علاوي: أمير الكويت&وافق على تأجيل التعويضات من دون فوائد

أكد نائب الرئيس العراقي رئيس «حركة الوفاق الوطني» إياد علاوي أن حاجة العراق لموازنة الحرب على الإرهاب دفعت بلاده إلى إرساله إلى الكويت بزيارة رسمية حيث طلب من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح تقديم المساعدة للعراق وتأجيل التعويضات من دون فوائد لمدة سنتيْن، قائلاً: «وافق الامير مباشرة وبخلق عال، وبلّغت السفير العراقي في الكويت لمتابعة التأجيل وحصل ذلك».

وخلال حوار مع «الراي» قال علاوي: «لست رجل السعودية، بل أنا صديق، وأعتبر السعودية دولة عربية مهمة واساسية ومحورية في المنطقة، كما انني صديق للكويت ومصر وجميع الدول التي وقفت معنا ايام الكفاح ضد نظام صدام. احترم المملكة العربية السعودية احتراماً كبيراً ولا أنسى مواقفها المشرفة وحرصها على سلامة العراق».

وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

• منذ 13 عاماً والعملية السياسية لا تضمن استقرار العراق فأين المشكلة؟

- العملية السياسية لم تبن على اسس سليمة، وكانت متعثرة بسبب الإقصاء والتهميش واعتمادها الطائفية، وعزلها مجموعة واسعة من المجتمع، ولم تعد تجربة سياسية شمولية بالمعنى الكامل، وحصلت في ظل الاحتلال وبتدخّله وهذا لم يكن مشجعا. وأذكر تحت ضغط مجلس الحكم آنذاك وافقت واشنطن على نقل السيادة، وتم اختياري رئيساً للوزراء في حينه... العملية السياسية ناقصة لانها لم تشمل المجتمع وهي لاتمثّله وكانت في ظل الاحتلال، ما أدى إلى حصول فراغ سياسي واداري وتنظيمي كبير، فحين سقط نظام صدام سقطت الدولة معه وتم تفكيك جميع المؤسسات الامنية. وفي هذه الظروف نشأت العملية السياسية وتطورت الى الامام وهي تغرق يوما بعد اخر في العزْل والتهميش والإقصاء والطائفية السياسية. هذا سبب الفوضى والإرهاب في العراق لانه لاتوجد مؤسسات تحمي الشعب.

• أتعني أن المشكلة في أداء البرلمان والحكومات؟

- المشكلة بدأت حينذاك وتطورت لأن البرلمان مثّل جزءاً من الشعب فقط. فالبقية ليس لهم حق لا في الانتخابات ولا في القرار السياسي، واذكر أن الانتخابات فرضت بقوة السلاح والقهر. وبعد فوز قائمتنا التي لا تنتمي الى الفرع الطائفي السياسي، تصدّت لها ايران واميركا، ومذ ذاك والعملية السياسية تسير على هذا النحو الخاطىء.

• على طاولتك أخطر الملفات ومنها الشروع في بناء علاقات عراقية - عربية والمصالحة المتعثرة فما الذي تحقق طوال الفترة الماضية؟

- اقترح رئيس الوزراء حيدر العبادي أن أتابع شخصيا الملفات العربية، وحصل نجاح الى حد كبير، خاصة بعد تشكيل الحكومة وحصل انفتاح من الدول العربية وخاصة المملكة السعودية وهي اول من قدمت تاييداً ودعما للحكومة الجديدة وأرسلت حينها وفداً من الخارجية السعودية لايجاد مقر لسفارتها، وكذلك حصل انفتاح ودعم من الكويت والامارات، واخيرا مع قطر وهذه مؤشرات ايجابية لإعادة العراق الى حاضنته العربية واعادة العرب الى العراق، وما ازال مستمراً في ترميم وبناء العلاقات العربية العراقية، وامس زارني السفير المصري وحدثته عن المشاريع المشتركة التي طرحتها حين كنت رئيساً للوزراء، وطلبت منه اعادة التفكير بها الان لايجاد سبل تعاون بين العراق ومصر، وكذلك تكلمت مع ملك الاردن بهذا الاتجاه ولمست دعماً من قادة الدول العربية للعراق في مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

• قلت قبل ايام ان هناك دولاً عربية مستعدّة لوضع طائراتها ومطاراتها بتصرف الجيش العراقي فمن هي هذه الدول؟

- لا أستطيع ان اتحدث بالتفاصيل ومن هي تلك الدول. هناك مسائل امنيّة مهمة لا تقال للاعلام.

