&مطلق بن سعود المطيري


مؤتمر جنيف حيلة اشتركت بها عدة أطراف للالتفاف على قرار مجلس الأمن 2216، وتقويض شرعية الحكومة اليمنية، وكذلك قدمت المعطيات التي قام عليها المؤتمر أن ازمة اليمن ليس امامها فرص للحل الوطني النهائي، فقد تم استعارة خبرات خارجية لصناعة هذا الحدث المتمثل بالمؤتمر، وهي خبرات تتطلع لخلق مصالح جديدة لدولها من خلال هذه القضية، فروسيا التي استقبلت الوفد الحوثي قبل ذهابه لجنيف تعد من هذه الخبرات التي سوف نشاهد بعضا من مكرها في لغة الحوثي وادائه التفاوضي، ومن المؤكد اننا سنتعرف نحن المراقبين عن بعد على خبرات جديدة تعلمنا كيف يتم الغاء قرار مجلس الامن عن طريق الدعوة بالتمسك به، وهذه خبرة لا يملكها الحوثي الذي تدرب على الاقتناع بقدسية الاشخاص وليس اللعب بين نار السياسة ومائها.

مؤتمر جنيف إن كان له هدف الآن واضح فهو فقط يتمثل بإطالة عمر الازمة اليمنية، واستنزاف جميع الطاقات العسكرية والسياسية اليمنية وكذلك طاقات الدول المؤيدة لحقوق الشعب اليمني، أي ان المطلوب دوليا هو تحويل اليمن الى عراق ثان ولكن بدون انتخابات طائفية ولا حكومة طائفية ايضا، ولكن الى اقتتال طائفي، بين القاعدة ومليشيات ايران، وهذا يتطلب اولا الا يكون هناك مرجعية وطنية او دولية، فحكومة منصور بحضورها للمؤتمر غامرت ببعض شرعيتها، وقرار مجلس الامن تحول من قرار ملزم التنفيذ الى قرار يتم التباحث حول امكانية تطبيقه على الارض وليس تنفيذه، فالهدف هو الذهاب لمنطقة الصراع الطائفي، ويتم ذلك عندما تدخل القاعدة بقوة على خط النزاع المسلح باسم الاسلام ومحاربة "الرافضة".

من يعتقد ان الرئيس المخلوع صالح هو من يسير الامور لصالحه في اليمن عليه قراءه قوة صالح السياسية جيدا، فهو في افضل حالاته اليوم يشبه الرئيس السوري، الذي تحول الى فصيل ضمن الفصائل المتصارعة وليس نظاما حاكما، ولكن دوره مطلوب - أي صالح - من القوى التي تصنع مشهد الحرب الطائفية في اليمن.

حل ازمة اليمن لن يأتي من مؤتمر جنيف ولن يأتي عن طريق حوار وطني، ولكن لا سبيل امام الشعب اليمني لوقف الحرب الطائفية - التي سوف يدفع لها عن طريق تقسيمه الى القاعدة ومليشيات طائفية ايرانية – الا بسلاح وطني وليس بحوار وطني، فالمطلوب عقد مؤتمر للسلاح الوطني اليمني يشارك فيه المقاتلون اليمنيون الوطنيون الذين يحاربون على الارض، يعلنون فيه اسم قائدهم العسكري ويوحدون جميع القبائل والفصائل الوطنية تحت عنوان وطني مقاوم واحد، وعلى الشرعية السياسية اليمنية ممثله بالرئيس منصور ان تدعم هذا الخيار عن طريق التنازل عن بعض صلاحياتها السياسية لصالح قوة السلاح الوطني اليمني وتعطيه الحرية باختيار قيادته وبناء هيكلة سلاحه، وهذا افضل للشرعية من مؤتمر يريد نزع شرعيتها ومنحها لمليشيات قتلت الشعب اليمني وشردته باسم الطائفة ومصالح خارج الوطن.
&