علي سعد الموسى

بكل الزهور والسرور، كان لابد لوزير دفاعنا الشاب، محمد بن سلمان، أن يستقبل هذه الحملة الإعلامية الصفوية الشرسة، أولاً، لأنه يعلم أن هذه الحملات هي "نواميس" الحروب وضريبة الانتصار، ثم ثانياً، لأن محمد بن سلمان ظهر فجأة في وجه "رستم" الجديد، الجنرال قاسم سليماني الذي كان يصول ويجول في بلاد العرب ومن خلفه "مترجم" خاص ليعبث فينا كما شاء متجاوزاً تلك الحدود التاريخية القديمة لليرموك والقادسية. ثم ثالثاً، لأن محمد بن سلمان، برهن بقرار جريء شجاع أن إيران مجرد "نمر من ورق" وأنها قوة فارغة أخذتنا بالصوت والحناجر، وحين جاءت لحظة "الحزم" لم تستطع إيران أن ترسو بسفينة واحدة في ميناء الحديدة رغم بوارج الحراسة البحرية، ولم تستطع أن تهبط بطائرة في مطار صنعاء في الحادثة الشهيرة التي تم فيها تدمير مدرج المطار على بعد أمتار من عجلة الطائرة الإيرانية.


وفي وجه "رستم" الفارسي، الجنرال قاسم سليماني، ظهر شاب عربي اسمه، محمد بن سلمان، ليبعث فينا من جديد روح الإجابة على هذه الأسئلة: لماذا وضد من كان شعب شقيق مثل الشعب اليمني بحاجة إلى تكديس 300 صاروخ باليستي؟ وهل كانت تلك الميليشيا المؤدلجة في هذا البلد الشقيق بحاجة إليها ضد الصومال ومدغشقر، وجيبوتي والحبشة؟ لماذا وضد من كان شعب شقيق مثل الشعب اليمني بحاجة إلى ما يقال إنه 70 صاروخا إيرانيا من صنف "شاهين" ثم نكتشف أن أول صاروخ منها تم إرساله إلى خميس مشيط قبل أن تحوله كفاءة دفاعنا الجوي إلى مجرد "لعبة نارية" فوق سماء هذه المدينة؟ لماذا وضد من كان الشعب اليمني يحتاج إلى كل هذه المخازن الهائلة من السلاح التي احتاج تدمير معظمها إلى أكثر من ثلاثة أشهر من الطلعات اليومية المكثفة، بينما كلنا يعرف أن هذا البلد "السعيد" محاط بالبحر الخالص من جهتين وبنا نحن فقط من الجهتين الأخريين؟ لمن وضد من كان تخزين كل هذه الأسلحة وترسانة الصواريخ وأساطيل الطائرات؟ والجواب المؤكد، أن شابا واعدا مثل محمد بن سلمان قد ظهر فجأة في قلب "المربع" الذي اعتاده رستم إيران، قاسم سليماني، الذي اعتاد على الدوام اليومي المكتمل في شارع العرب وعراقهم، وكان يظن أن "يمن العرب" ومنبع أصالته وجذر عرقه التاريخي لا يحتاج سوى إلى مرافقة مترجم. هنا يكمن سر هذه الحملة الشرسة لأن "رستم" لم ير في محمد بن سلمان سوى قاطع طريق في وجه الأحلام الصفوية.