&أحمد بودستور
&
الروائي الفرنسى مارسيل بروست له عبارة معبرة تقول (لقد قرعوا الأبواب التي ﻻ تفضي إلى شيء) إن نار الإرهاب سوف تحرق أوكار وقلوب التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها وها هي تزيد المستهدفين والمكتوين بنارها من أفراد ودول تلاحما وإصرارا على مكافحة اﻻرهاب وتفويت الفرصة على كل من يريد إشعال فتنة طائفية أو تدمير وتخريب اقتصاد الدول التي تعتمد على السياحة كمورد رئيسي من موارد الدخل مثل مصر وتونس وسيعلم هؤﻻء المجرمون أي منقلب ينقلبون.

إن الإرهاب ملة واحدة سواء كان سنيًا أو شيعيًا فهما وجهان لعملة واحدة لأنهما ينفذان أجندة واحدة وهي تفتيت وتقسيم الدول العربية إلى دويلات متناحرة تمزقها حرب أهلية بغيضة سواء بين السنة والشيعة أو بين المسلمين والمسيحيين كما هو الحال في مصر الكنانة التي يتعايش فيها الأقباط والمسلمين في سلام.
إن الإرهاب الأسود ضرب قبل رمضان بعدة أيام المملكة العربية السعودية وحاول إثارة فتنة طائفية وكانت النتيجة الفشل الذريع، فقد شارك السنة الشيعة في تشييع شهدائهم والصلاة في مسجد واحد وكانت النتيجة عكسية ومزيدًا من المحبة والتلاحم بين مكونات المجتمع السعودي.

في شهر رمضان المبارك وفي يوم الجمعة ضرب نفس اﻻرهاب اﻻسود المصلين وهم سجود في مسجد اﻻمام الصادق دون اي اعتبار لحرمة الشهر الفضيل فكانت النتيجة ايضا الفشل الذريع فقد كان اول الواصلين الى مكان الحادث هو صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله - ضاربًا أروع الأمثلة في علاقة الحاكم والمحكوم وحرصه الشديد على الوحدة الوطنية وكان رد الشعب الكويتي رائعا فقد تزاحم السنة قبل الشيعة للتبرع بدمائهم وامتزج الدم السني بالشيعي وكانت المشاركة في تشييع جثامين الشهداء وكذلك جموع المعزين الغفيرة في مسجد الدولة وهناك اتفاق أن يصلي الشيعة والسنة في مسجد واحد يوم الجمعة ويكون اﻻمام مرة سنيا ومره شيعيا ونأمل أن تستمر هذه الروح الوطنية وﻻ تكون رد فعل فقط وﻻ شك ان هذه المشاعر الوطنية هي الرد الحاسم على اﻻرهاب الغاشم.

أيضا ضرب اﻻرهاب اﻻسود في نفس الجمعة تونس وقتل تقريبا 38 شخصا اكثرهم من السياح البريطانيين الذين جاؤوا للراحة واﻻستجمام واذا بهم يتحولون الى جثث هامدة وقد رفض كثير من الناجين والسواح في تونس قطع اجازاتهم واﻻستمرار فيها تضامنا مع تونس وحضر وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وزاروا مكان الحادث تحديا للإرهاب وتضامنا مع تونس حتي تتجاوز محنتها وﻻ تتاثر بها السياحة التي تعد من اهم مصادر الدخل في تونس.
اﻻرهاب اﻻسود ايضا اغتال النائب العام المصري في عملية تفجير بشعة وخسيسة ردا على احكام اﻻعدام التي صدرت بحق المعزول محمد مرسي ومرشد اﻻخوان المسلمين وعدد من قادة التنظيم والنتيجة ان الحكومة اصدرت قانونا جديدا للإرهاب يهدف الى اﻻستعجال في المحاكمات وتنفيذ اﻻحكام بسرعة بعد صدورها وهو ضربة للإخوان المسلمين الذين سيكون مصيرهم المشانق ولم يكتف اﻻرهاب في مصر بهذه العملية الغادرة بل قامت مجاميع من اﻻرهابيين بمهاجمة عدة نقاط تفتيش في سيناء وتحديدًا في شمال سيناء بالقرب من رفح وبني زويد بهدف عزل هذه المنطقة وإعلانها ولاية إسلامية، ولكن عشم إبليس في الجنة فقد تصدى الجيش المصري لهم ودحرهم وقتل الكثير منهم.

نقول ان اﻻرهاب الإسود سوف يستمر ولن يهدأ حتي يحقق حلم اسياده والراعين له وهم معروفون ولعل اهم اهدافهم هو اسقاط انظمة الحكم في مصر والسعودية وبقية دول الخليج واثارة الفوضي وزعزعة اﻻمن واﻻستقرار ونشر الدمار والخراب فيها والأكيد ان الفشل سيكون مصيرهم فشعوب هذه الدول متمسكة ومدافعة عن انظمة الحكم فيها وسوف تبذل الغالي والنفيس للمحافظة على اﻻمن واﻻستقرار فيها وسيكون مصير اﻻرهابيين الفشل والخزي والعار في الدنيا والدرك السفل من النار وجهنم في اﻻخرة.

&
&