الطفلة ياسمين محمد حميد، ضحية جديدة للحرب في العراق، وهي الناجية الوحيدة من عائلتها المكونة من الوالدين وخمس بنات، والتي هربت من تنظيم «الدولة» لكي تقصفها طائرة مجهولة ولتقضي عليهم جميعا عدا أصغرهم.


وحكاية الطفلة ياسمين محمد، ذات الأربع أعوام، صورة للمأساة التي يمر بها جيلها ضمن ملايين النازحين الهاربين من العنف والمعارك الدائرة في مدن العراق نحو مستقبل مجهول.
وقد زارت «القدس العربي» الطفلة ياسمين في مخيم للنازحين في العاصمة العراقية، لتجد أمامها ضحية فقدت عائلتها بالكامل والمكونة من الوالدين وأربع أخوات في قصف بطائرة مجهولة لسيارتهم أثناء محاولة الفرار من مدينتهم الرمادي مركز الأنبار.


وتحدثت جدة الطفلة، وهي الوحيدة التي ترعا

ها الآن في مخيم للنازحين في بغداد، أن والد الطفلة وهو مشرف تربوي في وزارة التربية ووالدتها المعلمة، كانا قررا أخذ العائلة المكونة من الوالدين والبنات الخمس والهرب من القصف العنيف على مدينة الرمادي أثناء هجوم تنظيم «الدولة» على المدينة، حيث خرجوا بسيارتهم إلى خارج الرمادي باتجاه مدينة هيت القريبة، على أمل إيجاد مأوى آمن من جحيم الحرب الدائرة في مدينتهم، إلا أن رحلتهم لم تستغرق سوى دقائق ليأتي الخبر إلى الجدة بتعرض سيارة العائلة إلى قصف من قبل طائرات مجهولة قضى على جميع أفراد العائلة عدا الطفلة ياسمين التي قذفها الانفجار بعيدا عن السيارة وليعثر عليها الناس وهي مضرجة بدمائها.
وذكرت الجدة أن ياسمين كانت مصابة بعدة إصابات في جسمها أبرزها كسر في الساق ونزيف في الدماغ وجروح في الرأس وفقدان عن الوعي، حيث كان وضعها الصحي حرجا جدا وأعتقد الأطباء أنها لن تعيش، ولكن إرادة الله تشاء أن تعيش بعد إجراء عدة عمليات منها عملية لزرع معدن بلاتين في ساقها الغضة وعمليات في الرأس.
وأثناء اللقاء كانت ياسمين تلعب بدميتها ببراءة داخل الخيمة بحركات بطيئة بسبب الإصابة في الساق، وهي تسأل دائما عن والديها وأخواتها، فتقول لها الجدة إنهم في الجنة، فتسأل ببراءة الأطفال : لماذا لم يأخذوني معهم؟»


وتذكر الجدة جوانب إضافية من معاناة ياسمين من خلال عدم تمكن الجدة من الحصول على الراتب التقاعدي المخصص لها بعد وفاة والدها، وذلك لنقص الأوراق الرسمية وعدم إمكانية إخراج قرار وصاية من المحاكم، وبالتالي عدم وجود مورد مالي يعين على علاج وتربية ياسمين، كذلك لا يمكن إخراج جواز سفر لها للعلاج في الخارج.
وفي مخيم النازحين الذي تعيش فيه ياسمين مع جدتها، وهو عبارة عن مجموعة خيم أقامها جامع الشواف في اليرموك في بغداد، تجد العشرات من العائلات التي كتبت الحرب المجنونة عليهم ان يتركوا بيوتهم ومناطقهم، ليصبحوا غرباء في وطنهم تحت خيمة لا تقيهم من حر شديد، وهم بانتظار مستقبل لا ملامح له وسط تجاهل رسمي من قبل الحكومة والمنظمات الإنسانية، فلم يبق لهم سوى ما يجود به أهل الخير من تبرعات ومساعدات تعينهم على الاستمرار في العيش.
&