راجح الخوري


لا تستحق الكويت ان تضرب بوردة فلماذا يخطط الإرهابيون لمحاولة ضربها بفتنة مذهبية، تأتي في سياق السعي الاجرامي المتمادي الى إشعال صراع بين السنة والشيعة في دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما دفع البعض الى طرح السؤال :

هل ان "داعش" الذي إلتزم الصمت بداية ولم يعلن فوراً على عادته إسم الارهابي الذي نفّذ العملية في الكويت ويشيد به، هو الذي خطط لها، أم ان هناك نظاماً أو دولة تسعى الى تأجيج الكراهية بين المسلمين هي التي تقف وراء هذه العملية ؟
تستحق الكويت التعزية الصادقة والحارة وتستحق الاحترام والتقدير لأن سرعة اكتشافها لإسم منفذ العملية فهد سليمان القباع ولطريقة دخوله الكويت حاملاً جهاز "ريموت" التفجير، والمنزل الذي أقام فيه عشر ساعات قبل وصوله الى مسجد الإمام الصادق والسائق الذي نقله لتنفيذ جريمته الوحشية، كل هذه القرائن التي تمّ التوصل اليها بسرعة قد تساعد على معرفة من الذي خطط لهذه الجريمة المركبة.
فعندما يطير سعودي سنيّ الى الكويت عبر البحرين ليفجّر مسجداً شيعياً على المصلّين الجمعة الماضي موقعاً مذبحة بربرية، سيتذكر الجميع العملية الإجرامية الأخرى التي جرت في 22 ايار الماضي عندما تم تفجير مسجد القديح الشيعي في محافظة القطيف بشرق السعودية، وفي ظل التصاعد المخيف للضغائن المذهبية في العراق سوريا واليمن، تصب جريمة المسجد في الكويت مزيداً من نار تتأجج مهددة دول الخليج والمنطقة كلها.
من عادة "داعش" تنفيذ جرائمه إما مباشرة وإما بالتنسيب، أي أن يتولى أي ارهابي أو جهة ارهابية تنفيذ الجريمة تلقائياً ونسبها الى "داعش"، او ان يسارع "داعش" فيتبناها للمفاخرة والترويع لكن الجريمة في الكويت مركبة وممرحلة. فالانتحاري كما أعلن "تدرب في دولة عربية يحتلّ "داعش" جزءاً من اراضيها" أي سوريا أو العراق [لم يقل تدرّب لدى "داعش"] وهو ما عمّق الشكوك في ان تكون تلك الدولة هي التي خططت للعملية لإشعال الفتنة كما قلنا!
ثم لماذا لم يطر الإرهابي فهد سليمان القباع ليل الخميس مباشرة الى الكويت، بل عبر البحرين ليصل فجر الجمعة الى الكويت حاملاً "ريموت" التفجير، بينما كان هناك من أعدّ الحزام الناسف وأمّن إيواءه ثم نقله لينفّذ جريمته المروعة، وهل ركّب "داعش" العملية أم جهة أخرى، هذه الاسئلة وغيرها سيرد عليها التحقيق الذي أثبت مهنية عالية في سرعة اكتشاف ما أعلن حتى الآن.
عزاؤنا الحار الى أمير الكويت الشيخ صباح الذي نزل فوراً لتفقد المسجد وعرض نقل الضحايا الايرانيين الى النجف الأشرف، والذي يعرف تماماً ان الجريمة تستهدف إستسقاء الفتنة لكن الكويت منيعة في وجهها.
&