النجيفي&: سياسة المالكي هي السبب الرئيس لسقوط الموصل واستيلاء «داعش» عليها
&

&

&

&علي الراشدي&


•بعد سقوط الموصل بيد «داعش» زارني السفير الإيراني وعرض الدعم «المباشر» ورفضت ذلك لأنه «احتواء»

• وزيرالدفاع الآن مجمّد تقريباً وصلاحيات كثيرة سحبت منه وإن أراد دعمنا... فالآليات الموجودة تحول دون ذلك

• جاءتني اعتراضات من «الخارجية» السورية على مقالاتي ضد النظام والحكومة العراقية منعتني من إبداء رأيي

• حصلنا في «الحشد الوطني» على رواتب من بغداد و سلاح من السوق السوداء وتدريب من مشرفين أتراك


قال محافظ نينوى أثيل النجيفي إن «سياسة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي كانت سبباً في سقوط الموصل»، مشدداً على ان «المجتمع السنّي مازال مخيّراً بين السيّئ والأسوأ، وهو لايريد الخروج من السيّئ الذي هو موجود فيه خوفاً من الأسوأ الذي ينتظره».

وأضاف خلال حوار أجرته معه «الراي» الى ان «دخول (الحشد الشعبي) الى المناطق السنّية هو للتغيير الديموغرافي وهناك مخاوف على المستوى الديني عند الناس»، مردفاً: «الفرق عند المجتمع السنّي ما بين الحشد و(داعش) أن الأول موقت وسيزول لكن الثاني طويل الأمد وسيغير ديموغرافية المنطقة».

وأضاف النجيفي: «بعد سقوط الموصل بيد (داعش) زارني السفير الايراني وعرض الدعم المباشر ورفضت ذلك لأنه احتواء»، مشيرا في موضوع آخر، الى ان «وزيرالدفاع الآن مجمّد تقريباً وصلاحيات كثيرة سحبت منه

وإن أراد دعمنا فالآليات الموجودة تحول دون ذلك». وأكمل: «جاءتني اعتراضات من الخارجية السورية على مقالاتي ضد النظام والحكومة العراقية منعتني من إبداء رأيي».

وفيما يلي تفاصيل الحوار:

● كيف حال نينوى تحت سيطرة «داعش»؟

- النازحون منها 400 ألف نسمة في محافظات عدة والاوضاع ليست مستقرة بعد انقطاع خطوط امدادات طريق بغداد كربلاء النخيب وتركيا مروراً بسورية منذ اكثر من شهر. وتضاعفت اسعار المواد الغذائية والوقود. الخدمات البلدية ومشاريع المياه تعمل في شكل جيد لكن الكهرباء الوطنية تتوفر ساعتيْن كل 48 ساعة، والمستشفيات تعمل - رغم قلة الاطباء - لكن بطاقة ضعيفة.

● انت متهم بأنك أسهمت في إدخال «داعش» الى الموصل فيما يبرئك آخرون ويتهمون شخصيات أخرى، فما حقيقة الموضوع؟

- لا اعتقد أن الاتهامات تستند إلى وثائق او حقائق، إن سياسات الحكومة السابقة برئاسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي - والتي لاتزال بعض منها في سياسة الحكومة الحالية مستمرة في المناطق السنّية - هي السبب الرئيس لدخول «داعش» الى الموصل، أما السبب غير المباشر فارتبط بالاستعدادات العسكرية، والسنّة كانوا مبعدين عن ان يكونوا جزءاً فاعلاً في الملف الامني.

● لكن اعتراضاتك معروفة على جميع القيادات العسكرية والامنية والبعض يرى أن موقفكم هو احد اسباب ضعف المؤسسة العسكرية؟

- تحدثت امام اللجنة التحقيقية عن الاسباب... اولها الاداء العسكري والانسحاب وليس الانهيار كما يسمى، كانت هناك خطة لسحب «داعش» الى الساحل الايمن من المدينة، ونُفّذت وعملت عليها الشرطة الاتحادية خلال 3 أيام، وكانت الخطة تتضمن إدخال التنظيم إلى المدينة ومن ثم قصفه بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة والتي أعد لها في مطار الموصل وكان من المقرر ان يبدأ القصف في الساعة العاشرة من مساء 9 يونيو الماضي.

● من بالتحديد وفق الخطة سيضرب المدينة أهي الشرطة المحلية أم الجيش؟

- طيران الجيش هو الذي كان متهيئاً لضرب الساحل الأيمن للموصل وكانت الخطة تقضي بقصف المدينة مع المدنيين الذين فيها على أساس انهم موالون للتنظيم لأنهم لو لم يكونوا كذلك لغادروا الموصل.

●جيش النقشبندية والقيادات البعثية هل كان لها دور في إدخال «داعش» إلى الموصل؟

- لا لم يكن لها دور فعلي في العملية ولم تدخل في المعركة، وهناك عدم ثقة بين «داعش» وجيش النقشبندية ولهذا لم يكونوا طرفاً في الخطة مع التنظيم. لكن البعثيون حاولوا الاستفادة من الامر بعد دخول «داعش» المدينة فتصوروا ان «داعش» لاتشكّل ثقلاً في مجتمع الموصل وعوّلوا كثيراً على بعض الضباط السابقين من الذين انخرطوا مع تنظيم «القاعدة» منذ 2003 وتصوروا ان هناك ولاء باقياً لدى الناس تجاه البعثيين وظنوا انهم سيسيطرون بعد اسبوع او اسبوعين على الموصل. لكن الذي حصل ان «داعش» هو من استغلهم بعد تهدئة الناس في أسبوعيْن. الايام الاولى لم تشهد فرض «داعش» نفسه كما اليوم، وبعد اقل من شهر انقلب (داعش) على البعثيين وتمت تصفية الكثير منهم والآخرون هربوا.

