أحمد بودستور

هناك مثل ايراني يقول ( تغير الحيه جلدها ﻻطبعها ) وهو ينطبق علي السياسه اﻻيرانيه المتلونه فتجدها مره تتشدد وترفع السقف كثيرا ومره اخري تتنازل عن كل شروطها وتتعاون علي حسب الظروف واتجاه الرياح الدوليه ولكن يبقي طبع الغدر واﻻستهتار بالمواثيق الدوليه والتدخل في شؤون اﻻخرين وممارسة التقيه السياسيه هي الطبع الذي ﻻيتغير او يتبدل وكما يقول المثل الطبع يغلب التطبع .
حقل الدره تحول الي قضيه وحديث الساعه رغم ان هذه القضيه نائمه وهادئه منذ الستينيات من القرن الماضي وبسبب الطمع والتعنت واﻻستكبار اﻻيراني بقي حقل الدره علي حاله بدون اي عمليات حفر وتنقيب عن البترول والغاز رغم انه يعتبر من اكبر حقول الغاز حيث انه كما ذكرت التقديرات يحتوي علي 5.5 تريليون متر مكعب من الغاز وكميه اقل من النفط وبهذا لو حسبنا اﻻنتاج منذ بدايه اكتشاف ﻻتضح حجم الخساره لدولة الكويت باعتبار ان حصة الكويت هي الثلثين من احتياطي الحقل ﻻنه مساحه كبيره منه تقع داخل المياه اﻻقليميه الكويتيه والكويت في امس الحاجه للغاز ﻻنها تضطر احيانا ﻻستيراده من الخارج رغم ذلك تحملت الكثير .هناك روايتان حول حصة ايران في حقل الدره فهناك روايه تقول انها حصتها في الحقل ﻻتزيد عن 5% وهناك روايه اخري تقول ان ليس لها حق نهائيا في حقل الدره وان الحقل يتوزع بين الكويت والسعوديه بنسبه الثلثين للكويت والثلث للسعوديه ولكن امير الكويت الراحل جابر اﻻحمد رحمه الله وطيب تراه اتخذ قرارا بعد حرب تحرير الكويت بان يكون الحقل مناصفه بين الكويت والسعوديه وليس هناك اي خلاف بين الكويت والشقيقه الكبري المملكه العربيه السعوديه بل ان السعوديه فوضت الكويت للتفاوض مع ايران التي تدعي ان لها حصه في حقل الدره .

ان ايران تريد ان تستخدم هذا الحقل كورقه سياسيه اشبه بمسمار جحا تستخدمها كلما دعت الظروف والحاجه لذلك والدليل ان الكويت عرضت علي ايران مرارا توزيع الحصص بعد ترسيم الحدود البحريه وياخذ كل طرف حقه وفق اتفاقيه الجرف القاري وهي من اﻻتفاقيات التي اقرتها هيئة اﻻمم المتحده في حال اشتراك دولتين او اكثر في الحقول النفطيه البحريه ولكن ايران كانت ترفض باستمرار وتطالب بان يكون الحقل مشترك ويوزع اﻻنتاج علي الدول الثﻻته بدون اي ترسيم للحدود البحريه.

قبل ايام وبعد اﻻتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 بدات ايران عمليات الحفر في حقل الدره وذلك باﻻتفاق مع شركتين عالميتين في مجال التنقيب عن البترول بدون التشاور مع الكويت والسعوديه كنوع من استعراض العضلات وايضا كنوع من تشتيت اﻻنتباه عما يجري في اليمن وسوريا فهناك خسارة محققه في اليمن وهناك انتصارات للجيش السوري الحر وفصائل المعارضه السوريه في منطقة القلمون وتغير مجري اﻻحداث عكس ماتريد وتشتهي ايران فهي لها اهداف سياسيه من اثاره قضيه حقل الدره في هذا التوقيت وفد قامت وزارة الخارجيه الكويتيه باستدعاء القائم باﻻعمال اﻻيراني وتسليمه رساله احتجاج من الحكومه الكويتيه تعبر فيها عن استياء الكويت من التصرفات اﻻستفزازيه اﻻيرانيه في حقل الدره موجهه للحكومه اﻻيرانيه.ان توقيت اثارة قضبه حقل الدره ليس مصادفه او اعتباطا بل ياتي بعد القبض علي خليه حزب الله واحالنها للنيابه العامه وتاكد تورط ايران في هذه القضيه وهناك ايضا خليه تجسس ايرانيه حكم علي افرادها وهم موجودين في السجن المركزي فهناك حساب تريد ايران تصفيته مع الكويت والضغط عليها للتساهل في التعامل مع هذه الخلايا وهي تعرف ان الكويت سياستها رخوه ولينه مع ايران وصلت الي حد قول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ان اذا عدوك ضربك كف علي خدك اﻻيمن فادر له اﻻيسر ولهذا هي تتعامل بفوقيه مع الحكومه الكويتيه ولهذا نطالب الحكومه الكويتيه بقليل من الحزم والتصرف مع سياسه ايران اﻻستفزازيه كما تتصرف حكومة مملكة البحرين فهي تتعامل بحزم وبنديه وايران ﻻينفع معها اللين والطيبه والحكمه بل سياسه المعامله بالمثل والعين الحمرا وبطريقه كما تراني ياحبيبي اراك .