دمشق - جانبلات شكاي: اعتبر رئيس «المبادرة الوطنية للأكراد السوريين» وعضو مجلس الشعب عمر أوسي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو العدو الرئيسي والأساسي للأكراد، مشددا على ضرورة عدم الثقة بالسياسات الأميركية لأن واشنطن هي من تآمرت على ثورة مصطفى بارزاني وسلمت بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي عبد الله أوجلان إلى تركيا.

وفي لقاء له مع «الراي» حذر أوسي من أن تشهد الحدود المشتركة السورية التركية «تطورات مثيرة ودراماتيكية وخطيرة جداً قد تقلب الأوضاع حتى الميدانية»، معتبرا أن «انضمام تركيا الى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش إنما هي مسرحية لضرب الأكراد والذهاب إلى انتخابات مبكرة وإقامة منطقة آمنة ضمن الأراضي السورية».

وحمل أوسي قيادات أحزاب «المجلس الوطني الكردي» المنضوية تحت «الائتلاف الوطني المعارض» المسؤولية التاريخية في افراغ المناطق الكردية في سورية من المكون الكردي، مشيدا بالدور الذي لعبته «وحدات حماية الشعب» في مواجهة «داعش» و«جبهة النصرة»، معتبراً أن «هدفها القادم هي مدينة الشدادي في محافظة الحسكة ومدينة الرقة في محافظة الرقثة ومن ثم مدينة جرابلس على الحدود السورية التركية»، مؤكدا أن «الجيش السوري البطل لم يقصر مع وحدات الحماية بالدعم اللوجستي وحتى بالاشتراك معهم في الكثير من الجبهات، لكن الحكومات السورية المتعاقبة بما فيها الحالية، خذلت الأكراد وكانت نظرة بعض الوزارات شوفينية وحتى عنصرية أحيانا تجاه المكون الكردي، لكننا رغم ذلك، فنحن سوريون أولا ومن ثم أكراد».

أوسي الذي يشغل أيضا منصب رئيس «لجنة المصالحة» في مجلس الشعب، كشف امكان حصول انفراجات في ملف المخطوفين لدى المجموعات المسلحة والذين يبلغ عددهم أكثر من عشرة آلاف، مؤكدا أن «المفاوضات لمبادلتهم تجري حتى مع داعش وجبهة النصرة عبر وسطاء»، موضحا «أن عمليات الافراج عن المعتقلين في الأفرع الأمنية أو المحالين إلى محكمة الإرهاب ستستمر بعفو خاص على أن تطلق دفعة كل أسبوعين أو ثلاثة».

واعتبر أوسي «الأوضاع على التخوم الشمالية للجغرافيا الوطنية السورية في المناطق الكردية من ديريك والمالكية والقامشلي والدرباسية وعامودا مرورا برأس العين وكوباني (عين العرب) حتى عفرين، ستشهد في الأيام المقبلة تحولات وتطورات مثيرة ودراماتيكية وخطيرة جداً قد تقلب الأوضاع حتى الميدانية في تلك المنطقة، في ضوء إمكانية اتخاذ حكومة رجب طيب أردوغان (العدالة والتنمية) قراراً بدخول القوات العسكرية التركية واجتياح بعض الجغرافيات من تلك المنطقة وخصوصاً على خلفية التفاهم التركي الأميركي الأخير».

وبيّن «أن هدف الدولة التركية من هذا الاجتياح المحتمل هو تحقيق ثلاثة نقاط: الأولى هي ضرب الإدارات الذاتية في الكانتونات الثلاثة: القامشلي وكوباني (عين العرب) وعفرين، وعدم الإفساح في المجال أمام الأكراد للتواصل الجغرافي والديموغرافي بين عين العرب وعفرين، وهي تركز على الاجتياح في بعض المناطق المحددة مبدئيا كمقدمة لإقامة الحزام الأمني على طول الحدود السورية التركية المشتركة التي تبلغ أكثر من 850 كيلو متراً».

ورأى أن «تركيا تسعى للدخول إلى مدينة جرابلس السورية، وتسمى غلغامش بالتركي، وإلى إعزاز السورية بمسافة جغرافية طولها 110 كيلومترات حتى تفوت الفرصة، من وجهة نظرها، على المقاتلين الأكراد ووحدات حماية الشعب» وحزب الاتحاد الديموقراطي بالتواصل بين منطقتي كوباني وعفرين، لأن تركيا مقتنعة بأن الأكراد على وشك إعلان كيان سياسي كردي مستقل في المناطق الكردية على طول الحدود التركية السورية المشتركة وهذا ما تعتبره تهديدا للأمن القومي التركي.

وأكد«أن هذه حجة غير صحيحة فلا نية لأكراد سورية إقامة أي كيان سياسي مستقل».

وانتقد أوسي ما صدر عن الخارجية الأميركية من مواقف ساوت بين تنظيم«داعش»و«حزب العمال الكردستاني»وتصنيف الأخير على أنه«تنظيم إرهابي».

وقال:«حذرت سابقا القوى الكردية وخصوصاً الأحزاب الكردية السورية، ألا يعولوا على المشروع الأميركي في المنطقة وألا يضعوا كل بيضهم في هذه السلة، لأن واشنطن براغماتية وهي باعت شاه إيران وبرويز مشرف باكستان وحسني مبارك مصر، وليس لديها أصدقاء ولا أعداء دائمون، وحتى الآن ليس لديها أجندة كردية وهذا هو السبب وراء المأساة التي يمر ومر بها الأكراد تاريخيا وخصوصاً في العراق وتركيا وإيران».

وتابع«إن الولايات المتحدة هي من تآمرت على ثورة المرحوم الملا مصطفى بارزاني، وهي التي سلمت الزعيم الكردي عبد اللـه أوجلان إلى الدولة التركية وبمساعدة الموساد الإسرائيلي، وأرجو أن يفهم إخوتي في الأحزاب الكردية أن موقعنا الطبيعي هو ضمن دولتنا السورية وضمن وطننا السوري ونحن جزء لا يتجزأ من الجغرافيا الوطنية السورية، وأن يعيدوا حساباتهم وألا يثقوا بالغرب الاستعماري وبحلف شمال الأطلسي ولا بحكومة رجب طيب أردوغان العدو الرئيسي والأساسي للأكراد».

واعتبر أوسي أن«أردوغان عندما يعلن الحرب على الأكراد وعلى حزب العمال الكردستاني وعلى اليساريين ومروراً على داعش، يريد كسب أصوات القوميين الأتراك من حزب الحركة القومية ومن اليسار التركي ممثلا بحزب الشعب الجمهوري».