هاشم عبده هاشم


•• تشكل زيارة سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع رئيس المجلس الاقتصادي والتنمية الأمير محمد بن سلمان لموسكو أهمية قصوى ومفصلية لأنها تأتي في وقت توفرت فيه ظروف ملائمة للدفع بعلاقات البلدين الثنائية إلى مستويات أعلى لقناعة المملكة الراسخة بأن موسكو باتت لاعباً رئيسياً ومهماً بالنسبة لقضايا منطقتنا بما تمتلكه من أدوات وامكانات ودافعية للعمل معنا بصورة أفضل في المستقبل.

•• وبالمقابل فإن موسكو تملك رغبة حقيقية في الدخول مع المملكة في شراكة حقيقية متعددة الأبعاد.. من شأنها أن تسهم – بفعالية - في حل قضايا الإقليم.. وبصورة أكثر تحديداً التعامل مع الوضع في سورية.. والعراق.. واليمن.. وبما يؤسس لجهد مشترك وفعال للخروج بمنطقتنا من الأزمات الراهنة..

•• ذلك على المستوى الأمني.. أما على المصالح الاستراتيجية بعيدة المدى.. فإن المملكة وروسيا باتتا جاهزتين لتعاون نفطي أكبر تتحقق معه مصالحهما بصورة أفضل.. ويسهم تعاونهما قي تحقيق الاستقرار في أسواق النفط.. على المديين المتوسط والبعيد..

•• وليس بعيداً عن هذا وذاك أن تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين بلدينا.. وفق خطة تعاون غير مسبوقة.. ستكون لها آثارها الواسعة على العلاقات والمصالح البينية ذات البعدين الاستراتيجي والاقتصادي.

•• ومن هنا تأتي أهمية أن تتم هذه الزيارة المهمة للغاية الآن.. ما سيكون لها أثر كبير وسريع على اتفاق البلدين نحو مسار مشترك في التعامل الجاد مع قضايا الاقليم وإنهاء حالة الفوضى والارتباك القائمة الآن..

•• والمملكة العربية السعودية التي تشهد حركتها الراهنة نمطاً جديداً من الحيوية والمبادرة وصُنع الفعل وفقاً لبوصلة واضحة الأهداف والمعالم تملك رؤية جديدة وموضوعية لعدة مشروعات مهمة لحل قضايا المنطقة.. وبالذات في سورية واليمن.. وفي التعامل مع كافة الأطراف الموجودة على ساحة الأحداث..

كما أن لديها تصوراً واضحاً لتأمين مستقبل منطقتها وذلك بتعزيز قدراتها الدفاعية متعددة الأبعاد.. وجعلها قادرة على مواجهة كافة الأخطار المترتبة على أي اتفاقات أو صفقات غير مأمونة الجوانب..

•• وبالإضافة إلى ذلك.. فإن الشراكة السعودية - الروسية الجديدة.. سوف توفر فرص نجاحات أكبر للدور القيادي الذي يلعبه البلدان داخل وخارج منظمة أوبك.. وفي أسواق النفط بصورة خاصة..

•• نحن إذاً أمام سلة واسعة لاحتواء تطورات المستقبل.. وتجنيب دخول المنطقة والعالم في متاهات جديدة.. في ضوء التعاون الجديد والفعال بين موسكو والرياض سيتكلل بزيارة بوتين للمملكة في وقت قريب جداً.. بعد أن تكون زيارة الأمير محمد للعاصمة الروسية قد وضعت علاقات البلدين في المرحلة القادمة في مكانها الجديد وفقاً لسياسات وتوجهات وحسابات يراها الملك سلمان.. ويعمل على تحقيقها بهدوء ليس فقط لتأمين المملكة على كل المستويات وإنما لتأمين المنطقة وإعادة رسم خارطة التحالفات بين الدول الشركاء في التصدي للأزمات الراهنة أو المنتظرة.

&

• ضمير مستتر :

•• تزداد الدول قوة وتتجنب الكثير من الأخطار كلما وضعت يدها في يد القادمين على صنع التاريخ..
&