مبارك محمد الهاجري

منذ قيام الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية العام 1948 لم نسمع أن الأمم المتحدة، أو بمعنى أدق مجلس الأمن الدولي قد أدان انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني على يد الصهاينة، وكلما حاولت بعض الدول الأعضاء عرض قرار يدين هذا الكيان تلوح أميركا وعبر مندوبها الدائم بحق النقض «الفيتو» في استهتار واضح وفاضح بحقوق الإنسان التي تتغنى بها أميركا في المنابر الدولية، كلما اقتضت مصالحها ذلك!

الإسرائيليون أمنوا العقوبة، بعدما أصبحت الأمم المتحدة في الجيب، فليس هناك من عُتب أو حتى ملامة، افعل أيها الصهيوني ما شئت، فأميركا قد طوعت لك مجلس الأمن الدولي بسلاح الظلم، والمسمى «الفيتو»... اقتل... احرق... عذب... انتهك حقوق الإنسان، فأنت بحماية الولايات المتحدة.

إنها الحقيقة المرة التي يتجرعها العالم المخدوع، الذي ظن في العم سام الحارس الأمين والوفي لحقوق الإنسان، إلا أن ما يراه بالعين المجردة فضيحة كبيرة، فأي مصداقية تنشدها أميركا، وأي حقوق إنسانية تنادي بها، وهي تشهد مقتل الرضيع الفلسطيني،علي الدوابشة، الذي أحرق حياً، وأحرق معه والداه، وأخوه؟!

كم هو أمر مقزز، ومثير للغثيان أن تعلق البشرية الأمل في أميركا، وتحسن الظن بها، متناسية أنها قامت على جماجم الهنود الحمر، ولك أن تنظر إلى صورة الجندي الأميركي وهو واقف بزهو وخيلاء على جبل من الجماجم، في أواسط القرن التاسع عشر!

التاريخ شاهد حي، ولا يمكن له أن يغفل عن الحقائق مهما كانت، وليس من المستغرب أن يدعم القاتل، قاتلا آخر، فقدوة الشر، سيتبعه حتما الشريرون، وأميركا قدوة سوء ترعى أسوأ كيان أقيم على وجه الأرض احتل، واغتصب حقوق شعب بأكمله دون أن يصدر من مجلس الأمن قرار واحد يدينه بالاسم منذ تأسيسه!