سامح عبد الله

التحركات والمواجهات الأخيرة فى شمال سوريا وجنوب تركيا تشير بوضوح إلى أن خطة إقامة الدولة الكردية التى تدعمها الولايات المتحدة بمساعدة داعش تسير بقوة على الأرض وأن تركيا التى نعمت باستقرار نسبى خلال السنوات الماضية تسير على طريق القلاقل والاضطرابات.

ولا يجب أن نفصل تلك التطورات عن مستجد آخر على الساحة الدولية هو الاتفاق الإيرانى الغربى الذى سيفضى دون شك إلى إطلاق يد إيران فى المنطقة على حساب الدول العربية وتركيا.

أما التفجيرات الأخيرة جنوب تركيا فتعنى أن داعش قررت التحرك داخل الأراضى التركية وهو بداية لمرحلة جديدة من التوتر والقلاقل لنظام أردوغان الذى يعانى قلاقل سياسية داخلية لأن حزبه لا يسيطر على البرلمان ولا يمكنه تشكيل حكومة جديدة دون مشاركة أحزاب أخرى.

والهجمات التركية على مواقع حزب العمال الكردستانى شمال العراق يعنى عودة المواجهات المسلحة مع الأكراد الأتراك وهو ما يعنى مزيدا من التوتر.

أما رفض الولايات المتحدة لتدخل القوات التركية شمال سوريا لإقامة منطقة عازلة فيعنى أن واشنطن تكبل أيادى الأتراك وترفض تدخلهم لمنع إقامة الدولة الكردية التى يبدو أنها ستمتد من كردستان العراق إلى البحر المتوسط مرورا بسوريا.

والخلاصة أن تركيا أصبحت منشغلة بمخاطر كبرى تحدق بها ولن تكون باستطاعتها تقديم دعم فاعل لأى دولة عربية ترى فيها حليفا مهما لمواجهة إيران.

وبالتالى لم يعد أمام العرب إلا الاعتماد على قدراتهم الذاتية لحماية مصالحهم وهذا لن يتحقق إلا بتنسيق استراتيجى عالى المستوى تكون ركيزته مصر والسعودية والإمارات والأردن.

المشكلة أن هذا التنسيق يحتاج لوقت قبل أن نستكمل أبعاده المختلفة وكلما تأخرنا فى تنفيذه أصبح الأمر أكثر صعوبة، وأشد خطورة.