● هل تظن ان «داعش» سيبقى في المناطق التي سيطر عليها؟

- «داعش» لايستطيع ان يبقى طويلاً ولايمتلك مقومات استمراره وهو في مرحلة «النهاية والإنهاك» بمعنى استنزاف القوى أو مرحلة «إدارة الفوضى في المناطق المضطربة»، اما أن يظلّوا لفترة طويلة فلا يستطيعون وقوتهم داخل المدن ضعيفة ويعانون الان من ضغوط اقتصادية واجتماعية غير قادرين على مواجهتها.

● إذا كان التنظيم بهذه الحال فلماذا هذا التراخي الدولي والعربي في مواجهته بجدية؟

- الحكومة غير قادرة على استيعاب متطلبات التحالف الدولي والعربي في محاربة «داعش» ولاتزال مقتنعة فقط بمتطلبات الوضع الإيراني، والعالم غير مستعد ان يدعم العراق في رؤية غير مقتنع بها لان العالم جميعه مقتنع بان احد اسباب وجود «داعش» هو المظالم التي تعرّض لها السنّة والعالم غير مستعد ان يتورّط في حرب اهلية عراقية - عراقية.

● هل دعمت واشنطن تسليحكم فقد سبق ووعدت بتزويد العشائر السنّية بالسلاح؟

- لم تدعم تسليحنا، وحتى الانبارلا تسليح جدياًَ فيها حتى الآن فتوفير اسلحة خفيفة لايعني أن هناك تسليحاً ويجب ان تكون الاسلحة مكافئة لأسلحة «داعش».

● وحكومة بغداد؟ هل تدعم قواتكم برواتب وسلاح وخبرات عسكرية ؟

- يوجد نوعان من القوات: الشرطة، وهي تابعة الى وزارة الداخلية، وهي لاتريد ان تكون قوة من الشرطة المحلية لمحافظة نينوى بل تريد نقلها الى مناطق اخرى، ونحن نعمل على جمع هذه القوات.

أما القوة الثانية والتي تسمى «الحشد الوطني» فهي مرتبطة بهيئة «الحشد الشعبي» وتشكّلت بأمر حكومي ويشرف على تدريبها أتراك وحصلنا على رواتب من بغداد واستطعنا ان نحصل على تسليح من السوق السوداء.

● كم عدد هذه االقوة وبماذا تسلحت؟

- هي قوة موجودة وفعاّلة ولا استطيع ان اذكر الاعداد فغالبيتهم من ضباط الجيش السابق وتدربوا على اعلى مستوى دولي وهم جاهزون للمعركة في اي وقت ونمتلك جهازاً استخباراتياً داخل الموصل وهناك تعاون مع التحالف الدولي في بعض العمليات.

● تقول بأولوية محاربة «داعش» ولكن يقال ان المناطق السنّية لا تبدي معارضة واضحة لوجود التنظيم على عكس محاربتها للوجود الأميركي في بداية الاحتلال؟

- صحيح إن المناطق السنّية على العموم لاتبدي الان محاربة فعلية لـ «داعش» فليس لديها ثقة بأحد لأن الرؤيا لما بعد التنظيم غير واضحة. والمجتمع السنّي لايزال مخيراً بين السيّئ والأسوأ، وبالتالي هناك إحباط وهو لايريد الخروج من السيئ الذي هو موجود فيه خوفاً من الأسوأ الذي ينتظره.

● قارنت في أحد تصريحاتك السابقة بين «داعش» و«الحشد الشعبي» وذكرت ان افعال «الحشد» تشبه افعال التنظيم فلماذا تعتبرهما وجهان لعملة واحدة؟

- «الحشد» كلمة مطاطة لاشكال متعددة، الفرق عند المجتمع السنّي ما بين «الحشد» و«داعش» أن التنظيم قضية موقتة ستزول «لكن الحشد» مشروع طويل الامد وسيحدث تغييراً ديموغرافياً والمخاوف منه كبيرة على المستوى الديني للناس وليس فقط اجتماعياً.

● انتم أصحاب صلات طيبة مع تركيا ولكن لماذا لا تفتحون باباً للحوار مع ايران؟

- نحن نحتاج الى الحوار الكامل وليس الجزئي. و ايران متنفّذة، وفتح الحوار معها من دون الحوار مع الدول العربية وتركيا سيضعنا في احتواء ايران.

● لماذا أصبحت بعض الأطراف العراقية طرفاً في الصراع السوري؟

- الازمة العراقية بدات مع ماحدث في سورية، وكتبت حينها مقالات عدة، وجاءتني اعتراضات من الخارجية السورية، وطلب مني ان لا اصرح ضد النظام السوري. وكان هناك ضغط من الحكومة العراقية في عدم إبداء رأيي، الحكومة العراقية شاركت وتشارك فعلياً في القتال إلى جانب النظام في سورية من خلال ألوية وكتائب اهما لواء أبو الفضل العباس.

● هل التقيت السفير الايراني في العراق؟

- بعد احداث الموصل، زارني السفير الايراني اكثر من مرة وعرض علي المساعدة والدعم وقلت له إن الدعم يجب ان يكون من خلال الدولة العراقية لكن هم ارادوا ان يكون الدعم مباشراً وهذا بالنسبة لنا احتواء وهو غير مقبول في مجتمعنا.

● وزيرالدفاع من الموصل ويمثل كتلتكم فهل يدعم التشكيل العسكري الذي تقودونه؟

- وزير الدفاع الآن تقريباً مجمّد، و كثير من الصلاحيات سحبت منه، وهي بيد قيادة العمليات المشتركة، وهو يريد ان يدعمنا لكن الآليات الموجودة تمنعه من ذلك.

&