عبد العزيز السويد

لخصت المعارضة الإيرانية السيدة مريم رجوي رؤيتها في أسباب ولادة تنظيم «داعش» بقولها: «داعش هو حصيلة الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد ونوري المالكي بأمر من خامنئي».

ومع الأخذ في الاعتبار أن «داعش» ليس جسداً واحداً برأس واحد، بل أجساد برؤوس متعددة، كما قال صالح مسلم المعارض الكردي السوري، لكن مصداقاً لكلام السيدة مريم رجوي، خاصة في دور نوري المالكي حين كان رئيساً لوزراء العراق، معلومات سبق أن ذكرها، لي شخصياً، سياسي عراقي، أنه في أواخر عام 2010 م اتصل به من المنفى ضابط كبير في الجيش العراقي السابق، ثم زوده بقائمة تشمل نحو 700 اسم لضباط عراقيين من الجيش السابق الذي تم تسريحه، كلهم لا يطالبون سوى برواتبهم التقاعدية التي منعت عنهم، ولديهم أسر ومن دون عمل! بعضهم في العراق، وبعضهم هرب حذراً من التصفيات التي تقوم بها ميليشيات طائفية، إلا أن نوري المالكي رفض ولم يتجاوب مع وساطة سياسي عراقي «شيعي للمناسبة» لكن همه وطني لا طائفي.

هذه عينة، ولا شك أن هناك غيرهم ممن عاشوا الواقع نفسه، وشكل بعض هؤلاء أو أكثريتهم نتيجة لطريق مسدود وضعتهم فيه سياسة المالكي الطائفية عموداً فقرياً للطفرة النوعية في القدرات التي حدثت لتنظيم «داعش»، حتى استطاع احتلال ثلث مساحة بلاد الرافدين وتهديد العاصمة بغداد، يضاف إلى هذا موقف المالكي من اعتصامات الأنبار السلمية، إذ تحولت مطالبات اقتصادية وسياسية إلى صدامات مسلحة بعدما أمر الجيش بفضها بالقوة، وحدثت مجازر.

إدانة سياسات نوري المالكي الطائفية، التي أجهزت على ما تبقى من الدولة العراقية الحديثة لتعيد العراق عشرات السنين إلى الوراء، جاءت أيضاً، وعلى فترات مختلفة، من ساسة عراقيين، بمن فيهم شيعة، وأميركيون. وحدها إيران التي ظلت متمسكة به، لأنه حقق ويحقق أهدافها.