وليد إبراهيم الأحمد

دعونا نتساءل سؤالاً منطقياً لمن يتعاطف مع السياسة الإيرانية... ما مصلحة جارتنا مملكة البحرين من اتهام إيران بأنها وراء المحاولة الأخيرة عندما نجحت في إحباطُ عملية تهريبِ عن طريق البحر لكميةٍ من الموادِ المتفجرةِ شديدةِ الخطورة، بجانب عددٍ من الأسلحةِ الأوتوماتيكية والذخائرِ كانت قادمة من إيران؟!

ما مصلحة البحرين من جلب المشكلات لها و«عوار الراس» لولا أن ما حدث تم إثباته بالوقائع والاقوال؟!

فقد أوضحت السلطات البحرينية أنه بعد التحقيق مع المواطنين البحرينيين المقبوض عليهما أنه (تبينَ من خلالِ أعمالِ البحثِ والتحري والسؤال، أن المقبوضَ عليه الأول، كان قد تلقى تدريباتٍ عسكريةً في أغسطس 2013 بالجمهوريةِ الإيرانية وخضعَ لتدريباتٍ مكثفةٍ على كيفيةِ صناعةِ واستخدامِ الموادِ المتفجرة (C4)، كما تم تدريبُه على الغَوصِ وطرقِ تنفيذِ عملياتِ التفجيرِ تحتَ سطحِ البحر بالإضافةِ إلى الرمايةِ باستخدام سلاح الكلاشنيكوف، وذلك بمعسكراتِ الحرسِ الثوري الإيراني تحتَ إشرافِ مدربين إيرانيين، كما صُرفت له ملابسُ عسكرية وتم تمويلُه بمَبالغَ مالية لشراءِ قاربٍ وسيارة لتنفيذِ عملياتِ التهريب، أما المقبوض عليه الثاني فتم تجنيدُه من قبلِ الأول لمساعدتِه في عمليةِ التهريب عبرَ البحر)!

طبيعي جداً أن تنفي طهران تلك التهم كنفيها دعمها لأعمال الشغب التي حدثت في شوارع البحرين قبل سنتين وكادت تعصف بكيانها السياسي ناهيك عن المحاولات المتكررة لدعم قلب نظام الحكم فيها، واستقبال المعارضة بالدعم والتدريب أو العملية الإرهابية التي حدثت أخرا في منطقة سترة... لكن هذا كله غير مهم فلا توجد دولة تعترف بقيامها بعمل انقلاب على دولة أخرى لكن ما نريد قوله هنا لحكومة طهران إنه بات من الضروري اليوم بعد الاتفاق النووي مع الدول الكبرى تغيير سياستها والنظر لدول الخليج بعين الأخوة والجيرة والمصلحة المشتركة لا عين الذئب والمواشي الستة!

أنظار العالم الآن تتجه إلى إيران سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وسياحياً لإثبات حسن نواياها تجاه جيرانها كدولة صديقة لا عدوة فتبدأ صفحة جديدة من علاقات الثقة بعيداً عن سياسة الاحتلال... كما نفس تلك الأنظار تتجه إليها من قبل الدول الكبرى لتلتزم بعدم العودة لسياسة العناد في الاستخدام المفرط والعمليات المتسارعة لتخصيب اليورانيوم بصورة تتعارض والاتفاق المسمى بالتاريخي الأخير!

****

على الطاير:

- ما أجمل أن تعيش بين جيرانك بأمان واطمئنان وراحة بال بعيداً عن التدخل في شؤون الآخرين... فتثق بهم ويثقون بك بعيداً عن المشكلات أو الاستمرار في منهج تصدير الثورة!