&&مطلق بن سعود المطيري


مسجد جعفر الصادق بالكويت قبل تفجيره كان هدفا محتملا من الاهداف التي يطمح داعش لتفجيرها، حسب عقيدته التكفيرية، هو مسجد ل "الشيعة" الذين أعلن عليهم الحرب في كل مكان، هل هؤلاء هم فقط اعداء داعش؟ بالقطع لا فالسياح الاجانب في تونس ايضا اعداؤه، هل يقف عند هذا الحد من الاعداء؟ الجواب اكيد لا فالسعوديون من رجال امن وتعليم وامراء ووزراء وعاطلين ايضا من اعدائه، فكل ما سواه عدو له، حتى الفصائل المتطرفة التي لم تبايع خليفته اعداء له، فكل ما على الأرض هو هدف محتمل لداعش، فهو تبرأ من كل العالم قبل ان يتبرأ منه ليسهل عليه قتلهم بضمير مرتاح، فالطبيعي الاعداء يقتلون بعضهم.

قوة داعش لا توجد بامتلاكه سلاحا فتاكا من طائرات وصواريخ ودبابات، ولا بفكر جبار يشعل به النار ليحرق الافكار المناهضة له، قوته تكمن بوجود المستنقعات السياسية التي اقامتها الدول العظمى ولا تريد ان تعترف بذلك، دول كبيرة في كل شيء حتى في مصائبها، ولو لم تكن تلك الدول عظيمة وكبيرة لما كانت داعش موجودة، قد يعتبر البعض هذا الاستنتاج هلوسات من هذيان فكر المؤامرة، فهل يوجد شيء في السياسة ليس بمؤامرة؟ قدموا قضية واحدة سياسية للدول الكبرى ليس بها مؤامرة، ونسحب اعتراضنا على المؤامرة وداعش والموت ايضا.

نعرف ان داعش ليس مشروعا سياسيا له فكر وعقل وحسابات حتى يكون الحوار معه يمثل منطقا سليما ومطلوبا، داعش جريمة وعلاج الجريمة القضاء عليها، جريمة قدمت الموت باشكال لم يعرف التاريخ لها شكلا من قبل، داعش جريمة هذا العصر التي تبرأ منها اهل الأرض بدون ان يقضوا عليها، فهو شيطان بيد سياسي مازال متخفيا بشكل الخبير والمفاوض وصاحب الدراية الذي يجمع خيوط الحكمة ويحرقها فوق رؤوسنا، فإن اجتمعنا مع هذا السياسي حول رأي واحد لمحاربة داعش سوف نمهد لرأي السياسي لفتح الباب لداعش لدخول مساحات كبيرة في ارض العرب بعد أن استقر في بعضها، فتعاملنا مع داعش على انه جماعة ارهابية مدانة بكل قوانين الدول لن يغير من شر داعش بشيء، اما ان تعاملنا مع داعش كأداة بيد سياسي يختلف عنا لغة ومصلحة وكرامة سنحقق بهذه الادانة المعلنة اول نقاط الانتصار على داعش، فهل يعقل ان جماعة تعادي كل اهل الكون ويعجزون عن استئصالها نهائيا، إنها ليست جماعة ثورية قومية او دينية فهي تحارب وجود الوطن وكذلك تكفّر اهل الدين وتحاربهم بانتحاريين ومتفجرات، فهي سلاح فقط يؤمر فيوجه طلقاته، فتبرؤنا من داعش لا يفيد في الحرب عليه، وكذلك إدانتنا لأعماله، فالناس اليوم اكثر وعيا واكثر حرصا على دينهم واوطانهم، فليكن هناك مسؤولية في تحديد الدول التي ترعى داعش وتحتمي به، فداعش هو سلاح ايران واداة مشروعها المتفجر بوجه كل المعارضين للمشروع الصفوي، لتتمكن طهران مع الدول الكبرى لإخراجنا من أرضنا ولكن الى اين؟
&