عمرو عبد السميع

واصلت الولايات المتحدة نشر شبكة درعها الصاروخي بعد اتفاقها مع ايران حول الملف النووي، رغم أن رئيسها باراك أوباما كان التزم في ابريل عام 2009&بأنه سيتوقف عن نشر تلك الشبكة اذا توصل الي اتفاق مع طهران حول ملفها النووي، فلما وقعت واشنطن الاتفاق المنشود فوجئنا بأنها استمرت- نبشاط- في نشر درعها الصاروخي، رغم أن بنود الاتفاق تحظر علي ايران انتاج الصواريخ الباليستية لمدة ثماني سنوات.

هناك أجندة خفية- اذن- لاتجاهات العدائيات الأميركية، وأهم بنودها ليس ايران علي وجه الاطلاق، وانما هو محاولة الاحاطة بروسيا الاتحادية ومواصلة الضغط عليها وهو الذي تصاعد بعد الصراع في أوكرانيا وضم موسكو شبه جزيرة القرم الي سيادتها، وأكاد أجزم أن عاملاً أساسياً لتصعيد العدائية الأميركية ضد روسيا، كان موقفها من ثورة 30 يونيو العظمي والقائد عبد الفتاح السيسي والذى تمثل في كسر احتكار السلاح وتحرير الارادة الوطنية، ودعم مشروع التنمية العملاق لبناء مصر الجديدة، في قناة السويس، وعتاقة، ومحطة الضبعة، وبحوث الفضاء، وتدريب الكوادر، وزيادة التعاون الاقتصادي، وبما أدي- تلقائياً- الي مساعدة مصر في تدمير الموجة الأولي من مشروع الشرق الأوسط الواسع، المتحالف مع بعض الكراكيب والروبابيكيا السياسية مثل احياء العثمانية، وبناء دولة الخلافة الاخوانية.

العدائية الأميركية ضد موسكو جاءت أيضاً لتدعيم تمدد الوجود المسلح للغرب وصولاً الي الحدود الغربية لروسيا، ولضمان السيطرة علي مصادر الغاز والتأكد من وصوله الي أوروبا بانسيابية وسهولة، وخلط الأوراق بشدة حول أوكرانيا، بحيث يتغير عنوان الأزمة من (مواجهة لتحقيق الديمقراطية) الي (وسيلة لفرض عقوبات اقتصادية علي روسيا)، الي (صراع من أجل أمن الغرب وتحقيق المخطط الأميركي الشهير بعسكرة العالم وهو ما يخدم- مباشرة- مصالح لوبي صناعة السلاح الأميركي).

يصاحب ذلك كله ستار دخان للتمويه يؤكد أن ايران مازالت خطرة، وأن واشنطن حريصة علي حماية أمن اسرائيل منها، وهو أيضاً مبرر لاستمرار شعور المواطن الغربي بالخوف من ايران وبالتالي استعداده لتأجيل مطالبه الاجتماعية من أجل الوفاء بمتطلبات المواجهة.

كل ذلك بينما الاستهداف الأميركي هو لروسيا لا غيرها.