• هل هناك تعاون استخباراتي كذلك؟

- العراق يمتلك اكثر من 10 أجهزة استخباراتية كبيرة غير فاعلة، وعليها ان تتحّد وتتطور وكذلك نحتاج الى جهاز الامن العام وكل هذه الاجهزة لاتقدم نتائج ملموسة بسبب الخلل في رؤيتنا لما يجب ان يتحقق على صعيد الامن. بين الدول العربية يوجد تعاون استخباراتي ولكنه ليس مسؤولية العراق، وهو مشارك في المسؤولية فقط امام الدول المتحالف معها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية، والجانب الاهم في التنسيق الامني، هو تسمية ممثلي جهاز الاستخبارات العراقي، ومن يمثل الدول الاخرى المتحالفة مع العراق، كما تفعل دول العالم، وتكون له هيئة ومقر دائم. منذ ما يقارب العام، طرحت ضرورة تحقيق تعاون وتنسيق استخباراتي والان فقط حسب ما فهمت من السفير الاميركي ان هناك اتفاقا وان هذا الامر سيحصل، لكن بصراحة لايوجد أي نوع من التعاون الاستخباراتي بشكل دقيق وكامل مع المتحالفين مع العراق.

• هل هناك تفاهم عربي بهذا الاتجاه؟

- هناك توجه لجميع الدول العربية في مواجهة التطرف، لكن لايوجد تنسيق مع الاسف بهذا الاتجاه مع العراق.

- ماذا حققتم من مصالح تم التفاهم عليها في العلاقات العراقية ـ العربية؟

* للأسف لم تستجب أطراف عراقية وغاب الشعور بالمسؤولية والانفتاح الكامل على الدول العربية. وهذا تقع مسؤوليته على وزارة الخارجية التي يجب عليها ان تعمل على تطوير العلاقات العربية. وانا لست وزيرا للخارجية. انا فقط لي علاقات عربية ودولية جيدة وأحاول أوظفها لخدمة العراق والمنطقة.

• دائما يقال إن علاوي رجل السعودية في العراق فماردك؟

- أمس، ومن حسن الحظ نشر موقع «ويكليكس» وثائق سرّبتها الصحافة حول أن الأخ سعود الفيصل تحدث مع شخص لا أعرفه، وحسب البرقية يقول لانعرف مصادر تمويل إياد علاوي، وهذا دليل على اني لست رجل أحد، واحترم المملكة السعودية احتراما كبيرا، ولا انسى مواقفها المشرفة تجاه المعارضة العراقية ضد نظام صدام، ولامواقف القيادة السعودية مع العراق حين كنت رئيساً للوزراء، وهم حريصون دائما على سلامة العراق، رغم أن لديهم مآخذ كما حال بقية الدول العربية، وكذلك هناك مآخذ لبعض العراقيين على السعودية. لكني لست رجل السعودية، بل أنا صديق وأعتبر السعودية دولة عربية مهمة واساسية ومحورية في المنطقة، كما انني صديق للكويت ومصر وجميع الدول التي وقفت معنا ايام الكفاح ضد نظام صدام.

• مارأيكم بما يقال عن وجود تشكيك من قبل اطراف داخل «التحالف الوطني» في سياسة التحالف الدولي ضد «داعش» وخاصة الولايات المتحدة الاميركية؟

- إذا كانوا هم من يشكّكون فلماذا لايخرجون من التحالف؟ «التحالف الوطني» هو من دخل التحالف الدولي وهو من يقود الحكم والسلطة بيده. واذا كان لديهم شك فيفترض ان يتحالفوا مع جهات اخرى وهذا مايقوله المنطق، ولاتوجد إستراتيجية لاعند «التحالف الوطني» ولاحتى عند الولايات المتحدة، وباعتراف الاميركان انفسهم وعلى لسان الرئيس اوباما. ليس لديهم استراتيجية خاصة للعراق وكذلك في سورية واليمن وليبيا وحتى في مصر.

