&حمد الجاسر

أثار النائب الشيعي في مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي عبدالحميد دشتي، غضب الجمهور الكويتي بسبب زيارته قبل أيام منزل القائد العسكري السابق لـ «حزب الله» عماد مغنية في لبنان، وانتشر مقطع فيديو للنائب وهو يقبّل رأس والد مغنية ويلقي كلمة يمتدح فيها القيادي الشيعي اللبناني وشقيقه وعائلته.

وتتّهم الكويت عماد مغنية بالتخطيط لأعمال إرهابية وقيادتها ضدها في الثمانينات، وأهمها خطف طائرة الخطوط الجوية الكويتية «الجابرية» من بانكوك إلى لارنكا ثم الجزائر، وهي العملية التي استمرت 16 يوماً وقُتِل خلالها اثنان من الركاب الكويتيين، أُلقيت جثتاهما من باب الطائرة على أرض مطار لارنكا.

وقال دشتي في تصريح صحافي: «زرتُ وبعض الإخوة والدة ووالد الشهيد عماد مغنية والشهيد جهاد مغنية، تعبيراً وامتناناً لشهداء الأمة، ولمن حمل مشعل الجهاد ولمن كان مدرسة للعطاء في هذا الدور المشرف». وهذا الموقف ليس الأول المثير للجدل لدشتي، إذ كان أدلى بتصريحات عدائية لدول الخليج، مدافَعَة عن إيران ونظام الرئيس بشار الأسد الذي التقاه مرات داعياً إلى دعمه ومساندته.

وتوالت ردود فعل حادة في الكويت من الجمهور ومن رموز المعارضة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على زيارة دشتي منزل مغنية، واتّهم كثيرون الحكومة التي لم تُصدِر أي تعليق، بتشجيع دشتي على تصرفاته، من خلال السكوت عنه وعدم محاسبته.

وانتقد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم - وهو معروف بعلاقته الوثيقة بالنواب الشيعة - دشتي بشدة، وقال في حسابه على «تويتر»: «تصرُّف النائب دشتي مرفوض وغير مسؤول واستفزازي، لا يصب في اتجاه تعزيز الوحدة الوطنية ولا يُحاسب عليه أحد سوى النائب نفسه». كذلك انتقد ناشطون من الشيعة تصرف دشتي، وكتب الإعلامي نادر كرم مخاطباً إياه: «هل تقبل بأن يُقبِّل شخص رأس والد الإرهابي الذي فجّر نفسه في مسجد الصادق؟» في إشارة إلى التفجير الذي روّع الكويت الشهر الماضي، وأسفر عن 26 قتيلاً و200 جريح من الشيعة. وكان مغنية تسبّب في أزمة في الكويت بعد اغتياله في دمشق خلال شباط (فبراير) 2008، إذ نظّم ناشطون من الشيعة بينهم نواب تأبيناً له اعترضته قوى الأمن، واعتُقِل بعض المنظمين وخضعوا للتحقيق.
&