لندن - إبراهيم حميدي: رفض صالح مسلم رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي»، أكبر الأحزاب الكردية، تأسيس إقليم كردي شمال سورية، لكنه رأى أن إقامة «نظام لامركزي تعددي بدل النظام الاستبدادي المركزي» ضمانة لمنع التقسيم، في وقت شجع النظام تشكيل «درع الجزيرة السورية» لمواجهة الأكراد شرق البلاد، في نسخ لتجربة «درع الساحل» الذي أسسه غربها قبل أسابيع. وبدأت فصائل «الجيش الحر» الإعداد لشن معركة «عاصفة الجنوب» في ريف درعا جنوباً.

وقال مسلم لـ «الحياة» أمس: «استراتيجيتنا ترتكز على المطالبة بالحقوق الكردية الديموقراطية. نريد سورية ديموقراطية تعددية وندعو إلى اللامركزية والديموقراطية. وسورية لن تستقر إلا بتغيير النظام الاستبدادي المركزي. في سورية أقليات، إسماعيليون وعلويون ودروز وشيعة وسنة، وهناك أكراد وعرب وتوركمان، لذلك الحل الذي يجلب الاستقرار الى البلاد يجب أن يقوم على اللامركزية. كما أنه لن تستقر سورية من دون منح الأكراد حقوقهم والاعتراف بحقوقهم. لذلك، فإن اللامركزية هي حل اضطراري قمنا به ويجب تعميمه في كل سورية، وهدفنا هو تحقيق الجمهورية السورية الديموقراطية بنظام لامركزي ديموقراطي وتعددي». ونفى تهجير «وحدات حماية الشعب» العربَ السنة في تل أبيض وريفها، قائلاً إن عدداً منهم نزح بسبب المعارك ضد «داعش» وبعد انتهائها بدأ الناس بالعودة إلى المدينة وبإمكانهم تشكيل مجلس محلي ومدني لإدارة شؤونهم وتقرير علاقتهم مع المناطق المجاورة والإدارات المحلية الكردية. ونفى مسلم أي علاقة مع النظام، قائلاً: «النظام لا يعترف بحقوق الأكراد، ولن نتعامل مع أي طرف لا يعترف بنا وبحقوقنا، وممارسات النظام ضد الأكراد لم تتغير».

في المقابل، أعلنت وسائل إعلام موالية للنظام تأسيس «لواء درع الجزيرة» بمشاركة شيوخ عشائر في الحسكة، ودعا البيان التأسيسي إلى «التدقيق في الانتهاكات التي تتعرض لها الشريحة العربية في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الكردية»، مؤكداً على «الإسراع في تجهيز خطة ميدانية شاملة، تحسباً لأي تطورات يمكن أن تمس الوجود العربي في أرضه التاريخية»، وعلى ضرورة «التنسيق المباشر» مع قوات النظام.

ويعكس تشكيل «درع الجزيرة» مخاوف النظام من استقواء الأكراد بانتصاراتهم الأخيرة على «داعش» بدعم مقاتلات التحالف الدولي- العربي الذي تقوده الولايات المتحدة، وفرض سطوتهم على عشائر عربية في شمال شرقي سورية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «داعش» عزز وجوده في موقع عسكري في الرقة عاصمة التنظيم، حيث تم «رصد رتل من مئة آلية محملة بالأسلحة والذخائر والعناصر»، موضحاً أن الرتل القادم من الريف الشرقي للرقة مرَّ من المدينة و«توجه إلى الفرقة 17 وشمال مدينة الرقة، حيث تشهد الفرقة 17 قيام التنظيم بتعزيز مواقعه وتحصينها».

في الجنوب، أعلنت فصائل في «الجيش الحر» أمس، إطلاق معركة «عاصفة الجنوب» لتحرير مدينة درعا من قبضة النظام، فيما أشار نشطاء إلى أن الطيران المروحي ألقى عشرات «البراميل المتفجرة» على درعا وريفها، علما أن المدينة إحدى النقاط المتبقية للنظام في جنوب البلاد بعد سيطرة «الجيش الحر» على معظم المدن والريف والمواقع العسكرية، إضافة إلى 80 في المئة من محافظة القنيطرة المجاورة.

في الوسط، قتل 19 عنصراً من «داعش» بعد مواجهات مع «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام في قرية جب الجراح التي يسكنها علويون في ريف حمص، وسط قصف متبادل ساهمت فيه قوات النظام، وفق «المرصد».