&&ريما البغدادي

&

&

&

&

&


&

&

هبّ شباب الكويت مع تفجير مسجد الإمام الصادق على يد تنظيم «داعش»، لإعلاء قيمة وطنهم، راسمين صورة نادرة من صور الوحدة الوطنية، ومعلنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً «تويتر» الأكثر شيوعاً في الكويت، أن لا فارق بين مواطن وآخر، بين سنّي وشيعي وبين حضري وبدوي، وهي الفئات التي يقسم هذا الشعب نفسه على اساسها اجتماعياً, فيما الدستور يجعلهم سواء.

وفيما غطى السواد الكويت خلال الأيام القليلة الماضية حداداً على ضحايا تفجير المسجد، عمل الشعب ممثلاً بشبابه على تأكيد المشـــــاركة والتماســـك. فهرعوا أولاً إلى بنك الدم للتبرع بدمائهم وشعارهم هو «الدم الكويتي واحد»، وأعلن بنك الدم خلال اليوم الاول من التفجير عن وصول عدد المتبرعين إلى 1250 متبرعاً.

كذلك هرعت مؤسسات المجتمع المدني إلى العمل التطوعي، منها من جنّد نفسه أمام المساجد وأماكن التجمع لمساعدة رجال الأمن في عملية التفتيش، ومنهم من علق عبارات وطنية في شوارع الكويت تحض على حب الوطن، فيما قام آخرون بمساعدة أهالي الضحايا ومؤازرتهم.

وأطلقت وزارة الدولة لشؤون الشباب رسائل إعلامية وطنية، معتبرة أن «هذا العمل الإرهابي الشنيع يمثل محاولة فاشلة لشق وحدة صف الشعب الكويتي الذي جبل على المحبة والتواد والتراحم والتماسك واجتماع الكلمة»، مبينة «أنه يهدف إلى إثارة الفتنة والنعرات الطائفية البغيضة، وأن رد فعل الشعب الكويتي شكّل ضربة قاصمة ورداً واضحاً على هذا العمل الشنيع».

وبين العمل الحكومي الأمني والاجتماعي، وبين تطوع الشباب، خرجت أصوات محللين سياسيين، متسائلين هل كان الشعب بحاجة لهذه الصحوة أم أنها حالة موقتة سرعان ما يعود اصحابها الى سباتهم؟

يقول مشاري حسين إن «هذه الفعلة الدنيــئـــة التي استـهــدفت مــصلين صائمين في يوم جمعــة تــتــطلب الوقوف صفاً واحداً، لوأد الفتنة ومنعها، خصوصا أن الكويت اصبحت كلها مستهدفة من قوى الإرهاب التي تريد نشر ثقافة القتل والدمار»، داعياً الى ألا تكون وحدة الصف الحالية يقظة ظرفية، بل حركة مجتمعية شاملة ومستمرة.

وتقول عايشة سعد العنزي، مؤسسة مبادرة «نرتقي»: «هم مزقوا صفوف المصلين في نهار رمضان ظناً أنهم بهذا الفعل الوحشي سيمزقون التسامح المذهبي والوحدة الصلبة بين أبناء شعب الكويت، أحرقوا بيت الله على المصلين ظــــــناً أن هذه النيران ستشعل نار الفتنة بين المسلمين»، مؤكدة أنه «في غالبية البيوت والعوائل الكويتية تختلط المذاهب فنـــجد الأم شيعية والأب سنّياً ونجد الخال شيعياً والجدة سنّية وفي الديوانيات والمجالس يختلط الاصداقاء بين سنّي شيعي... فكيف لي أن أعادي أمي وخالي وصديقي؟!».

وتضيف العنـــزي: «فشلوا في تفرقتنا لأننا نحن الشـــباب نحمل في عقولنا وعياً وفي قلوبنــــا سلـــاماً نــــردع بهما مكائد الأعداء، وما يفعله «داعش» هو تصـــــرفات وحشية لا تمت للإسلام بصلة. فديننا لم يقم على التعذيب وقطع الرؤوس والاعتداء على بيوت الله».

أما صالح الحمد فحذر من ان تنال الفتنة من هذا المجتمع، لانه يخشى أن العدو يسعى لخلقها وترسيخها، ويقول: «صحيح نحن اليوم عدنا لصوابنا وترانا مجتمعين، ولكنني اخشى ان يلتفت البعض الى محاولات تفريق المجتمع، ورسالتي لإخوتي أن يحذروا الفتنة، وأن لا ينــــسو أن رايتهم واحده».

خالد عبدالرحمن الطالب الجامعي استنكر كغيره هذا العمل الارهابي، قائلاً: «نحن أبناء أرض ودولة واحدة وهي الكويت، ولا يوجد بيننا فارق بين سنّي وشيعي والدليل تكاتفنا جميعاً في حادثة المسجد»، مؤكداً ان هذا «العمل الجبان هدف إلى اشعال الفتنة لكن الكويت ستثبت أنها أقوى من الارهاب وتماسك الشباب سيكون أبلغ رد على خيبتهم».

أما محمد الموسوي فدعا مؤسسات الدولة الى مواجهة الداعمين والداعين للفكر المتطرف، مطالباً بتفعيل قانون الوحدة الوطنية على الجميع، و»إغلاق القنوات الفضائية التي تبث التكفير والفكر الإرهابي».
&