&&رائد جبر - يوسف الشريف

& &

اقترحت موسكو أمس تشكيل تحالف دولي- إقليمي ضد «الإرهاب» بدل التركيز على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، مع إقرارها بـ «إخفاقاته العسكرية»، فيما اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن تشكيل التحالف يتطلب «معجزة»، لكنه تحدث عن دعم إضافي من روسيا للنظام، في وقت عقد مجلس الأمن القومي التركي برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان اجتماعاً للبحث في خطط لتدخل عسكري وإقامة منطقة آمنة ضد «داعش» وكيان كردي شمال سورية، مع توقع إقراره «تغيير قواعد الاشتباك» على الحدود.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه المعلم أمس، إن بلاده تعتبر أن الحرب الفعالة ضد الإرهاب والتطرف ترتكز على توحيد جهود جميع بلدان المنطقة، مضيفاً أن لروسيا «علاقات طيبة مع كل الأطراف في المنطقة التي أعلنت استعدادها لمحاربة الإرهاب، وهذا يخص السعودية والأردن وتركيا، ونحن ندعو جميع الأصدقاء، بما في ذلك سورية، لفعل ما بوسعها لإطلاق حوار بناء مع جميع الأطراف المعنية، وروسيا مستعدة للمساهمة في إنجاح هذا الحوار». وأضاف: «عندما يتعلق الأمر بعدوانية الإرهاب الدولي، ندرك أنه قد تكون هناك إخفاقات عسكرية، لكن نحن على ثقة أنه في نهاية المطاف الشعب السوري سينتصر».

واعتبر المعلم في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن تشكيل التحالف «يحتاج الى معجزة لأن الأطراف الإقليمية دعمت الإرهاب في سورية»، فيما قال ديبلوماسي روسي لـ «الحياة» إن لافروف سيدفع خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي كيري في فيينا اليوم لترويج المبادرة الروسية، مستنداً إلى حصوله على «موقف إيجابي» من النظام السوري وإنه «سيطلب من كيري أن تقنع واشنطن حلفاءها بضرورة توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب بدلاً من مواصلة الحديث عن محاولات لإطاحة النظام الحاكم في دمشق».

وبحث مجلس الأمن القومي التركي في اجتماع دعا إليه أردوغان أمس الخطط العسكرية التي قدمها قائد الأركان الجنرال نجدت أوزال في شأن تشكيل منطقة عازلة في شمال سورية بطول 110 كيلومترات وعمق 30 كيلومتراً، تبدأ من جرابلس شرقاً وحتى مارع وعفرين غرباً. والهدف المعلن تارة هو منع تسلل عناصر تنظيم «داعش» ومنع قيام دولة كردية. وذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية أن أنقرة أرسلت رسائل إلى موسكو وعدد من العواصم المهتمة في الشأن السوري، توضح موقفها من هذا التدخل وأنه لا يهدف أبداً إلى احتلال أراضٍ سورية أو قتال الجيش النظامي السوري أو إسقاط نظام الأسد.

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو عشية الاجتماع إن بلاده «ستتخذ الإجراءات اللازمة للحد من المخاطر المتعلقة بأمن الحدود»، في وقت نقلت صحيفة «ستار» الموالية للحكومة عن مصادر، قولها إن اجتماع مجلس الأمن القومي سيبحث القيام بعملية محتملة عبر الحدود، وإن احد الخيارات إقامة «منطقة آمنة». وقال شابان ديشلي مستشار داود أوغلو، إن الاجتماع سيسفر على الأرجح عن تغيير في قواعد الاشتباك للجيش التركي ووصف تقدم كل من القوات الكردية و «داعش» بأنه «خطير».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «12 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها» قُتلوا نتيجة تفجير «داعش» أمس «ثلاث عربات مفخخة استهدفت قوات النظام في منطقة النشوة في القسم الجنوبي من مدينة الحسكة وفي منطقة غويران في جنوب شرقي المدينة».

واستعادت قوات النظام سيطرتها على أجزاء من أحد أحياء المدينة، وفق «المرصد»، الذي قال: «تمكنت قوات النظام والمسلحون الموالون لها من استعادة السيطرة على نقاط عدة داخل حي النشوة الواقع في جنوب مدينة الحسكة»، لكنه أشار الى «استمرار الاشتباكات في محيط الحي، تزامنت مع قصف متبادل وغارات جوية شنها الطيران الحربي التابع للنظام واستهدفت نقاط تمركز عناصر التنظيم في المدينة».
&