأميركية وقالت «تصديت لخصومنا مثل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وعززت حلفاءنا مثل إسرائيل... كنت في غرفة العمليات في اليوم الذي قبضنا فيه على (أسامة) بن لادن». ومن المعروف أن كلينتون شجعت أوباما على إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ عملية بن لادن رغم ضبابية الاستخبارات حول حتمية وجوده في ذلك المبنى في أبوت أباد.

وشددت كلينتون على «رص الشراكات الدولية وبناء الجسور مع الشعوب وليس فقط حكوماتهم» وعلى استخدام جميع الأدوات الاقتصادية والسياسية والديبلوماسية في تمتين المصالح المشتركة والسلام الدولي.

وفي الشأن الداخلي وأمام ما يناهز ستة آلاف مناصر، استعادت كلينتون حقبات ديموقراطية مميزة في التاريخ الأميركي، أبرزها رئاسة فرانكلين روزفلت من ١٩٣٣ إلى ١٩٤٥ وترسيخه سياسات اقتصادية تساعد الطبقة الوسطى وأوجدت الضمان الاجتماعي. كما تبنت بالكامل رصيد أوباما الداخلي وتخطيه الأزمة الاقتصادية في 2008، ولاحقاً إطلاقه برنامج الضمان الصحي الذي منح التغطية الصحية لأكثر من ١٦ مليون أميركي. وأرست كلينتون نبرة شعبوية في حديثها عن الطبقة العاملة، والإصلاح الضريبي والهجرة. وتحدثت عن تجربتها الشخصية ووالدها كصاحب محل نسيج في مدينة شيكاغو، كما ذكرت الأميركيين بإنجازات زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون وبينها الموازنة الاقتصادية في التسعينات.

واستعارت كلينتون من فرقة «البيتلز» الشهيرة لمهاجمة الجمهوريين، وشبهت سياستهم بأغنية «يسترداي» (الأمس). وكما غنى جون لينون، وقالت كلينتون إن اليمين الأميركي «يؤمن بالأمس ويحن إلى الماضي» وميزت نفسها عن ذلك بالتطلع إلى الغد وسياسات تعكس تغييرات المجتمع الأميركي بتبنيها حقوق المثليين والأقليات.

وتستفيد كلينتون من قفزة كبيرة في الاستطلاعات بنسبة 50 نقطة زيادة على منافسيها داخل الحزب الديموقراطي، وبمعدل 61 في المئة لكلينتون و١١ في المئة لكل من المرشح الاشتراكي الميول بيرني ساندرز ونائب الرئيس جوزيف بايدن في المرتبة الثانية. وفي منافستها للجمهوريين تتقدم ووفق استطلاع لمركز «كوينيباك»، على جميع مرشحي اليمين أو المحتملين منهم، بينهم جيب بوش (بنسبة ١١ نقطة) والسناتور راند بول (عشر نقاط) والحاكم لولاية نيو جيرسي كريستي (١٢ نقطة).

ومن المتوقع أن يعلن جيب بوش رسمياً عن ترشحه اليوم، لينضم بذلك لأكثر من ثمانية مرشحين جمهوريين رغم أنه يتفوق بالدعم المؤسساتي والمالي لحملته.
&