الناقدة السعودية عفاف اليماني لـ الزمان المؤسسة الدينية والحكومة لم تفرضا قيوداً على النشاط النسوي السعودي
&

مصطفى عمارة


على الرغم من بروز عدد من الاديبات العربيات واللاتي أثرين الادب العربي بالعديد من روائعه إلا ان الدكتورة عفاف اليماني تعد واحدة من ابرز هؤلاء الاديبات نظرا لاسهاماتها الرائعة في مجال الادب العربي بكل مجالاته سواء كان ذلك نقد مسرحي او شعر او رواية لذا لم يكن غريبا ان يطلق عليها المهتمين بمجال الادب لقب لؤلؤة الادب العربي فضلا عن قيام منظمة الامم المتحدة بمنحها لقب الدكتوراه الفخرية نظرا لاسهاماتها البارزة في المجال الادبي والعمل الانساني وعقب حصولها هلى هذا اللقب كان لنا معها هذا الحوار


احب اولا ان اعرف بداية رحلتك مع الادب؟ ولماذا اخترتي مجال النقد المسرحي؟ وهل شجعك احد على هذا ؟


اختياري مجال النقد المسرحي نابع من رغبتي في التحدي وتحقيق الانتصارات خاصة اذا كان التحدي هدفه المعرفة ومن هذا المنطلق جاء اختياري للنقد المسرحي وهو مجال صعب على الجانبين خاصة ان هذا المجال يحتوي على مجالات متعددة فيها الاساطير والحقيقة والرومانسي فضلا على ان المسرح يعبر عن المجتمع فهو ابو الفنون الذي ينقل صور حقيقية للمجتمع عبر القرون وبالاضافة الى تخصصي في النقد المسرحي فلقد خضت ايضا مجال الادب والشعر حتى اكون مثالا يحتذى به بالنسبة للمجتمع السعودي بصفة عامة والمراة السعودية بصفة خاصة .


شهدت الفترة الماضية تراجع في العمل المسرحي ، فهل هذا راجع الى ازمة نص ام ازمة كوادر مسرحية ؟


الازمة ليست نابعة من ازمة نص او ازمة كوادر ولكنها ازمة ثقافة مجتمعية نتيجة الغزو الثقافي والفكري والاوضاع السياسية عموما فالانسان العربي بفعل هذه العوامل اصبح مثقلا بالهموم والتي تجعله يبحث عن رموز خفبفة وطريفة وفكاهية حتى لا يحمل فكره فكرا جديدا ومن هذا المنطلق اصبح مسرح الطليعة الذي يحمل فكرا خاويا على عكس مسارح الاستعراض التي تلقي رواجا وادى هذا الى عزوف الادباء عن الكتابة والمخرجين عن الاخراج وبالتالي غاب النقد المسرحي الحقيقي فنحن امام دائرة مترابطة فهناك نصوص غير جيدة واخراج غير جيد وياتي بعد ذلك عزوف عن النقد .


طرحتى في الايام الماضية مشروع وحدة الوطن والحلم العربي لهدم الهوة الثقافية بين مثقفي العالم العربي ؟


بالفعل هو حلم لو تحقق سوف يلبي حاجة الانسان العربي بشكل جميل فلقد بدأنا هذا المشروع من 18 جنسية عربية ووضعنا برامج على مستوى العالم العربي كله لكن العقبة الاولى والمهمة هي التمويل المالي فرأس المال يبحث فقط عن الربح السريع التجاري ولكن بناء الفكر يحتاج فترة زمنية بعيدة الامد .


وهل حاولتي اقناع رجال الاعمال بتبني هذا المشروع ؟


حاولت ولكنهم يريدون ان يتأكدوا ان هناك مشاريع ناجحة وبالتالي فهم ينظرون للمشاريع نظرة تجارية ورغم ذلك فلم ايأس وحاولت تطبيق هذا المشروع على المستوى الضيق من خلال محاولة بث الافكار الوسطية من خلال تلميذاتي في الجامعة المتعاونات في الحركات التنويرية الثقافية .


