تركي عبدالله السديري


عانت سوريا والعراق ثورات وانقلابات متعددة خلال الخمسينيات والستينيات، وأدخلت منطقة الهلال الخصيب في مرحلة توتر وقلق، لذلك كان الملك فيصل - رحمه الله - يدرك أهمية الأردن وسط تلك الأحداث كدولة تدعم الاستقرار في المنطقة..

اليوم يتكرر التاريخ؛ حيث يعيش العراق وسوريا حالة عدم استقرار بالإضافة إلى المولود الجديد والمشوه (داعش) في المنطقة، وهنا يفرض الأردن نفسه مرة أخرى كصمام أمان ودعم ضد تعدد الفوضى، وأشبه ما يكون ببوابة العرب الشمالية..

مع هذا الدور المهم للأردن ازداد الحمل عليه خصوصاً مع حجم النازحين له والذين يشكلون حجماً غير صغير قياساً بسكان الأردن مع قلة موارده وثرواته وصغر مساحته.. والأردن لا يملك خيارات تجاه المعاناة الإنسانية للاجئين، لذلك أستغرب لماذا لا يتكاتف المجتمع الدولي لدعم الأردن وسط الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية، خصوصاً بأن الأردن خسر أهم الأسواق التي كان يصدر لها وهي العراق وسوريا واللتين تجمعه بهما علاقات تجارية قوية..

طبعاً استقرار الأردن ونموه الاقتصادي هو السد المنيع ضد الفوضى التي تحاول أن تجتاحه والتي يسعى الإرهابيون لتحقيقها وسط الضغوط الاقتصادية التي يعانيها وتزايد حجم النازحين الذي يشكل ضغطاً على موارده وقدراته، لذلك لابد أن تعمل الدول العربية على تحفيز المجتمع الدولي لدعم الأردن وصنع قدرات تحافظ على نموه الاقتصادي.. ومن ينظر إلى خريطة منطقة الهلال الخصيب يلاحظ كأن الأردن صخرة بين أمواج الفوضى..
&