• قلت سابقاً إن التنسيق الاستخباري مع التحالف الدولي ضروري لكشف مكامن ضعف «داعش» وإن المعركة ضده تفتقر للتسليح والتنسيق مع قيادة التحالف، فهل غابت مستلزمات الانتصار العسكري والسياسي بسبب التنسيق الضعيف والعلاقة الفاترة مع التحالف؟

- حين تدخل حرباً مفروضة عليك او باختيارك يفترض أن تعمل على استراتيجية، أهم مافيها الجانب السياسي وان تكون واضحة، كما عليك أن تعمل على المصالحة الوطنية واعادة النازحين واحترامهم وتعويضهم، وعلى سلسلة اجراءات تصب في وحدة المجتمع وتعبئته بالكامل ضد قوى التطرف من دون تهميش واقصاء، هذا هو الانتصار السياسي، ويضاف له التعاون مع دول العالم. اما الجانب العسكري فيحتاج المعلومات الاستخباراتية والقوات الخاصة والطيران لتنفيذ عمليات نوعية، وكل هذه لاتوجد، وهي مستلزمات تحقيق الانتصار. اذن لاتوجد استراتيجية والمجتمع منقسم، مع 3 ملايين نازح، والجيش في تراجع، ولن يستطيع «الحرس الوطني» ومعه العشائر و«الحشد الشعبي» هزيمة «داعش» إن لم يخضعوا الى استراتيجية ويكونوا جزءاً من ادارة الحكم وخاضعين للحكومة ومجلس النواب، وبغير ذلك ستنفلت الامور... مضى أكثر من عام و«داعش» لايزال يتوسع وبقوة ونفوذه يكبر وبدل ان يسيطر على الموصل فقط، الان امتدت سيطرته إلى الانبار ومناطق اخرى.

• هل تدعون الى تدخّل بري عسكري للقوات الاميركية في حال ظلت الامورعلى ماهي عليه وتمدد «داعش» في مناطق اخرى؟

- لا اعتقد وليس هذا هو الحل... العراقيون يحتاجون الى سلاح ومعدات خاصة للتجسس والمراقبة والى طائرات وتعبئة للجيش واسلحة للقوات الخاصة، ولسنا بحاجة حتى الى تدريب ولدينا مقاتلون. مشكلتنا في السلاح وليس التدريب. فالعتاد لايكفي وهو جزء من مستلزمات الحرب، ويجب توفير الاموال اللازمة لتستمر في حربك ضد «داعش» وهناك عجز في الميزانية وتقشف كبير وفساد مستشر هو رفيق للتنظيم المتطرف، فنحن لا نمتلك موازنة للحرب وحتى الان هناك موظفون ومتقاعدون وعسكريون لم يستلموا رواتبهم منذ اشهر. ولذلك تم تكليفي شخصياً من قبل رئيس الجمهورية بزيارة الكويت حيث طلبت من سمو الأمير المساعدة وتأجيل التعويضات من دون فوائد لمدة سنتيْن، فوافق الامير مباشرة وبخلق عال، وبلّغت السفير العراقي في الكويت لمتابعة التأجيل وحصل ذلك.

• خلال تسلمكم رئاسة الوزراء حاولتم إعاة الفلوجة الى الصف الوطني وشهدت المدينة معارك محتدمة... واليوم مازالت الفلوجة عصية فما تأثير ذلك على المشهد السياسي؟

- الفلوجة لاتزال تلعب دوراً مهماً في تاريخ العراق السياسي. انا وقفت ضد الزرقاوي و«القاعدة» تحديدا والتقيت بالمقاومة والبعثيين وشيوخ العشائر ورجال الدين وعملنا معاً للقضاء على العدو. وهذا ما حصل بالتحديد فلم افرض عليهم الحرب. الفلوجة بلدة مسيّسة واذكر أننا كنا نلجأ اليها دائما حين نكون على خلاف مع الشيوعيين، وكنا نستفيد من آراء شخصياتها وشيوخ عشائرها العربية، وقد تعرض اهلها إلى تهميش وتقسيم وضغط واعتقالات وإقصاء فهل سيظلون متفرجين؟ على الاقل لن يقفوا مع الحكومة لكنهم ايضا ضد «داعش» وأهالي جرف الصخر أيضا لم يكونوا مع التنظيم وحين تحررت لم يسمح لهم بالعودة الى مناطقهم... إن لم تكن هناك وحدة وطنية لايمكن تحقيق النصر على «داعش».

* لكن تنظيم داعش مسيطر على الفلوجة؟

- كما سيطر على الموصل وديالى ومناطق كركوك وبيجي وكذلك سيطرت على جزء كبير من حزام بغداد. هذا لايعني ان سكان هذه المناطق هم مع ومن «داعش» ولا جرف الصخر مع «داعش» وهي عشائر عربية معروفة وحين تحررت لم يسمح لهم بالعودة الى مناطقهم. التي يذهب السكان من ابناء هذه المناطق؟ هناك مشكلة ان لم تكن وحدة وطنية لايمكن تحقيق فوز في هذه المعركة.

