&

&

&

&

&

&

&

&

&

&سالي أشرف&

بصورة مغايرة، تبرز الراقصات وبنات الليل هذا العام في دراما رمضان المصرية، فيما يبدو وكأنه محاولة من صنّاع الأعمال الدرامية لغسيل السمعة لهذه الفئات، والخروج على الصورة النمطية التي حصرتها السينما والتلفزيون فيها طويلاً. واعتمد صنّاع مسلسلات رمضان تقديم الراقصة وفتاة الليل في نمط جديد، حيث تخلى بعض المؤلفين والمخرجين عن إظهار تلك الشخصيات بملابس مثيرة، أو استخدامها ألفاظاً خادشة، ربما من باب الاعتراف بظلم الصورة النمطية، أو للتأكيد على أن العري والابتذال ليسا ضروريين لنجاح هذا النمط من الشخصيات، وإنما الخط الدرامي هو الأهم.

الفنانة هالة صدقي، والتي تجسد شخصية صاحبة أحد بيوت الرذيلة في مسلسل «حارة اليهود»، لم تظهر في مشهد واحد ترتدي ملابس مثيرة أو تستخدم بعض العبارات الخادشة للحياء، وهي قالت لـ «الراي» إن الشخصية تمثل نمطاً كان موجوداً بالفعل في حارة اليهود، وأن المسلسل حاول تقديمها مثل بقية الشخصيات بنسيج درامي راقٍ، مضيفة أن الشخصية جديدة على مشوارها الفني، وهي لامرأة قوية يهزمها الحب الذي من المفترض أنها لا تؤمن به، ولكنها وقعت فيه كما أنها إنسانة تشعر بآلام الناس، ويظهر ذلك في مشهد تحاول فيه أن تحسن من صورة هبة عبدالغني، التي تعمل بأقدم مهنة في التاريخ أمام ابنها، بعد أن علم بحقيقة والدته، فتحاول تحسين تلك الصورة أمام الطفل.

وكشفت عن أن الدور يحمل العديد من المفاجآت خلال الأحداث المقبلة حيث سيكون لها دور كبير في المقاومة ضد الصهاينة.

أما مسلسل «حواري بوخاريست» للفنان أمير كرارة، فقد قدم ثلاثة نماذج متنوعة، أبرزها الدور الذي تؤديه الفنانة ميسرة التي تعمل كراقصة وفتاة ليل سابقة. وبالرغم من ذلك، لم نر أي مشهد لها ببدلة الرقص أو في الملهى الذي ترقص فيه.

وقالت ميسرة: «(يونية) راقصة شعبية، ولكنها تحمل العديد من صفات بنت البلد الجدعة وتربطها صداقات قوية مع أهل الحارة التي تقطن بها».

ورأت أن العري والإثارة ليسا ضروريين للتعبير عن هذا النمط من الشخصيات، وإنما لا بد أن يكون هناك مبرر لهما وليسا مجرد حشو في أي عمل درامي، مشيرة إلى أنها تظهر في معظم مشاهدها بزي الحارة الشعبية، وبالرغم من عملها كراقصة، إلا أنها تهجر عالم فتيات الليل حفاظاً على سمعتها.

أما النموذج الثاني، فهي ميرهان حسين والتي تمثل الطبقة «الهاي كلاس» في المسلسل، حيث تملك مركزاً كبيراً للتجميل، تتخذه ستاراً لنشاط فتيات الليل مع رجال الأعمال الذين تربطها علاقات بهم.

وعنها قالت حسين: «(بوشي) مختلفة عن أي شخصية أخرى، لها نظرتها الشخصية والمنفردة للحياة، فهي امرأة ترى في الرجال المتعة فقط ولا تريد الزواج، الذي تعتبره حبلاً يخنق حريتها ويجعلها تشعر بالضيق، فهي مثل الطائر الحر الذي يريد دائماً أن يصل لما يريده من دون التفكير في الطرف الآخر، كما أنها تعشق الفتيات اللاتي يقدمن لها كل الطاعة»، مشيرة إلى أنها تقدم هذا النموذج بحنكة درامية لا تخدش الحياء.

وتمثل النموذج الثالث الممثلة ثراء جبيل، التي تجسد دور فتاة بسيطة تعمل في محل موبيليا في الحارة الشعبية، وتضطرها ظروفها إلى احتراف الرذيلة من أجل المال، حتى تتعرف على شقيق أمير كرارة الأصغر أحمد حاتم. وبالرغم من معرفته بحقيقة عملها، فإنه يصر على الزواج منها.

وفي مسلسل «مولانا العاشق» بطولة مصطفى شعبان، تجسد الفنانة دينا هي الأخرى نموذجاً فريداً، حيث تمتلك أيضاً منزلاً تديره للأعمال المنافية، ويضم المنزل نماذج متباينة من فتيات الليل، اللاتي ترتدي بعضهن الخمار والحجاب، بل ويرتدن دور العبادة للاستماع إلى الخطب الدينية.

واعتبرت دينا أن الحجاب أو النقاب في المسلسل له مضمون درامي، مبررة مشهد الفنانة ميساء مغربي عندما ترتدي النقاب وتذهب إلى المسجد لسماع الخطبة الدينية، بأنها من داخلها تريد التوبة والبعد عن هذا العالم المشبوه، وعيش حياة كريمة، مشيرة إلى أن فتيات الليل والراقصات هن في النهاية بشر يخطئن ويصبن ويتبن ويعدن إلى ربهن.

&