في أقل من 40 ساعة، أوقع جهاز أمن الدولة في «عملية السَّحَرْ» شبكة الغدر، واضعاً يده على حقيقة الإرهابي قاتل المصلين سُجّداً في مسجد الإمام الصادق، في وقت أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها، أنه سعودي الجنسية، كما وضعت يدها قبله على مالك السيارة التي أقلّته إلى المسجد، وعلى السائق أيضاً، وكشفت حقيقة صاحب المنزل الذي تخفّى فيه السائق عن الأنظار، وتبين أنه «داعشي» الهوى وله سجل في خلية «أسود الجزيرة».

هل هي خلية؟

الإجابة أمانة لدى الجهات الأمنية، التي تكثف جهودها لاستكمال منظومة الخيط الذي قاد طرفه الى التوصل لحقيقة القاتل ومعاونيه، كما تعمل جاهدة لكشف حقيقة الحزام الناسف الذي استخدم في عملية التفجير.

وكان قائد المركبة قد اعترف على السائق، الذي «استعار» منه السيارة لقضاء بعض حاجياته، ومن ثم أمكن التوصل الى الأخير مختبئاً في منزل بالرقة، ليكشف بدوره حقيقة الانتحاري السعودي.

وتم ضبط السائق، وفقاً لمصادر أمنية، في الساعة الواحدة من فجر أمس، حيث تم خلال مداهمة المنزل تفجير قنبلة دخانية وأخرى صوتية، ومن ثم فُتّش المنزل بشكل دقيق، تحسباً لوجود ما يفيد مجريات التحقيق، كون أن صاحبه من ذوي الفكر المتطرف.

وأوضحت المصادر أنه تم العثور في السيارة التي أقلت «زائر الفجر» الى مكان الحادث على ملابس السائق بما يفيد أنه أمضى بها فترة كمقر وسكن له، بالاستناد الى كميات الطعام التي عثر عليها داخل السيارة وعبوات الماء، كما عُثر أيضا على دشداشة الانتحاري التي قدم بها الى البلاد قبل أن يستبدلها بأخرى أخفى تحتها «حزام الموت».

ولفتت المصادر الى أنه تم العثور في مسرح الحادث على إصبعين ثبت أنهما تعودان الى الجاني.

وكانت وزارة الداخلية كشفت عن هوية الانتحاري، معلنة انه سعودي الجنسية ويدعى فهد سليمان عبد المحسن القباع.

وقالت الوزارة في بيان صحافي ان الانتحاري دخل البلاد فجر يوم الجمعة الماضي عن طريق المطار، وهو اليوم نفسه الذي وقعت فيه الجريمة النكراء.

وعلمت «الراي» من مصدر أمني رفيع المستوى «أن الانتحاري قدم الى البلاد آتياً من البحرين»، وأنه في العشرين من عمره ولا سجل جنائياً له لا في الكويت ولا في الرياض.

وذكر البيان ان الوزارة ستوافي المواطنين بكل المعلومات فور الانتهاء من التحقيقات الجارية، مضيفة ان الاجهزة الامنية تعكف على البحث والتحري عن الشركاء والمعاونين في هذه الجريمة النكراء.

وكانت الوزارة أعلنت الليلة قبل الماضية تمكن اجهزة الأمن المعنية من ضبط سائق المركبة الذي تولى توصيل الإرهابي الى مسجد (الإمام الصادق) وفر بعد التفجير مباشرة.

وأوضحت الوزارة ان السائق يدعى عبدالرحمن صباح عيدان سعود، وهو من مواليد عام 1989 ومن المقيمين بصورة غير قانونية، مشيرة الى انه تم العثور عليه مختبئاً في أحد المنازل بمنطقة الرقة جنوب الكويت.

وأضافت أن التحقيقات الأولية أفادت بأن صاحب المنزل من المؤيدين للفكر المتطرف المنحرف.

ويسجل لوزارة الداخلية تمكنها من كشف هوية الانتحاري قبل أن تمضي 48 ساعة على حدوث التفجير الارهابي.

وعلمت «الراي» أنه ستتم إحالة نحو 15 شخصاً الى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات، والافراج عن بعض الموقوفين بعد انتهاء التحقيق معهم.

وأكدت مصادر مسؤولة أن التحقيق سيشمل الحلقات المتصلة بالجريمة، من استقبل الجاني ومن آوى ومن أوصل، وكل من يتكشف أنه على صلة بالامر.

من هم هؤلاء؟

صاحب المنزل ويدعى فهد شخير العنزي، داعشي الهوى، وهو موظف سابق في وزارة الأوقاف في منطقة الأحمدي، ويعمل راهناً ميكانيكياً.

والجدير ذكره أيضا أن لفهد أشقاء ثلاثة في السجن على ذمة قضايا مخدرات.

أما السائق عبد الرحمن، فهو عازب ويعمل في مدرسة خاصة، كان تقدم في 26 من شهر مايو الماضي للحصول على جواز سفر مادة 17، ولم يسبق له مغادرة الكويت، ووالده عسكري سابق في وزارة الداخلية توفي قبل الغزو العراقي، ويملك عمه (شقيق والده) جواز سفر عراقياً.

أما جراح نمر مجبل غازي، مالك السيارة التي أقلت الانتحاري الى المسجد فهو يملك إحصاء العام 1965، مادة 17 ويملك جواز سفر، وكان غادر إلى السعودية ثلاث مرات عام 2013 وذلك في شهر مارس ومايو ويونيو واستغرق بقاؤه في الاراضي السعودية خلال رحلاته الثلاث في كل مرة أربعة أيام. ومتزوج ولديه ولدان، وهو من أصول عراقية، كما يقبع شقيق له في السجن كونه من أرباب السوابق، وعلى ذمة قضية جلب «شبو» من العراق عبر منفذ العبدلي.

ورجحت المصادر أن تكون «الخلية» التي سقطت في أقل من 40 ساعة تتبع مرجعها الشيخ أبو حفص، (فهد فرج) الموجود في السجن.

وعلمت «الراي» أن أحد الموقوفين ضبط في منطقة الدوحة في شقة يستخدمها لتلاوة القرآن، ورجح أن يكون ذلك في أعمال الشعوذة.


فهد... و«أسود الجزيرة»