علي القاسمي

بمثل هذه الدغدغة الهابطة يلعب المتواطئون بعقول النشء، ويدفعون بهم إلى التنظيم الساقط «داعش»، لا سيما أن هذه المنطقة المحرمة من «السرة للركبة» تلعب في عقول الكبار قبل الصغار، ويتمرجح حولها المعتوهون كثيراً، حتى إن بعض المتدينين مقتنعون بأن سبي النساء في تلك المناطق المفجوعة بالتنظيم «حلال»، وأن ذلك حكم من الرب ولا محاباة ولا مجاملة لأحد لأن الإسلام شجاع ولا يجامل الناس.

&

وليت أن حكمه هذا قيل في توقيت غير هذا، لأن المنتظر منه لم يكن قراءة شرعية أو فقهية أو إبداء رأي في سبي النساء ولا شأن لنا ولا له بالسبي والتحليل، بل كان أقل ما يمكن أن ننتظره ونحلم به من المحللين أن يتفضلوا بالمرور التفصيلي التحليلي الدقيق على زمرة الداعشيين المنحلين فكرياً وأخلاقياً.

&

يلعب التنظيم الداعشي بالعقول الساذجة ويعدها بتغذية ما تحت الحزام، ثقة منه بأن الدخول في هذه المنطقة لا يقف دونه شيء، حتى وإن كان الثمن كمية من المجازر الفظيعة والتصفيات الجسدية وجز الرؤوس، لأن الحور العين ينتظرنهم على مقربة من ساحات التنفيذ لهذه السلوكيات المقززة، ولا يفصل بين هؤلاء المنحرفين وبينهن إلا هذه المحاولات الصادمة من الذبح والسلخ على الطريقة التي تؤلب العالم علينا.

&

أرخص الأجساد هي التي تذهب لهذا التنظيم ومن دون حرج أو مواربة، وذاك عائد لأن الفكر الذي ترسب في الأذهان سنين طويلة مؤسس على أن حول كل منا مفتياً، وداخل كل واحد منا مذنباً عظيماً، وأننا نخاف من الموت لأننا غير صالحين للحياة، فنذهب إلى المفتين الشخصيين وهم بالكاد يحفظون نواقض الوضوء، ونشرح لهم الإرباك والارتباك، فيقدموننا لسوق البيع السرية التي تحتفل بالرأس كبضاعة تصنع الفارق، لا سيما أن هــذه البــضاعة مهووسة دوماً بالرغبـــة في تكفير الذنوب، والمضي نحو الجنة عبر أقصر الطرق وأسرعها.

&

من نشاهده في «داعش» ضحية ألعاب تغرير كبرى، وقد كان له أن يكون فاعلاً فعالاً في مجتمعه لولا أن العروض المقدمة له على وزن السبايا والإماء والحور العين، ولو كانت النساء من ذوات البشرة السوداء لا السمراء لتغيرت العروض أو تلاشت تماماً، وستكون حينذاك محفزات الجهاد والعمل الميداني مخيبة للآمال وداعمة للشذوذ بمختلف توجهاته.

&

«داعش» فريق إجرامي معتوه، داعموه السريون والخفيون تكفيريون متطرفون، ويستحيل أن يتوقف الدعم لهذا الفريق «الداعش» صباحاً والفاحش مساء، من دون أن نكشف بجرأة كل من يبارك ويصفق لهذا الفريق ويشجعه ونعترف بأنه مجرم نذل، ذُبحنا من الوريد إلى الوريد عبر عقول الرخاء المأزومة في الشدة، والحاملة في أحشائها أمراضاً مختلفة كانت نتيجة الحقن الملوثة للفارغين المتدثرين بعباءة الدين.

&

وللشباب الذي تغريه غزوات الفضاء الإلكتروني المعدة من «فاحش»: «لتتأكد أنك في الطريق الخاطئ للاجتماع بالحور العين، مهمتك فقط لن تتعدى عملية انتحارية يسبقها تفخيخ للمؤخرة، وإن لم تكن ذا جسم أو وجه مشجع على التفخيخ، فستكون واحداً من القطيع الذي يسير ولا يملك شيئاً منه، راكب اليوم ومركوب غداً، مجرد جسد مخدوع مسلوب هالك ملعون»!
&