• ماذا تقول في ازدياد نفوذ إيران في العراق اكثر من ذي قبل؟

- طبعا ازداد اكثر من السابق وهذه حالة طبيعية لدولة حصل فيها فراغ سياسي مثل العراق بعد 2003 وبدات عملية سياسية تضم قسماً من المجتمع والقسم الاخر غير موجود وكان يعادي العملية السياسية. وهذا الفراغ استغل من قبل الدول الاخرى في المنطقة وفي مقدمة من استثمره ايران حرصاً على وضعها او خوفا مما قد يحصل لها او تريد لها نفوذاً في العراق حتى تساوم عليه.

• تعهّدت في بداية تشكيل حكومة العبادي بانك ستكون مسؤولاً عن إيجاد حل لملف المصالحة فمالذي حدث؟

- حصل اتفاق في بداية تشكيل حكومة العبادي، ومن ثم اجتمعت الرئاسات الثلاث لاجل العمل على تحقيق مصالحة وطنية. لكن الان لا توجد رغبة ولانوايا صادقة لتحقيق المصالحة التي ارتبطت بمجوعة عناصر إقليمية ودولية وداخلية ترفض ان تنجز المصالحة في العراق. وهناك عرقلة لاتنتهي. اما من جهتي فانا جاهز واعمل في هذا الاتجاه وامتلك القدرة اكثر من الاخرين على تحقيق المصالحة ولي علاقات متوازنة مع جميع الاطراف والمكونات وليس لي عداء مع أي جهة.

• ما هي الحلول التي تراها تناسب الجميع وتعمل عليها؟

- أتحمل المسؤولية التي كلفت بها من قبل الرئاسات الثلاث واعمل على ذلك، لكن لا اعتقد ستحصل وليس هناك نوايا لتحقيقها بدليل الاعتقالات الواسعة الاخيرة في حزام بغداد كما أن الحديث عن المصالحة اصبح حديثا مكرراً... الطائفية السياسية تمزق المجتمع وحين اتحدث عن المصالحة أحتاج إلى الانتهاء من اجتثاث البعث وحل مشكلات خاصة بحل الجيش العراقي السابق وغياب مؤسسات الدولة ومقاومة الاميركان والوضع الطائفي.

• هل لـ «ائتلاف دولة القانون» ام لنوري المالكي شخصياً اعتراضات على مايطرح حول المصالحة التي تسعى اليها؟

- قبل ايام تحدث مع المالكي نافياً له وجود تآمر سنّي على الشيعة أو العكس، وبصراحة هناك نهج طائفي سياسي كنت ارفضه حين كنت رئيسا للوزراء، وبغض النظر عن «دولة القانون» والمالكي، انا اتحدث عن النهج الطائفي الحالي الذي يجب وقفه لتتحقق المصالحة.

• ما الفرق بين الحكومة الحالية برئاسة العبادي وبين حكومة المالكي؟

- إلى الآن، مايقوله العبادي كلام ايجابي، لكنه بحاجة الى اجراءات عملية، والرجل يحاول، وانا شخصيا اخبرته أننا معه وندعمه في بذل كل الجهود، وأن العراق لم يعد يحتمل المآسي التي مرت عليه والحروب منذ عام 1980.

• لديك اعتراضات لاتنتهي على «الحشد الشعبي»... لماذا ؟

- جزء من «الحشد الشعبي» قام بواجبه وملأ الفراغات التي تركها الجيش وقاتل ببسالة، وليس لدي اعتراضات، لكن هناك ملابسات تتعلق باستقبال الحشد عناصر غير واعية وغير نظامية ولاقانونية ومندفعة وغير مدربين، وكذلك على جميع الاجهزة العسكرية مثل الحشد والحرس الوطني والعشائر أن تكون جزءاً من الدولة وتحت غطاء المؤسسة العسكرية.

