&محمد عبد الهادى علام

&

&

&

ودعت مصر أمس النائب العام الشهيد هشام بركات... وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى وداعه للراحل الجليل خلال الجنازة إن «النائب العام هو صوت مصر وهم يريدون إسكات هذا الصوت وهو لن يحدث».

&

&


لن يحدث أن تسُكت رصاصات أو قنابل الجماعات الإرهابية أصوات الحق والعدل على أرضنا.. ولن يحدث أن تهون عزيمة المصريين أمام بشاعة جرائم تنظيمات الدم التى ترتع فى المنطقة العربية فى سوريا وليبيا والعراق واليمن وتونس والكويت دون رادع وتحت سمع وبصر الدول الكبرى والمنظمات الدولية..

&

وأحد من اختبارات ثورة 30 يونيو هو تماسك الجبهة الداخلية خلف أهداف وطنية لا تختلف عليها الغالبية الكاسحة من المواطنين وتلك الغالبية هى التى تريد إنفاذ العدالة وإحكامها دون تأخير وتريد مواجهة الإرهابيين بلا خوف أو تخاذل من مؤسسات الدولة.

&

تلك المؤسسات مطالبة من اليوم بأن ترتفع إلى مستوى ما جاء على لسان الرئيس السيسى أمس من تحمل مسئولية حقيقية فى وطن يواجه «حربا ضخمة.. وعدوا خسيسا» والمسئولية التى يعنيها السيسى تقتضى أن يعمل الجميع على موجة واحدة وأن نرتفع فوق صغائر الأمور والشللية وترتيبات المصالح الخاصة والتربيطات الانتخابية والتراشق الإعلامى المتهافت, وأن نعرف فى تلك المرحلة أن عدو الأمة يعمل كل ما فى وسعه من أجل شق الصف وإضعاف الهمم فى المؤسسات حيث قوى الظلام مازالت تتمتع بجيوب هنا و هناك.

&

معركة مصر الحقيقية ليست فى إنفاذ الأحكام ضد قيادات الإرهاب فحسب، ولكنها معركة إرادة يقف فيها الصف الوطنى بنيانا مرصوصا ضد قوى الهدم ويقف كل مواطن منا أمام مسئولياته حيث لا وقت للتخاذل.

&

----------

&

فى توقيت الجريمة النكراء أمس الأول، خرجت منظمة العفو الدولية وصحف بريطانية وأمريكية بتقارير تحمل اللغة نفسها وتبكى سقوط الجماعة الإرهابية بشكل مفضوح ودون مواربة وفى عبارات لا تخرج إلا من مكتب إرشاد الجماعة الإرهابية وتعبر عن تصورات متوهمة لدى كاتب التقرير تقول إن الرئيس السيسى يسعى إلي «أن يخنق فى المهد كل ما يمكن أن يشكل تهديدا لسلطته فى المستقبل»، وهى جملة خبيثة تريد أن تبرر الإرهاب وأن تمنح الشرعية لقوى الإرهاب وتصدرهم مشهد المعارضة أمام العالم وهو أمر بعيد كل البعد عن الواقع وما تراه أغلبية ساحقة من الشعب يزداد غضبها من عدم تطبيق العدالة الناجزة تجاه تلك الحفنة المجرمة فى حق مصر... وتتناسى هذه الصحف وتلك الهيئات أن الجماعة الإرهابية مارست العنف والقتل وهى تحكم.. وهى فى السلطة وأسالت دماء الأبرياء على أبواب قصر الرئاسة فى أحداث الاتحادية. لن نتحدث عن اطلاق سراح نشطاء بالفعل أو النظر فى تعديل قانون الحق فى التظاهر, ولكننا نتحدث عن منطق أخرق لا يرى فى التهديدات القائمة والمحيطة بمصر ودول عربية خطرا يتهددها من قبل جماعات إرهابية لا تراعى حرمة الدم، ولا هدف لها سوى الاستيلاء على السلطة وتطبيق نموذج «داعش» فى سائر المنطقة وصولا إلى مشروع خلافة مزعوم بقيادة المهووس أردوغان.

&

لا ترى تلك الصحف وتلك المنظمات ما يجرى على الأرض فى تونس وليبيا واليمن والعراق وسوريا ولا يؤرقها تدفق الأسلحة من بلادها على تلك التنظيمات الدموية ولكنها لا ترى إلا مصر وما يجرى فيها من مواجهة لقوى الإرهاب ومعركة استعادة استقرار البلد وتراه فقط من زاوية قمع الحريات وتغييب الديمقراطية ولو جرت حادثة واحدة من تلك الحوادث فى البلاد التى تكتب فيها تلك التقارير لانتفضت تلك المنظمات والصحف مدافعة عن الحق فى الدفاع عن النفس والحق فى الحياة الآمنة ولكن يبدو أن المنطق المعكوس هو سيد الموقف فى تلك المؤسسات التى لن تعدل عن مواقفها إلا عندما ترى الإرهاب يطرق أبواب المدن التى تحتضنها فى الغرب بقوة أكبر!

&