عبدالرحمن السلطان

من بلاد الحرمين إلى الكويت، إلى تونس، إلى فرنسا.. حوادث إرهابية متلاحقة صُدمنا بها خلال فترة قصيرة، والضحايا أبرياء عُزل لا علاقة لهم بأي شيء، سوى أن مجرماً مترصداً استمر في تنفيذ مخططه الشيطاني.


الإرهاب يضرب في كل مكان، والبعض لا يزال يقف متفرجاً كما لو كان يشاهد فيلماً سينمائياً مثيراً سوف ينتهي بعد ساعة ونصف! لا يكاد يفتح فمه مستنكراً! أو على الأقل معزياً لأسر الضحايا.. فهم أيها الساكت عن الحق مثلك أنت .. بشرٌ من دم ولحم، بشرٌ لهم عائلة وأصدقاء، وهم من يدفعون ثمن سكوت أمثالك عن تطرف أولئك الوحوش.


يجب أن نقف يداً واحدة تجاه كل ما قد يقود إلى الإرهاب، بداية من المحرضين المستترين، ومروراً بمن يؤيد هذا الإرهاب ويؤصل له، وانتهاء بمن يتخلى عن مجتمعه ليتحول إلى مسخ يقتل ويدمر كل شيء جميل.
أيها المتفرج تأكد أنك يوماً ما سوف تصبح ضحية لهذا الإرهاب البغيض، حينما تفقد عزيزاً، حينما تجرح في قلبك، حينها – ورغم تأخر الوقت - سوف تدرك الحقيقة المرة لهؤلاء، وحقيقة منهجهم الأسود، الذي يريدون فرضه على الجميع هكذا رغم أنف الجميع، والإسلام منه براء، لكننا دوماً متعلقون بالله -سبحانه وتعالى- الذي سوف يرد كيدهم في نحرهم.


حان الوقت لنتحدث بوضوح تجاه من لا يزال مغتراً بهؤلاء، تجاه من لا يزال يبحث عن الأعذار لهم، تجاه من يؤيد ولو بأسلوبٍ ملتو، فنحن هنا نتحدث عن أمن أوطان وحياة بشر، وهي أهم ما جاءت بحفظه شريعتنا السمحة من الكليّات الخمس. حان الوقت لنقف صفاً واحداً متراصاً كما الوقوف في الصلاة المفروضة، فالإرهاب يضرب اليوم هناك، ثم يضرب حتف أنفك في اليوم التالي.
الإرهاب يقتلنا جميعاً..