رمضان بتونس: شرطة دينية تُغلق المقاهي وداعية يُفتي بإيقاف برنامج كوميدي


حسن سلمان

&ينشغل مستخدمو الإنترنت في تونس هذه الأيام بشريطي فيديو يثيران جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، يتعلق الأول بوجود «شرطة دينية» تحاول إغلاق المقاهي التي تفتح أبوابها خلال شهر رمضان، ويتحدث الثاني عن «فتوى» لأحد رجال الدين طالب فيها بإيقاف أحد برامج المقالب باعتباره «من عمل الشيطان».
وتناقل عدد من المستخدمين مؤخرا شريط فيديو يتضمن اقتحام أشخاص بلباس مدني (يؤكد صاحب الفيديو أنهم من عناصر الأمن) لأحد المراكز التجارية في ضاحية «قمرت» القريبة من العاصمة، ومطالبتهم صاحب أحد المقاهي بعدم تقديم المشروبات للمُفطرين، فضلا عن ملاحقة المفطرين وطلب بياناتهم الشخصية.
وعلقت الباحثة رجاء بن سلامة على الفيديو مخاطبة وزير الداخلية بقولها «هل أصبحت لنا شرطة دينية يا سيادة وزير الداخلية؟ لا يوجد في تونس قانون يمنع الإفطار في رمضان ويعاقب عليه. تونس دولة مدنية. نظامها جمهوري، وأمنها جمهوري»، مطالبة الوزارة بتقديم توضيح حول هذا الأمر.
وأضافت على صفحتها الشخصية بموقع فيسبوك «المواطن ينسجم مع نفسه فيصوم إن أراد ويفطر إن أراد، ويحتاج لكي يعمل ويواصل حياته الاجتماعية إلى مقاه ودكاكين مفتوحة»، مشيرة إلى أن تركيا كبلد إسلامي منفتح تسمح بافتتاح المقاهي والمطاعم خلال شهر رمضان.
وكتبت الباحثة ألفة يوسف «أصوم وأطالب بحق غيري في أن يفطر… أومن بالله تعإلى وأدافع عن حق سواي في عدم الإيمان… أمارس شعائر وأنا أول من يحمي من لا يمارسها… كم يكون العالم حزينا لو كان كل الناس يشبهون بعضهم بعضا…» ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين».
فيما أيد أحد المستخدمين إغلاق المقاهي خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن «الكافر ليس لديه الحق أن يفطر»، وأضاف آخر «ممارسة الشعائر والعقائد إما ان تكون كما جاء في القرآن والسنة أو الاستغناء عنها تماما ولا للتفويض الإلهي حسب مصالح على حساب عقول مخدرة».
فيما اعتبر ثالث أن الفيديو مفبرك، متسائلا «كيف يسميهم شرطة دينية وهم يرتدون زيا مدنيا لا تفرق بينهم وبين عامة الناس؟ الحاقدون على الإسلام دائما شعارهم اتهام الدين للتعبير عن مواقفهم».
من جهة أخرى، أثار فيديو للداعية بشير بن حسين اعتبر فيه أن برنامج المقالب المثير للجدل «الطيارة» (تبثه قناة «التاسعة» الخاصة) من عمل الشيطان جدلا كبيرا، حيث اعتبر بن حسين أن البرنامج «مُنكر» ويتضمن الكثير من «الكذب» وترويع الناس، مذكرا بحديث منسوب للنبي محمد يؤكد فيه أن «ترويع المؤمن كقتله».
وتسببت تصريحات بن حسين بمقاضاته من قبل صاحب القناة مُعز بن غربية ومقدم البرنامج وسيم الحريصي بتهمة «الدعوة للكراهية».
فيما اعتبر أحد مستخدمي فيسبوك أن بن حسين مُحق في تصريحاته، مطالبا بـ»سجن» القائمين على البرنامج، وأضاف آخر «عندما تقول الحق في هذه البلاد تصبح تكفيريا ومتعصبا (…) تونس، المسلم أصبح فيها غريبا».
وبرنامج «الطيارة» يتشابه إلى حد كبير مع برامج عربية أخرى كـ»رامز واكل الجو» و»هبوط اضطراري»، ويستضيف عادة شخصية معروفة يتم إيهامها بخطف الطيارة التي تستقلها من قبل إحدى العصابات المسلحة، ومن ثم إقناعها بإمكانية سقوط الطائرة في البحر، لتدخل في حالة هستيرية من الخوف، قبل أن يتم إخبارها في النهاية أن الأمر لا يتعدى مجرد مقلب.
يُذكر أن المحكمة الابتدائية في تونس أصدرت مؤخرا حكما قضائيا يقضي بإيقاف بث برنامج الطيارة، بسبب عدم احترام الشركة المنتجة لبنود العقد التي تتعلق بضرورة الحصول على الموافقة المسبقة من شركة الخطوط التونسية السريعة قبل بث البرنامج، إلا أن البرنامج ما زال يواصل بث حلقاته على القناة.

حسن سلمان
&