وهل ترين ان الادب النسائي له خصائص معينة ؟ وما هو واقع المرأة السعودية من الحركة الادبية ؟


الادب النسائي عليه ملاحظات كثيرة فالادب بصفة عامة لا يختلف بين الرجل والمراة إلا انه يمكن النظر الى الادب النسوي من ناحية ان المرأة اقدر من غيرها على فهم مشاكل المراة وفيما عدا ذلك فان لكل شخص اسلوبه في مجال الادب عامة اما بالنسة للمراة السعودية فان لها نشاط ادبي كبير سواء على مستوى الشعر او القصة او الرواية كما تشارك في المؤتمرات وخير مثال على ذلك مشروع الجنادرية والذي يعد واحد من اهم الاحداث الادبية على مستوى العالم العربي ولدينا استاذات شاعرات قاصات وكذلك على مستوى الصحافة .


وهل تضع المؤسسة الدينية في المملكة قيودا على دور المراة في المجتمع ؟


اطلاقا فنحن في مجتمع يكفل الحربة طالما كان ذلك في حدود الاعراف الدينية المعتدلة ولدينا حكومة نيرة وتعامل ديني معتدل وان خير مثال على ذلك حيث اخرج في زيارات خارج السعودية وامارس كل حقوقي في نطاق الشريعة والدين ولدينا تفاعلات في مجال الصحافة والمؤتمرات دون وجود اي عائق طالما كان ذلك في اطار الدين كما قلت من قبل .


هل ترين ان الحركة الادبية في العالم العربي واكبت ثورات الربيع العربي ام لم تواكبها ؟


معظمها لم يواكب تلك التغيرات قد تكون انماط الانتاج تغيرت مثلا ان تكون الرواية قصة لان القصة اقرب للواقع ولكن هبوط عام في الانتاج الادبي وربما راجع ذلك الى ان الناس مشغولين يبحثون عن السلام ولا يوجد من يقرأ وطالما لم توجد قراءة لن يكون هناك ابداع .


في مصر حدث جدلا واسعا مؤخرا حول دعاوي خلع الحجاب فكيف تنظرين الى تلك الدعاوي ؟ وهل ترين ان فشل تجرية الاسلام السياسي شجع التيارات العلمانية على تلك الدعاوي ؟


لا يصح الا الصحيح فالحجاب ليس مجال جدل وبالتالي ليس مجال استماع وبالتالي كل ما يقال في هذا المجال هراء لا تستحق ان يحدث فيها جدل فالجدل يحدث في الاشياء غير المسلم بها وهذا يدل على احساسهم بالضعف وقوة الاحساس الديني الفردي وليس الجماعي فمعظم النساء المصريات محجبات او منقبات ولم يحدث انقلاب ديني في المجتمع المصري وهذا ان دل فيدل على الاحساس الديني الثابت .


منحتك فيدرالية الامم المتحدة مؤخرا الدكتوراه الفخرية ، فعلى اي اساس تم منجك الدكتوراه ؟


لقد تم منحي الدكتوراه الفخرية بناء على سيراتي الذاتية في مجال الادب والاعمال الخيرية والدور الاجتماعي الذي امارسه إلا ان طموحي الاكبر ان انال تلك الوضعية عند الله عزوجل ولاشك ان منحي تلك الشهادة سوف يفرض علي مزيد من المسئولية المجتمعية والاعمال التطوعية خاصة من خلال عملي بالجامعة فكثير من الطالبات مغيبات بسبب الغزو الثقافي الذي فرض عليهم ورغم ذلك فهن يحملن افكارا انسانية جميلة ولعل اخطر ما يتعرض له المجتمع هو تغييب الهوية العربية متمثلة في اللغة العربية فاذا غابت اللغة العربية سوف ننفصل عن القران وعن الدين والغرب يحاول ذلك فاصبحت اللغة الغالبة هي اللغة الانجليزية والفرنسية واصبح هناك احساس بالدولية بالنسبة للغة العربية ومن هذا المنطلق كان اهتمامي باللغة العربية لانها اذا ضاعت سهلت عملية غزونا فكريا .


في النهاية ما هو الجديد في اعمالك الادبية ؟


مشغولة بتقديم ابحاث على المستوى النقدي والادبي والمستوى اللغوي للترقية الى مستوى استاذ مشارك ولدي مشروع طباعة كتاب هاني الاندلسي من المغرب والملقب بمتنبي الغرب وسوف احاول في هذا الكتاب البحث عن نقاط الاتفاق والاختلاف بينه وبين متنبي العرب فضلاعن انشغالي بالمشاركة في الصالونات الادبية التي تقام بالسعودية واشهرها صالون بادي الادبي الذي يهتم بالثقافة ونناقش خلاله قضايا اجتماعية وثقافية وفكرية .

&