فاتح عبدالسلام


ما مفهوم الدولة؟ وما معنى أن يكون هناك تعريفات وعناوين للدولة وهي غير موجودة خارج تلك الإنشائيات. قد تكون مجرد تجمعات تحكمها اقتصاديات بينية داخلية لاستمرار الحياة لكن ذلك لا يرتقي الى مفهوم الدولة . وبدل من أن أنقل من كتب السياسة والفلسفة توصيفات المفكرين والمنظرين والسياسيين لمفهوم الدولة من أرسطو الى ستالين وهتلر وغورباتشوف وجو بايدن، أحيلكم الى موجودات على الواقع المعاش ،وأشيرالى فرنسا وأقول بثقة هذه دولة وكذلك أفعل مع بريطانيا وأقول مطمئناً إنها دولة ، وينطبق الحال على مائة وثلاث وتسعين دولة مقيدة في الأمم المتحدة ، لكن التوصيف يصطدم بعوائق مخيفة إذا أردنا التعامل معه في العراق وسوريا وبدرجة أقل كثيراً في ليبيا واليمن.
الحروب في العراق وسوريا دمرت المفهوم المتعارف عليه عالمياً. في هذين البلدين تقاتل المليشيات وتتناقل عبر الحدود المفتوحة منذ سنوات خمس في الأقل. والدول تعرف بجيوشها عادة لكن الحال في البلدين شيء آخر له تفاصيله العميقة لامكان لسردها الآن.
ولولا التحالف الدولي بقيادة أمريكا ما كان هناك طائرة واحدة تستطيع أن تضرب هدفاً لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على ثلثي العراق وسوريا، فالعراق قوته الجوية رمزية وايران الساندة لحكومته بلا طيران حربي منذ عقود وسوريا لها قنابل كتلوية بدائية هي البراميل البارودية العمياء في الأغلب .
الدول عادةً لها عقد اجتماعي أقوى من الدساتير في عيش المكونات وهو ما يسمى النسيج الاجتماعي ، لكن ذلك تمزق بعنف في العراق وسوريا، ولن تنفع في اعادته توافقات سياسية أو مرجعيات مذهبية أو تدخلات اقليمية ودولية.
الدول لها مواطنون وقد يكون لها لاجئون منها الى دول أخرى لأسباب انسانية وسياسية، لكن ماذا يكون التوصيف حين يكون نصف المواطنين نازحين أو مرشحين للنزوح في أية ساعة . وهذا العراق يوجد فيه حسب منظمة الهجرة الدولية أكثر من ثلاثة مليون نازح من العراقيين فوق ترابه ، ونزوح السوريين فاض بكثافة الى دول الجوار لعظم الصدمة وشدة البلاء.
ولك أن تقول ما تشاء في الاقتصاد الأحادي الفاشل أصلاً وقد تشظى هذا الأحادي بانخفاض اسعار النفط ونهب المسؤولين وضياع المليارات كأنها فلسات.
ما أعظم الفرصة التي يرفل بها العراق وسوريا كونهما لايزالان يتمتعان بعلم ومقعد في الأمم المتحدة .

&