قيادي في التحالف الوطني يكشف عن شكوى العبادي من تدخلات المالكي.. وتعالي الجعفري

قال إن وزير الخارجية يصدر البيانات حول السياسة الخارجية دون الرجوع إلى رئاسة الوزراء

&

&

&

&أقر قيادي في التحالف الوطني العراقي بوجود «خلافات ومشكلات أضعفت التحالف الوطني العراقي»، مشيرا إلى أن «هذه الخلافات تعصف بالفعل بعلاقات القادة السياسيين الشيعة»، مؤكدا أنه «لولا إيران لما بقي التحالف موجودا».

&

&

&
وأضاف القيادي الذي فضل عدم نشر اسمه قائلا لـ«الشرق الأوسط»، أن «الانقسامات في الآراء والمواقف بين قادة التحالف الوطني (الذي يضم الأحزاب والحركات وشخصيات سياسية شيعية) الذي يعد الكتلة البرلمانية الأكبر في مجلس النواب، تشكلت بدفع وضغط من طهران لغرض التكريس لولاية ثالثة لنوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون، والرئيس السابق للحكومة العراقية، لكن مواقف قادة بعض الأحزاب الشيعية، وخصوصا المجلس الأعلى الإسلامي، بزعامة عمار الحكيم، والتيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، وضغوط بقية الأحزاب السنية والكردية والعلمانية إضافة إلى الموقف الأميركي الذي أجبر المالكي على الانسحاب بالقوة وليس طوعا»، منبها إلى أن «المشكلة هي أن المالكي لا يزال يعتبر نفسه هو الزعيم الأعلى أو الروحي لرئيس الحكومة حيدر العبادي كونه زعيم حزبه (الدعوة)».


وقال القيادي في التحالف الوطني العراقي إن «العبادي طالما شكا من تدخلات المالكي ونفوذه في الحكومة وفي الملف الأمني كونه (المالكي) لا يزال يملك نفوذا في الأجهزة الأمنية والجيش، وحتى إذا تخلص العبادي من هذا النفوذ فإن الحشد الشعبي والميليشيات التي تقاتل مع الحشد تعتبر ورقة ضغط قوية على رئيس الحكومة، خصوصا أن قيادة الحشد والميليشيات لا تمتثل للعبادي، بل بالدرجة الأولى لإيران ولرئيس منظمة بدر هادي العامري وللمالكي ولقيادات الميليشيات (الشيعية)»، منبها إلى أن «الميليشيات (الشيعية) تشكل خطرا حقيقيا على الحكومة خاصة والوضع الأمني عامة».


وتحدث القيادي في التحالف الوطني عن «الخلافات التي تقف في طريق تشكيل رأي موحد من قبل قادة التحالف»، وقال: «إن أبرز هذه الخلافات هو عدم الاتفاق على رئاسة التحالف الوطني، فمن المفترض أن يتخلى إبراهيم الجعفري عن رئاسة التحالف بعد أن تسلم منصب وزير الخارجية، وأن يتسلم زعامة التحالف عمار الحكيم، لكن اعتراضات دولة القانون الذين يريدون أن يتزعم المالكي التحالف أحالت دون التوصل إلى حل لهذه المشكلة، هذا من جانب. من جانب آخر فإن الجعفري وكونه رئيسا للتحالف الوطني فهو يشعر بأنه أكبر من العبادي نفسه كونه هو زعيم التحالف، وهو من يترأس اجتماعات التحالف التي يحضرها العبادي كعضو اعتيادي وليس قياديا». وأضاف: «المعروف عن شخصية الجعفري الذي يشعر بأنه الأكثر أهمية من سواه، وكونه كان الرئيس الأسبق لحزب الدعوة ومسؤول المالكي بالتالي هو يعتبر نفسه مسؤول مسؤول العبادي، ورئيسه في التحالف، وكان يتأمل أن يتم اختياره لرئاسة الحكومة بدلا عن المالكي، وهذه الإشكالية خلقت تعقيدات في التحالف وفي سير العمل الحكومي، إذ لا يسمح الجعفري لأي أحد بالتدخل في عمل وزارته ويطلق التصريحات ويصدر البيانات التي تتعلق بالسياسة الخارجية دون الرجوع إلى رئاسة الوزراء أو البرلمان».


وفي رده عن سؤال حول عدم سفر الجعفري مع رئيس الحكومة كونه (الجعفري) يمتنع عن الجلوس خلف العبادي في نفس الطائرة، أجاب القيادي في التحالف الوطني: «هذا صحيح، بل إنه لا يلتقي بأي مجلس يحضره العبادي ويكون هو (الجعفري) شخصا ثانيا في هذا المجلس»، منبها إلى أن «مشكلة التحالف ليست في العلاقة بين الجعفري والعبادي فحسب، بل في محاولات ائتلاف المالكي لإضعاف بقية الكتل أو الأحزاب التي لا تؤيدهم، وفي مقدمتهم المجلس الأعلى الإسلامي والتيار الصدري اللذان يشعران بعزلة داخل التحالف الوطني».
وعن سر بقاء التحالف الوطني متماسكا رغم ما تعصف به من مشكلات، قال القيادي في التحالف الوطني: «لا ننكر الدور الرئيسي والمؤثر لإيران التي تدعم بقوة وجود التحالف وأطرافه، ونصائح القادة الإيرانيين بأن يبقى هذا الكيان الشيعي على الرغم من كل شيء والتهديد بالشبح السني الذي قد يعود لحكم العراق إذا ضعفت الأطراف الشيعية».
وأكد أنه «إذا بقيت الأطراف الشيعية تتصارع في ما بينها والأطراف السنية يتقاطع بعضها مع بعض، والأكراد معزولين في إقليمهم، فهذا يعني أن تقسيم العراق أمر لا مفر منه، خصوصا مع معاناة الحكومة بسبب شبح الإفلاس الذي جاء نتيجة الفساد المالي، ووجود (داعش) قريبا من بغداد».