• «الكتلة الوطنية» اعتبرت مرحلة ما بعد «داعش» ستكون أكثر خطورة؟

- اعتقد ان هناك اكثر من خطر في اليوم الذي يلي سقوط ونهاية «داعش» واذا لم يتم ترتيب إستراتيجية من الان فسوف نتفاجأ باحداث ستؤذي الجميع... كيف تكون «داعش»؟ نعود الى ايام الفلوجة وماحدث من قتل واعتقال ومن داخل السجون المعتقلين تحولوا وابتعدوا عن «القاعدة» وشكلوا «دولة العراق الاسلامية» وبعدها أسموها «دولة بلاد الرافدين الاسلامية» وبعدها فروا من سجون ابو غريب والتاجي والبصرة بالآلاف وخرجوا بعد ان توفر المناخ الايجابي في سورية وبعدها أسموا انفسهم «دولة العراق والشام الاسلامية» والتي هي اعنف من «القاعدة» فهناك خوف من أن يستمر التطرف في المنطقة ومجتمعاتنا عشائرية والثار والانتقام جزء من ادبياتها.

• هل «داعش» صنيعة استخبارات ودول؟

- لا اعتقد... لكن لديهم امكانيات مالية عالية حصلوا عليها من ادارة النفط والزراعة، ويحصلون على الضرائب الرسمية من السيارات التي تدخل وتخرج،وسيطروا في سورية على مناطق مهمة وعملوا على تصدير النفط وبيع الناتج الزراعي الكبير في الموصل.

• تحسن بناء التحالفات وليس الحفاظ عليها... تركت «القائمة العراقية» تتفتت فهل ذلك بسبب إحباطك من حلفائك؟

- التحالفات دائماً موقتة والمحافظة عليها لاتعني شيئاً، و«القائمة العراقية» تشكّلت كتحالف والتزمت واستمرت اكثر من عام وبعدها انتهت، وليس هناك احباط من الحلفاء، لكنهم خرجوا عن المشروع بتوجهاتهم الطائفية التي نرفضها، وقسم اخر منهم ذهب باتجاه مصالحه الخاصة، واخرون ضُربوا من قبل الحاكم، و«العراقية» واجهت قساوة من ايران واميركا. وكان الموقف غير متوقع على الاقل من اميركا وحتى ايران تدخلت بوقاحة حين قالت ان علاوي خط احمر. اما الآن فنحن نعمل على تحالف مختلف يجمع الشخصيات والقوى والكيانات الوطنية التي مرت على المشهد السياسي خلال الـ 13 عاما الماضية في منتدى وطني تمهيدا لتشكيل جبهة وطنية تخوض معركة سياسية تعمل على توحيد المجتمع العراقي.

• بماذا سيختلف ذلك عن السابق؟

- المرحلة السابقة كشفت الملتزم بالخط الطائفي وفي المقابل الملتزم بالخط الوطني وهذا يفيد الان في اتخاذ القرارات اللازمة لاختيار تحالفنا الجديد وسيكون بالتاكيد عمره اطول ويصل الى نتائج اقوى، وبدانا العمل في جمع التبرعات والاشتراكات لان الامكانات محدودة جدا ونحاول تعزيز بناء جبهة وطنية. قبل ايام قليلة التقيت قادة من الصف الاول في بريطانيا ومسؤولين اميركيين وكان الجميع يتحدث عن المشروع الوطني العراقي وبأنه يجب توحيد العراق، وهذا لم يقولوه سابقا بل وقفوا ضدي ولكن ظل موقفنا ثابتاً رغم الضربات الكثيرة التي وجهت الينا، والان بدأ العالم يدرك هذه الحقيقة.

• علاقتك مع احمد الجلبي... هل لاتزال متوترة؟

- علاقتي جيدة مع احمد والآن هناك تعاون على قضايا مهمة وفي مقدمتها الكشف عن الفساد المالي في العراق وهو رئيس اللجنة المالية البرلمانية وانا نائب رئيس الجمهورية ولنا مواقف وطنية مشتركة، والان نعمل على فتح ملفات النزاهة، ومنذ اليوم الاول لدخول الاميركان للعراق وباثر رجعي حتى هذا اليوم، وهناك تقارب كبير بيننا، في السابق اختلفنا في امور مهمة ومنها اجتثاث البعث، وهو اليوم اعترف بنفسه حين قال: «انا كنت عرّاب الاجتثاث والان أنا ضده ويجب ان ينتهي». وذكر أنه ضد حل مؤسسات الدولة وضد تقسيم العراق الى طوائف. والان وبعد 13 عاما من التجربة وصلنا الى نتيجة واحدة انه لا بد من تبنّي مشروع وطني بهوية عراقية.