محمد خروب
&
غداً، يتوقع صدور بيان معارضة اسطنبول التي اختار لها «الأصدقاء» اسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الى ان نجحت تركيا في ايصال شخصية مغمورة ولكن تركية الجنسية لتجلس على رأس هذا الائتلاف ولتتصدر المشهد، في وقت بدأ الجميع ينفض يده من ائتلاف اسطنبول، وبُعيْد مراجعة مواقفه وخططه بعد ان احتل داعش (لا تنسوا النصرة وأحرار الشام وجيش الفتح) صدارة الأحداث وراح يفرض جدول اعماله الخاص على الجميع.


فيما يستعد الأتراك لتأهيل «تركمان» سوريا كوكلاء لهم في المنطقة الآمنة، التي يحلمون باقامتها في الشمال السوري كمقدمة للمنطقة العازلة التي يتوهمون أنهم قادرون على فرضها في الشمال السوري، كي يجعلوا منها منصة&للانقضاض على حلب السورية وكركوك العراقية باعتبارهما أراضٍي «عثمانية» جرى الحاقها بسوريا والعراق بقرار استعماري فرنسي بريطاني غداة سقوط الامبراطورية العثمانية..
ما علينا..


المجتمعون في اسطنبول من بقايا ائتلاف المعارضات المتفكك والآيل للسقوط يريدون مناقشة خطة المبعوث الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا، وموقفهم من الخطة العتيدة عدائي منذ اللحظة الاولى رغم تأييد مجلس الأمن «بالاجماع» لها الذي قال في 17 آب الجاري: ان الحل الدائم للأزمة السورية، هو من خلال عملية سياسية شاملة بقيادة سورية تلبي التطلعات المشروعة للشعب وصولاً الى التنفيذ الكامل لبيان جنيف الصادر في 30/ 6/ 2012..
وبعيداً عن موقف دمشق التي أبدت حذراً من غموض الخطة والاحتمالات القائمة للعمل انتقائياً على بعض بنودها وتقديم المتأخر (زمنياً) منها وتأخير «المتقدم» بهدف فرض أمر واقع على النظام لا يستطيع حيالها – وبخاصة في شأن الأسماء المقترحة للجان العمل التي ستنبثق عن الاجتماعات الاولى بين الأطراف المنخرطة في العملية السياسية، فان ائتلاف اسطنبول غير معني بمثل هذه التفاصيل بل هو اصابه الفزع عندما «اكتشف» ان خطة دي ميستورا كما لقاءات موسكو المتواصلة مع اطياف «المعارضات الداخلية والخارجية»، لا تمنحه (الائتلاف) اي افضلية او كما يصفها اركانه بأنها «تتجاوز الإقرار بالتمثيل (الشرعي) لقوى المعارضة والثورة السورية»..
هذا اذاً ما يهمهم ولا شيء غيره، فلم يعد ثمة حكومة مؤقتة يمكن تسول الاموال من اجل ممارسة اعمالها في المناطق «المحررة» وليس ثمة قائد عسكري بمقدوره تفقد كتائب التحرير التي سترفع علم الثورة في دمشق، فضلاً عن ان عواصم أصدقاء الشعب السوري قد أوصدت أبوابها أمام رجالات الثورة من مفكرين وسياسيين وتكنوقراط وادباء وشعراء وفنانين، ولم تعد شركات الطيران معنية بالابقاء على مقاعد الدرجة الأولى ورجال الأعمال «غب طلب» الثوار الذين يمكن ان يحلّوا فجأة في البيت الأبيض او قصر الاليزيه او داوننغ ستريت دون إهمال بعض العواصم العربية بالطبع.
اللافت في كل ما يجري عبر موسكو خصوصاً، هو البيان الذي اصدرته الخارجية الاميركية، والتي تكرر فيه واشنطن التزامها «القوي» بتحقيق انتقال سياسي «حقيقي» قائم على التفاوض (بعيداً عن بشار الأسد) بهدف وضع حد للعنف.
المؤشرات تشي بأن ادارة اوباما لم تعد ترى في استبعاد الأسد شرطاً لأي حل سلمي يأتي من اي جهة كانت بعد ان رفع الجميع – او هكذا يُفترض – داعش أولاً.. فما الذي جرى فعلاً؟
أهي مناورة أم محاولة لاحراج الكرملين الذي بذل قادته جهوداُ مكثفة في أكثر من اتجاه ونحو اكثر من عاصمة لوضع قطار الحل السياسي على سكته؟
.. علينا الانتظار.