&محمود مراد

&

&

&

&

&

&

&

كانت المناقشة تدور بين مجموعة من أصدقاء محملين بخلفيات مختلفة ولكنها متصلة بالشأن العام وهمومه وكما هى العادة.. فما اجتمع إثنان إلا وكان «الإرهاب» ثالثهما.. وهكذا جرى الحديث مؤيدا ومشيدا بما قامت به القوات المسلحة فى الشيخ زويد ورفح وما قامت به قوات الأمن فى العريش ومناطق أخرى فى شمال سيناء وفى محافظات أخرى لكن المناقشة توقفت ببعض الملاحظات مثل حادث اغتيال النائب العام.. وحادث مصرع الإرهابيين فى شقة مستأجرة بمدينة أكتوبر. وبالمناسبة وقبل الدخول فى صلب الكلام تبرز ملاحظة مهمة فى أسلوب صياغة مثل هذه الأخبار فيقال.. فى وسائل الأتصال الجماهيرى.. أنه تمت «تصفية» تسعة إرهابيين فى شقة أكتوبر و«تصفية» عدد كذا فى منطقة كذا وهذه صباغة خاطئة لأن كل كلمة لها معناها ومدلولها. وفيما نفهم فإن القوات النظامية المصرية لا تصفى أحدا فإن القوات تستهدف القاء القبض على الإرهابيين لاستجوابهم والحصول على معلومات ثم محاكمتهم.. غير أن هؤلاء يقاومون ويبادرون بإطلاق النيران من أسلحة متنوعة وتكون نتيجة الاشتباك أنهم يلقون مصرعهم.. بل أنهم «يصفون» بعضهم وهنا تكون «التصفية» بتعليمات من زعماء عصابة الإرهاب فيقتلون بعضهم إذا أصيبوا وضاق عليهم الخناق وذلك حتى لا تواجههم حقائق أنهم يعيشون فى وهم فيعترفون بأسرار التنظيم وخلاياه العنقودية..

وهذا ما حدث فى وقائع عديدة منها حادث الأقصر مؤخرا عندما أصيب إرهابى وسقط على الأرض فأسرع زميله أمام الجميع وأطلق الرصاص على رأسه حتى لفظ أنفاسه.. ثم فجر هو نفسه!! ونعود إلى سياق المناقشة والاقتراحات التى طرحها الأصدقاء، ومنها نقل مقار إقامة شاغلى المناصب الهامة والحساسة إلى منطقة يسهل تأمينها وحمايتهم ومنها بصفة عاجلة تأمين الشوارع التى يقيمون بها حاليا مع تنوع السيارات التى يركبونها والطرق التى يسلكونها وأجمعت المناقشات على أن العمليات الاجرامية تديرها غرفة عمليات تدار بطريقة احترافية وتضم ممثلى أجهزة مخابرات دول وجهات لا تريد خيرا لمصر أو للعرب أو لإفريقيا وإنما تستهدف تجزئتها وتفتيتها لإعادة تقسيم وترتيب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى إطار النظام العالمى..

الذى بدأ النخطيط له بعد إنهيار الاتحاد السوفيتى ولم يصل بعد إلى حالة استقرار! ولقد تلاقت الأهداف الاستراتيجية لهذه الدول مع الجماعة الإرهابية التى جعلت من نفسها أداة لمن يريدون ضرب الأمة العربية وتشويه الصورة الإسلامية وذكرت الأراء أسماء بعض هذه الدول الداعمة للإرهاب معنويا وماديا وبكل إحتياجاته التدميرية. ثم عرجت المناقشات إلى البيئة المحلية التى تصطاد منها الجماعة الإرهابية أفرادا تغويهم بالمال وتضللهم بالمفاهيم الدينية الخاطئة. وتستغل احتياجاتهم ـ إلى حد الابتزاز ـ للضغط عليهم وتنفيذ ما يريدون وفق خطط محددة ومنها المراقبة والتتبع ـ للهدف ـ بوسائل متعددة بينها استخدام السيارات والدراجات البخارية واستئجار الشقق المفروشة وغيرها.. وبمبالغ كبيرة!!

وبعد فإننى أستطرد إلى مسائل هامة. إيجار الشقق المفروشة: ضرورة ابلاغ قسم الشرطة عند تأجير الشقة المفروشة وإذا كان المستأجر غير مصرى فلابد من تقديم صورة «جواز السفر» وأيضا إذا كان المستأجر مصريا ـ أو كان مالكا للوحدة السكنية فانه ملزم بإخطار القسم إذا استضاف غير مصرى للإقامة لديه. حراس البنايات ومنادو السيارات: لقد صار لحارس العمارة ـ البوابـ ولمنادى السيارات فى الشارع دور هام. وتحول بعضهم إلى بلطجية ويجدون مكانا لأى سيارة (!!) إذا دفع صاحبها ومن ثم فلابد من إحياء قانون قديم يلزم بألا يعمل أحد فى مثل هذه المهن إلا بعد الحصول على ترخيص من القسم وهذا يمكن تنفيذه اليوم وبرسوم مادية بسيطة فإن هؤلاء يراقبون الشارع وما فيه وإن أحسنوا فى عملهم سيؤدون دورا مهما فى التأمين . الدراجة البخارية والكارو: أنه لا ينبغى أن يجرى عجل على الطريق دون ترخيص، ويتساوى فى ذلك التوك توك.. والدراجة البخارية.. والكارو وهذا كان معمولا به فى السابق فلماذا لم يعد ساريا؟ أن الترخيص يجب أن يكون للمركبة ولسائقها. والحكومة لن تتكلف شيئا. فإن طالب الترخيص يدفع بما يغطى التكلفة والعمالة الزائدة!! وبعد ان هذه الاجراءات وغيرها.. من شأنها تنظيم حركة الشارع وتأمينه سواء من الحوادث العادية أو من حوادث الإرهاب، وانظروا إذا كانت هذه الاجراءات موجودة فهل كان يمكن ان تقف سيارة مفخخة مجهولة على مسافة أمتار من منزل النائب العام؟
&