حسن علي كرم
&

حسب ما ورد في الصحافة وافق وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود السالم الصباح على المقترح الذي تقدم به نائب رئيس مجلس الأمة مبارك الخرينج والقاضي بمنع عرض اعمال الفنانة السورية رغدا على شاشات القنوات التلفزيونية الحكومية.


أظن ليست رغدا الفنانة الأولى أو الوحيدة التي يتم منع أعمالها، فالمغنية التونسية لطيفة أعمالها ممنوعة والعراقي كاظم الساهر والتونسي لطفي بوشناق وهناك اخرون لعل الذاكرة لا تسعفنا لتذكر اسمائهم.
منع أعمال رغدا في الكويت هذا لا يعني فقدان نجوميتها، فرغدا كنجمة شباك قد انتهت من سنوات ان كانت في بلدها سورية أو في مهجرها مصر، فالسينما تبحث دائما عن الوجوه النسائية الشابة والجديدة التي تخدم الشباك، واذا كانت السينما العربية تفتقر الآن الى نجمات الشباك أو النجمة الأولى كما كانت الحال في العصر الذهبي أو الزمن الجميل بوصف آخرين عندما كانت تزخر بنجمات ونجوم الشباك، مثل سندريلا الشاشة العربية الراحلة سعاد حسني والفنانة هند رستم وسمراء الشاشة مديحة يسري وفاتن حمامة وماجدة وو و، الآن لا هناك شباك للسينما ولا هناك نجمات تتنافسن على الشباك، بل لا توجد سينما محترمة نظيفة، فالسينما المصرية أفلامها مقاولات حيث يهم المنتج الربح الكثير والصرف القليل، وبالتالي اذا لم تتدخل الجهات الرسمية المصرية لانقاذ السينما من أفلام الابتذال فالسينما المصرية سوف تسقط.
رغدا وهي فنانة سورية لئن اساءت للكويت أبان الغزو وارتمت في حضن المشنوق صدام حسين ومن بعده في حضن ابنته رغد لكنها أساءت لأبناء وطنها السوريين وأساءت لليبيين وأساءت للمصريين وأساءت للعراقيين، فهذه المرأة كانت دائما تسبح عكس التيار حيث ناصرت الأنظمة الظالمة ضد الشعوب المظلومة والمضطهدة، وقد تردد في الأونة الأخيرة أنها تركت مصر حيث تقيم عائدة الى سورية لتحمل السلاح مع الجيش النظامي ضد المعارضة.
اذا كانت الحكومة الكويتية بعد (25) سنة على جريمة الغزو قد أستشعرت ان رغدا أساءت للكويت، ولكن هناك غيرها من فنانين ومغنين أساؤوا للكويت أيضا والآن تعرض أعمالهم، بل تقدم لهم دعوات لزيارة الكويت واقامة الحفلات أحدهم المغني اللبناني مرسال خليفة الذي حل ضيفا بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أخيرا وأحيا حفلتين على مسرح السالمية (مسرح عبدالحسين عبدالرضا) وكان الدخول مجانا.
قرار منع أعمال رغدا تأخر (25) سنة، ترى كم نحتاج من سنوات حتى نشعر ان هناك صحافيين واعلاميين وفنانين وسياسيين خليجيين وعربا دأبوا ومازالوا على التطاول على الكويت؟!
&